الخلايا الجذعية البالغة لمعالجة الكسور التي يصعب التئامها

أشرف أبوجلالة من القاهرة: خلصت دراسة أميركية حديثة إلى أن الخلايا الجذعية البالغة من الممكن أن تقدم علاجًا جديدًا لنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 20 % من كسور العظام التي يصعب التئامها. وأوضحت دكتور آنا سباغنولي، الباحثة البارزة في جامعة ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أجريت الدراسة، بقولها :" غالبًا ما يؤدي نقص الطرق التي تستخدم في إصلاح أو معالجة الكسور إلى العديد من الإصابات، وتثبيت المناطق المصابة لفترات طويلة، والشعور بآلام، مع إمكانية حدوث تشوهات في العظام، وربما تصل الأمور في بعض الأحيان لحد الوفاة. أما عن السبب الرئيسي وراء عدم التئام الكسر لدى أحد المرضى، فلا زال مجهولا ً في معظم الحالات".

ويرى الباحثون - وفقًا لما توصلوا إليه من نتائج - أن حدوث نقصًا في الخلايا الجذعية البالغة، التي عادة ً ما تصبح خلايا تعويضية عند الاستجابة لما يلحق بالجسم من ضرر، قد تكون السبب الرئيسي وراء عدم التئام العظام المصابة بكسور في بعض الأحيان. وأشارت سباغنولي إلى أنّ الخلايا الجذعية التي تتواجد في نخاع العظام، ويطلق عليها الخلايا الجذعية المعزولة، من الممكن أن تصبح عظام، وغضاريف، ودهون، وعضلات، وخلايا أوعية دموية، ويعتبر توجيه تلك الخلايا الجذعية لتصبح في وضعية الإصلاح واحدًا من أهداف فرع الطب الجديد الذي يطلق عليه الطب التجديدي.
وأضافت أن الخلايا الجذعية البالغة، التي يمكن الحصول عليها من نخاع عظام المرضى بتدخل جراحي بسيط، قد قيل إنها تلعب دور في تحسين عملية التئام الكسور لدى عدد قليل من المرضى. ومع هذا، فقد أكدت على الحاجة لإجراء دراسات حيوانية قبل بدء التجارب السريرية. وفي تلك الدراسة، قامت سباغنولي ومعها زملاؤها باستخلاص خلايا جذعية بالغة من نخاع عظام أحد الفئران المصاب بكسور في أحد قدميه، ثم أخضوعها لأسلوب الهندسة الوراثية لإظهار قدرتها على معالجة العظام.

وبعدها، قام الباحثون بزراعة الخلايا المعالجة بداخل الفئران المصابة بكسر في عظمة الساق الطويلة. وبعد إجراء تصوير مقطعي، لاحظ الفريق البحثي تحسن مستوى معالجة الكسور لدى الفئران التي تمت معالجتها مقارنة ً بتلك التي لم تُعالج. كما وجدوا أن الخلايا الجذعية ترحل إلى المنطقة المصابة بكسر، وتزيد من كثافة العظام والغضاريف التي تسد فجوة العظام. وهنا، تابعت سباغنولي حديثها بالقول :" لقد قدَّمت دراستنا بيانات هامة وضرورية لإنجاز طريقة علاجية جديدة لدى المرضى المصابين بخلل في عملية التئام الكسور".