علبة لمعالجة السكري!

طلال سلامة من روما: تبقي زراعة الخلايا المنتجة للأنسولين أم خلايا البنكرياس الهدف الرئيسي في معالجة مرضى السكري بصورة نهائية. لكن، وبانتظار إطلالة حلول طبية جديدة من شأنها تحسين نمط حياة هؤلاء المرضى، ابتكر الباحثون في قسم دراسة مرض السكري، بجامعة ميامي، حلاً فعالاً يتمحور حول حقنة دواء واحدة أسبوعياً، للسيطرة على مستوى سكر الدم (Glycaemia)، الى جانب زرع علبة قابلة للانحلال بيولوجياً حجمها 4 سنتيمتر مكعب وتحتوي على الخلايا المنتجة للأنسولين. يتم زرع هذه العلبة في البنكرياس لاستبدال الخلايا المنتجة للأنسولين التي دمرها مرض السكري. علاوة على ذلك، تتحد هذه العلبة بنظام إلكتروني داخلها يقوم ببرمجة تحرير أدوية لتخفيض الرد المناعي الدفاعي. عادة، يتم تصنيف هذه الأدوية بأنها (Immunosuppressor). للآن، ما يزال هذا الابتكار قيد الاختبار على الحيوانات، وقد يتم تجربته على المرضى في السنوات الثلاث القادمة.

على الصعيد العالمي، يتفشى مرض السكري أكثر فأكثر بين الشباب والأطفال الذين يصبحون عبيداً لحقن الأنسولين اليومية. إذ ان الخلايا المنتجة للأنسولين في جسمهم تختفي شيئاً فشيئاً. على الصعيد الإيطالي، تتوقع المنظمات الصحية المحلية أن يتضاعف عدد الإصابات الجديدة بهذا المرض، من 15 ألف مصاب جديد سنوياً صعوداً الى 29 ألف مصاب في العام 2025.

من جانبهم نجح الباحثون الأميركيون والكنديون في التوصل الى صيغة علاج جديدة لمرض السكري من النوع 2. يرتكز هذا العلاج على دواء معروف باسم "اكسيناتيد" (Exinatide). عادة، يقوم هذا الدواء بتقليد نشاط هرمون ينتجه الجسم طبيعياً للسيطرة على مستويات سكر الدم. بدلاً من أن يأخذه المرضى مرتين يومياً توصل هؤلاء الباحثون الى صيغة جديدة له تخول المرضى حقنه مرة واحدة أسبوعياً. ان صيغة الدواء الجديدة أكثر فعالية وأمناً مقارنة بالصيغة القديمة. فالآثار الجانبية المتعلقة بالمعدة والأمعاء محدودة. كما تنجح الصيغة الجديدة في السيطرة على مستويات سكر الدم لدى 77 في المئة من المرضى المتطوعين مقارنة ب61 في المئة من المرضى المتطوعين الذين عولجوا بنسخة الدواء القديمة.