محاربة الإيدز: مبادرة جديدة يبدأ بها أفراد المجتمع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قام مسؤولون من قطاع الصحة الأميركية بتحضير خطة تهدف إلى وقف انتشار مرض الإيدز، وذلك بمبادرة فردية من خلال إخضاع جميع البالغين تقريبًا في أي مجتمع للاختبار بصورة روتينية، ومعالجة من تثبت إصابته على الفور. والدراسة الجديدة ستمتد على مدار ثلاثة أعوام ستُجرى في موقعين هما، مقاطعة كولومبيا وحي برونكس في نيويورك، حيث يتواجد جزء من أعلى معدلات العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية في البلاد. مع العلم أن ما نسبته بين ثلث إلى نصف الأفراد المصابين ليسوا على دراية حتى بأنهم يحملون الفيروس.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: في إطار حرصهم الدائم على إيجاد طرق علاجيّة، يكون من شأنها فتح آفاق جديدة لمواجهة مرض الإيدز القاتل، يكشف مسؤولون من قطاع الصحة الأميركي عن قيامهم بتحضير خطة لدراسة إستراتيجيّة جريئة جديدة تهدف إلى وقف انتشار فيروس الإيدز. وتتمثل تلك الإستراتيجية في إخضاع جميع البالغين تقريبًا في أي مجتمع للاختبار بصورة روتينية، ومعالجة من تثبت إصابته على الفور. وتشير صحيفة النيويورك تايمز الأميركيّة في هذا السياق إلى أنّ الإستراتيجية الجديدة يُطلق عليها "الاختبار والمعالجة"، وتلفت إلى ما قاله المسؤولون بأنّ الدراسة الجديدة التي ستمتد على مدار ثلاثة أعوام ستُجرى في موقعين هما، مقاطعة كولومبيا وحي برونكس في نيويورك، حيث يتواجد جزء من أعلى معدلات العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية في البلاد.
ويؤكد المسؤولون على أنّ خطوة مثل هذه هي الخطوة الأولى على طريق مواجهة المرض الخطر. وتقول الصحيفة إنهم لا يهدفون في هذا الشأن إلى قياس فاعلية الإستراتيجيّة الجديدة في إبطاء انتشار الوباء، وإنما يَسعوّن لتحديد إمكانية تطبيقها، بالنظر إلى الحواجز العديدة التي تحول دون اختبارها وحصولها على الرعاية الطبية. ويقول دكتور شانون هادر، مدير إدارة فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب "الإيدز" التابعة لوزارة الصحة في واشنطن :" على امتداد المشوار العلاجي للعدوى، نفقد أناسًا في كل مرحلة". وفي الوقت الذي يُصاب فيه نحو 5 % من البالغين بمقاطعة كولومبيا بالعدوى، يقول دكتور هادر إنّه يمكن مقارنة هذا المعدَّل بالموجود في غرب إفريقيا - كما يشير إلى أنّ نسبة تتراوح ما بين ثلث إلى نصف الأفراد المصابين ليسوا على دراية حتى بأنهم يحملون الفيروس.
وتقول أنجيلا فولوود وود، نائب مدير نائب مدير مصلحة الأسرة والاستشارات الطبية: "وحتى عندما يتم تشخيص العدوى، تتمثل الخطوة الأصعب في إقناع المصابين بالذهاب إلى الطبيب". وهنا، تقول الصحيفة إنّ فقط ما يقرب من نصف سكان واشنطن الذين حصلوا على تشخيص جديد عام 2006 لفيروس نقص المناعة البشرية، أقدموا على استشارة الطبيب في غضون ستة أشهر. ويشير هنا أيضًا دكتور أنطوني فوسي، مدير المعهد القومي للحساسية والأمراض المعدية، إلى أنّ أعدادًا كبيرة من المرضى ترفض الاختبارات التي يعرضها عليهم الأطباء. وفي سبيل ذلك، تلفت الصحيفة إلى أنّ الباحثين المُكلفين بتخطيط الدراسة الجديدة قاموا بعقد اجتماعات مع مسؤولين من عدد من المستشفيات ووزارة الصحة في واشنطن وحي برونكس لمناقشة إمكانية جعل الاختبار الخاص بفيروس الإيدز جزءًا روتينيًا من الزيارات التي يقوم بها الأفراد للأطباء والعيادات وغرف الطوارئ.
وتؤكد الصحيفة في سياق متصل على أنّ الطريقة الجديدة تعد جزءًا من تحول أوسع في النطاق صوب الاستعانة بالأدوية، لمُعَالَجة الفيروس بغية منع الإصابة بالعدوى. فعندما يبدأ الفرد المصاب في تناول أحد الأنظمة القياسيّة المكوّنة من ثلاثة عقاقير، ينخفض مستوى الفيروس في الدم وباقي سوائل الجسم بشكل سريع، إلى أن يصل في أغلب الأحيان لمستويات يصعب اكتشافها. هذا ويقوم الأطباء في الدول النامية الآن بإجراء اختبارات روتينية خاصة بفيروس H.I.V للسيدات الحوامل وذلك بعدما ثبت أنّ المُعالجة تحول دون انتقال الفيروس من المرأة المصابة إلى جنينها. وقد وجدت دراسات سبق وأن أجريت على أزواج من جنسين مختلفين، بعد أن ثبتت إصابة أحدهما، أنه وبعد أن يتم توافر عقاقير شديدة الفعالية لفيروس H.I.V، تقل احتمالات الإصابة بالفيروس لدى الشركاء المُعافين. وتشير الصحيفة في السياق ذاته إلى أنّ التجارب تُجرى الآن على قدمٍ وساق لإثبات فعالية الأدوية المُعالِجة للفيروس كإجراء وقائي للمُعافين المعرضين لمخاطر عالية.
هذا ولا تتطلب الإرشادات العلاجيّة الحالية وجود عقاقير مضادة للفيروسات إلى أن تأتي أدلة تُظهر حدوث ضرر تدريجي للنظام المناعي - وبشكلٍ عام، إلى أن تنخفض خلايا الدم البيضاء التي يهاجمها الفيروس إلى 350 خلية لكل ميليمتر أو أقل. ( علمًا أن العدد الطبيعي هو 1000 خلية على الأقل ). فيما تشير الصحيفة إلى أنّ الهدف من تلك الإرشادات هو إحداث حالة من التوازن بين الفوائد العلاجيّة وبين الآثار الجانبيّة للعقاقير، وكذلك احتماليّة تعزيز القدرة على مقاومة العقاقير داخل الفيروس. لكن هناك أدلة متزايدة على أنّ العلاج المُبكر يُبقي المصابين أصحاء لفترة أطول.
إلى هنا، تعاود دكتور أنجيلا فولوود وود لتقول إنّ العقاقير الأوليّة التي تمت الاستعانة بها لمعالجة الفيروس كانت لها آثارها الجانبية، بما في ذلك تراكم الدهون بالمنطقة العليا من الظهر، ما يؤدي لظهور رابية قبيحة. وتضيف بقولها :" يرى الأشخاص ذلك عندما يبدأ الآخرون في تناول الأدوية، حيث يبدو أنّ حالتهم تسوء. وعلى الرغم من قلة الآثار الجانبية للعقاقير الحديثة، فإن الخوف لا يزال يسيطر على كثيرين من المرضى الذين يعتقدون أنّ العدوى ستنتقل إليهم بمجرد أن يتناولوا الأدوية. وأعتقد أنّ الجزء الأهم في الإستراتيجية الجديدة والذي ينبغي على المسؤولين أن يحرصوا على ترويجه بشكل جيد هو ( لا تنتظر حتى تصاب بالعدوى. وعليك أن تتعامل مع المسألة مبكرًا) ".
وتلفت الصحيفة في النهاية إلى أن مسؤولي قطاع الصحة في كل ٍ من واشنطن وحي برونكس يخوضون بالفعل حملات الآن لترويج الاختبار الخاص بالفيروس والعمل على زيادة عدد المرضى الجُدد الذين يتلقون رعاية طبية فورية. وتقول دكتور مونيكا سويني، مساعد مفوض الصحة في واشنطن للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية ومكافحته إنه وفي خلال العام الأول من البرنامج الذي أطلق عليه ( برونكس تعرف - الذي انطلق في منتصف عام 2008 )، تم إرسال 70 % من السكان المصابين إلى أطباء وعيادات لتلقي الرعاية. في حين ذهب 50 % فقط ممن ثبت إصابتهم بالفيروس في مقاطعة كولومبيا عام 2006 إلى الطبيب لفحص المشكلة في غضون ستة أشهر.