صحة

الانفلونزا المكسيكية تتقدم وخطط تطوير اللقاح تحت المجهر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


أصبحت الانفلونزا المكسيكية منتشرة في معظم الولايات الاميركية وتهدد خصوصًا الحوامل، لذلك يجب عليهن اتخاذ اقصى درجات الحذر، علمًا ان اللقاحات المضادة اصبحت اليوم قيد الدرس لجهة فاعليتها.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: بالتزامن مع إطلاق مسؤولي قطاع الصحة في الولايات المتحدة الأميركية عقار التامفلو للأطفال من المخزون الوطني وبدء تلقيهم طلبيات من الدول بالحصول على اللقاح الجديد لإنفلونزا المكسيك، أعلنت مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها في البلاد أن مرض إنفلونزا المكسيك قد بات منتشرًا الآن على نطاق واسع في شتى أنحاء البلاد. هذا وقد أظهرت أيضًا تقارير وواحد من استطلاعات الرأي أن كثيرين من الأميركيين غاضبون من اللقاح، وذلك في الوقت الذي أكد فيه المسؤولون أن اللقاحات الجديدة تتطابق تقريبًا مع اللقاحات الخاصة بالانفلونزا الموسمية، منوهين بأنهم يفعلون ما بوسعهم لفضح الأكاذيب المتعلقة باللقاح.

من جانبها، قالت دكتور آن سكوكات، مديرة التحصين وأمراض الجهاز التنفسي في مركز مكافحة الأمراض :" كان هناك بالفعل نشاط كبير لمرض الإنفلونزا في جميع الولايات الأميركية، وهو النشاط الذي أتى على غير العادة تقريبًا في هذا التوقيت من العام". كما عبرت دكتور آن عن قلقها بالتحديد على السيدات الحوامل. حيث تم حجز 100 حالة منهن في المستشفيات في وحدات العناية المركزة في أواخر شهر أغسطس / آب الماضي، بالإضافة إلى وفاة 28 حالة منذ بداية اندلاع المرض في أبريل / نيسان المنقضي. وتابعت آن حديثها بالقول :" هناك بالفعل أرقام مُحبِطة". كما حثت اختصاصيي التوليد والقابلات على إسداء النصيحة للمرضى بالحصول على الحُقن الخاصة بإنفلونزا المكسيك بمجرد أن تصبح متاحة أمامهم على الفور.

وتفيد العديد من التقارير الإعلامية المحلية بأن هناك تزايدًا في حالات الإصابة بالمرض في مناطق عديدة في البلاد. وأشارت صحيفة النيويورك تايمز من جانبها إلى أن مركز ديل الطبي للأطفال في أوستن في وسط تكساس قام بنصب خيمتين في باحته المخصصة لوقوف السيارات للتعامل مع زيارات غرف الطوارئ، كما شهدت المستشفيات بالقرب من مدينة كولورادو سبرينغز تزايدا ً بنسبة 30 % في الزيارات المرتبطة بالإنفلونزا. ونظرًا إلى تزايد حالات إصابة الأطفال بالمرض، قامت وزارة الصحة والخدمات البشرية يوم الثلاثاء الماضي بإصدار 300 ألف جرعة من عقار تامفلو السائل المخصص للأطفال من المخزون الوطني للجائحة، حيث تم تخصيص أولى الدفعات لتكساس وكولورادو.

وهنا، أشارت دكتور آن إلى أن بعضًا من هذا المخزون قد تجاوز مدة الصلاحية المقررة له، لكن وكالة الأغذية والدواء قامت بإجراء اختبار على المخزون وصادقت على أنه ما زال صالحًا للاستعمال. وفي الوقت الذي تتفاوت فيه حدة الإصابة بالمرض لدى ما يزيد عن 99 % من حالات المصابين بانفلونزا المكسيك ما بين المعتدلة والخفيفة، تتزايد المخاطر لدى ملايين الأشخاص المصابين بالمشاكل الشائعة نسبيًا كداء الربو، والبدانة، والسكري أو مشكلات القلب، تمامًا كما هو الحال مع السيدات الحوامل والأطفال الذين لا يتناولون اللقاح بسبب أعمارهم السنية الصغيرة.
وكشف آخر إحصاء لمراكز الأمراض عن أن عدد وفيات الأطفال الناجمة عن الإصابة بالمرض قد بلغ 36 حالة حتى الثامن من شهر أغسطس / آب الماضي، فيما أشارت تقارير منذ ذلك الحين إلى وفاة أطفال في العديد من الولايات، وبخاصة في الجنوب، حيث أعيد فتح المدارس في وقت سابق. كما كشفت المراكز الأسبوع الماضي عن وفاة 936 مواطنا أميركيا بأعراض الإنفلونزا أو بمرض ذات الرئة المرتبط بالإنفلونزا وذلك منذ الثلاثين من شهر أغسطس / آب الماضي، عندما بدأت إحصاء جديدًا للوفيات بما في ذلك بعض الحالات التي لم تخضع لاختبارات إنفلونزا المكسيك المعملية. ويعتبر هذا العدد قليلا مقارنة ً بالـ 36 ألف حالة التي تلقى حتفها سنويا ً نتيجة الإصابة بالإنفلونزا الموسمية.

وتأكيدًا على مشاعر القلق التي تهيمن على مراكز الأمراض ناحية الجائحة، أعلن عدد كبير من الأميركيين رفضهم للحُقن الخاصة بإنفلونزا المكسيك. وأظهر استطلاع للرأي أن أكثر من نصف الآباء يقولون إنهم قلقون بشأن الإنفلونزا، في الوقت الذي لن يقدم فيه سوى 35 % منهم على تطعيم أولادهم، بالإضافة إلى عدم حسم ما يقرب من النصف أمرهم بشأن المسألة حتى الآن، وسط إبداء كثيرين منهم أيضًا لقلقهم من كون اللقاح جديدًا وأنه لم يخضع للاختبار. وهنا، قال دكتور جون سانتا، مدير التصنيفات الصحية في تقارير المستهلكين، إن أحد الجوانب المقلقة في الأمر هو أن 69 % من الآباء والأمهات الذين لم يحسموا أمرهم بعد أو يعترضون على تناول الحُقن، يقولون إنهم يريدون تكون المناعة بشكل طبيعي لدى أولادهم.

كما أكدت دكتور آن أن اللقاح ليس باللقاح الجديد وأنه قد خضع بالفعل للاختبار. وقالت الصحيفة في الختام إن علماء من مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها أجروا فحصًا لعينات تم تجميعها من رئات 77 حالة إصابة قاتلة بإنفلونزا المكسيك، ووجدوا أن في ثلث الحالات تقريبًا، لا يموت المريض نتيجة إصابته بالإنفلونزا فحسب، بل بالبكتيريا التي تتسرب عندما تصيب الإنفلونزا الرئتين بالالتهاب. وقال دكتور سكوكات إن "الأخبار السارة" هنا هو أن معظم الإصابات كانت ناشئة عن جرثومة المكوّرات الرئوية الشائعة، التي يوجد لها لقاح علاجي لا يمنح عادة ً إلا لمن تجاوزوا الخامسة والستين من عمرهم، أو يعانون مشكلات مزمنة في القلب والرئتين، وذلك في الوقت الذي يؤهل فيه واحد فقط من بين خمسة أميركيين لتلقي تلك الحقنة.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف