لاصقة لاصلاح الاضرار من النوبة القلبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من روما: هل يمكننا بواسطة خلايا المنشأ اختبار بديل جذري؟ لماذا لا نسخرها مثلاً لانتاج لاصقات يتم تطبيقها على القلب؟ هكذا، قد نستطيع تصليح الأضرار الناجمة من النوبة القلبية. تجري هذه الفكرة عكس التيار لكن من يقود هذه الصرخة العلاجية الجديدة، أي لاصقات القلب، هم فريق في مختبر دراسة القلب الجزيئية والخلوية في جامعة روما تور فيرغاتا. عادة، تتمحور الجهود الطبية حول النقل المباشر لخلايا المنشأ عن طريق حقنها في القلب حيث تقوم بإعادة توليد الأنسجة القلبية. على بعد عشرة سنوات من تبني حقن خلايا المنشأ لم نلتمس الى اليوم النتائج المنشودة. ويبدو أن فكرة الباحثين الإيطاليين ستجلب معها عدة منافع على المدى القريب. كما فتح الباحثون باب التعاون في طوكيو مع أول مختبر في العالم متخصص في ترميم قطع القلب البشري.
يكمن هدف الباحثين الإيطاليين في سحب خلايا المنشأ البالغة من المريض لتربيتها مختبرياً بحيث تتحول الى ألياف قلبية. بمعنى آخر، نحصل من تربية هذه الخلايا على "قطع غيار" للقلب. وكل قطعة من هذه القطع عبارة عن سنتمر مربع من النسيج الذي يخصص لاستبدال تلك القطعة الخلوية التي أصابتها النوبة القلبية. في الحقيقة، يتميز النسيج القلبي بهندسة معقدة للغاية. علاوة على ذلك، فان آلية تكون الأوعية بالقلب مدهشة ويتطلب النشاط الميكانيكي الدائم للقلب استهلاك كمية أكسجين أعلى بثلاث مرات مما تستهلكه أعضاء الجسم الأخرى. لذلك، فان مصفوفة الدعم(اللاصقة)، المصنوعة من بوليميرات قابلة للتحلل بيولوجياً، تحوي مئات الثقوب الصغيرة الحجم(كل ثقب حجمه 100 ميكرون تقريباً وكل ملليمتر يساوي ألف ميكرون) التي تسمح بمحاكاة شبكة الممرات الميكروسكوبية الطبيعية التي تنقل الدم الى خلايا القلب.
آل تطبيق هذه اللاصقات على الحيوانات المختبرية الى نتائج جيدة. وسيعمل الفريق الياباني بمختبر طوكيو على صقل التقنية الإيطالية ابتغاء تطبيقها اختبارياً على البشر. وما تزال الطريق طويلة إنما تمثل الفكرة الطريقة الوحيدة للخروج من وهم معالجة أمراض القلب عبر خلايا المنشأ. صحيح أن هذه الأخيرة تتمتع بقدرة جبارة لكن بعد مرور عشر سنوات على ولادتها، تبقى منافع عملية حقن خلايا المنشأ في قلب أولئك الذين تعرضوا للنوبة ضعيفة لا بل غائبة بالكامل. فلا يمكن لأحد معرفة أين تذهب هذه الخلايا عند زرعها في القلب. فحركة القلب النابضة تشتت هذه الخلايا بسرعة قبل أن تنمو لتصبح خلايا قلبية. و0.1 الى 1 في المئة من كمية خلايا المنشأ الموجودة في الحقنة تتمكن من استيطان القلب. أما البقية فتتبخر بالكامل. إذن، من الأفضل تنمية خلايا المنشأ مختبرياً لتصبح قطعاً من النسيج القلبي(لاصقات) يتم تطبيقها على القلب على شكل رزمات علاجية موضبة.