إعادة تقييم لمفاهيم الإجهاد المستمر وإستخدام المضادات

معتقدات وأساطير طبية تنهار أمام الأبحاث العلمية (3/3)
إعادة تقييم لمفاهيم الإجهاد المستمر واستخدام المضادات

محمد حامد - إيلاف: هناك إعتقاد راسخ في أذهان كثر بوجود علاقة مؤكدة بين الشعور بالتعب والإرهاق بشكل دائم وبين فقر الدم، كما يؤمن بعضهم أن استخدام فرشاة الأسنان بطريقة مكثفة من الأمور الجيدة ولا يدركون أن مثل تلك الممارسات تنطوي على أخطار لم تخطر لهم على بال، كما أن هناك قول أسطوري آخر مفاده أن عدم الإنتهاء من جرعة المضادات الحيوية بشكل تام (بعد أن نشعر بالتحسن) لا يؤدي إلى انتكاسة وعودة المرض، والأمر الشائع أكثر من كل هذه الأساطير أن استخدام بعض الكريمات يحمي من سرطان الجلد بشكل مؤكد... هذا التقرير يتناول إعادة تقييم هذه المعتقدات والأساطير الصحية وفقًا لتقرير مفصل في هذا الإطار نشرته صيحفة الديلي ميل اللندنية.

أسطورة حول أن طرقعة المفاصل تسبب إلتهاب المفاصل
الحقيقة: إن الصوت الناتج من تغيير الضغط في المفاصل والذي ينتج عن طرقعة المفاصل قد يسبب تلف وتمزق الأصابع كما يقول روبرت موتس أستاذ علم التهاب الأعصاب في مستشفى إنتري الجامعي في ليفربول. ولا يوجد أي ضرر ينتج عن طرقعة المفاصل وبالتالي لا يؤدي إلى الإصابة بالتهاب المفاصل. ومع ذلك فإنه عندما تصدر المفاصل أصواتًا، فإنه يؤدي إلى التوهم بأنها علامة على الإصابة بإلتهاب المفاصل.

أسطورة حول أنه عندما نشعر بالتحسن من مرض ما فيجب أن نتوقف عن تعاطي المضادات الحيوية
الحقيقة: يصف الأطباء عادة مضادًا حيويًا يؤخذ لمدة يومين زيادة من أجل ضمان قتل البكتيريا المسببة للمرض كما تقول سين وودوارد. وهذا هو السبب في شعورك بالتحسن عندما تأخذ المضاد الحيوي خلال الأيام الأخيرة المتبقية من فترة العلاج. ومع ذلك فإذا لم تكمل العلاج فهناك خطورة على أن بعض البكتيريا قد تظل في جسمك. وسوف تتكاثر تلك البكتيريا وتتغير لتصبح أكثر مقاومة للمضاد الحيوي الذي تناولته في البداية ولذلك يجب عليك أن تنهي الدواء الذي وصفه الطبيب.

أسطورة حول أن الشعور بوخز الدبابيس والإبر ( التنميل) هو ناتج عن مرض تصلب الأنسجة
الحقيقة: إن الشعور بوخز الدبابيس والإبر نادرًا ما تكون علامة على مرض تصلب الأنسجة أو مرض عصبي آخر، كما يقول الدكتور مايك بوغيلد، مستشار الأمراض العصبية في مركز والتن في ليفربول. ففي أغلب الحالات، فإن الإحساس بوخز الدبابيس والإبر (التنميل) يكون ناتجًا عن الضغط على عصب ويمكن أن يستثار بوساطة أي شيء مثل الحذاء البالي الضيق أو النوم على الذراع. وينتهي هذا الإحساس بعد دقائق قليلة. كما أن الاختلاف كما يقول الدكتور بوغيلد يكمن في المشكلة إذا استمرت لعدة أيام، فضلاً عن أن وجود عضو في الأسرة يعاني من الحالة نفسهايزيد من معدل الخطورة. والإحساس بوخز الدبابيس والإبر لا يحدث عادة وحده إذا كان ناتجًا عن الإصابة بمرض حيث من المحتمل أن تكون لدى المريض أعراض أخرى مصاحبة له مثل التخدير أو فقد الإحساس بالأوصال ومناطق معينة في الجسد.

أسطورة حول أنه كلما غسلت أسنانك بالفرشاة كلما كان ذلك جيدًا
الحقيقة: إن كثرة استخدام فرشاة الأسنان من الممكن أن تضر الأسنان لأنه إذا تمت إزالة طبقة البلاك من على الأسنان فإن استخدام الفرشاة بعد ذلك يمكن أن يضر طلاء الأسنان ويسبب تلفها، ويعاني حوالى 20 في المئة من الأشخاص يعانون من انكماش اللثة الناتج عن فرك الأسنان بشدة بالفرشاة. ويرى دكتور فيل ستيمر أن استخدام فرشاة الأسنان يجب ألا يزيد عن دقيقتين مرتين يوميا مع استخدامها بحركة دائرية على الأسنان.

أسطورة حول أن الكريم المضاد لأشعة الشمس يقي من سرطان الجلد
الحقيقة: إن سرطان الجلد هو نتيجة مباشرة لتأثير أشعة الشمس. وتقليل التعرض للشمس من خلال استخدام كريمات الحماية من الممكن أن يقلل خطورة احتراق الجلد، ولكن هذا لا يعني أنه قد يحميك من سرطان الجلد وبخاصة إذا كنت تقضي ساعات طويلة في الشمس. حيث أن الكريمات لا تمنع تمامًا أشعة الشمس، كما أن بعض الأشعة فوق البنفسجية الأخرى تنفذ وتسبب سرطان الجلد كما يقول مايك براون مستشار الوقاية من الشمس .

والأشكال البسيطة من سرطان الجلد مثل تسرطن الخلية الأساسية يرتبط بالأشعة التي تعرف باسم الأشعة فوق البنفسجية من النوع الثاني ، بينما الأشكال الأكثر خطورة من هذا المرض قد تكون مرتبطة بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية من النوع الأول. وعند شرائك لكريم مضاد لأشعة الشمس يجب أن تنظر على المنتج كي تتأكد من أنه يوفر حماية عالية ضد النوعين.

أسطورة حول أن التعب المستمر هو علامة على الإصابة بفقر الدم
الحقيقة: على الرغم من أن التعب والإجهاد العام شائع جدًا، فإنه عادة ما يكون ناتجًا عن الإجهاد أو الإكتئاب أو حتى نقص ممارسة التمرينات الرياضية وليس من إعتلال الصحة كما تقول الدكتورة داون هاربر المتخصصة في أمراض النساء وصحة المرأة. حيث تقول بأن الشعور بالتعب طوال الوقت هو سبب عام يدعو إلى ضرورة زيارة متخصص من أجل تشخيص الحالة. والعلامات التقليدية لمرض فقر الدم تضم شحوب اللون والضعف والشعور بالإغماء وضعف التنفس وزيادة ضربات القلب والصداع وقرحة الفم واللثة وهشاشة الأظفار. وقد يلجأ العديد من الأطباء إلى إجراء اختبار روتيني للدم عندما يشكو المريض من التعب، ولكن أحيانًا ما تكون الحالة غير مرتبطة بفقر الدم مما يجعل المرضى يربطون بين التعب وفقر الدم.