عملية جراحية للشفاء من السكري نهائياً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من روما: إنها عملية جراحية هدفها تحرير مرضى السكري من نوع 2، نهائياً، من عبودية الأنسولين وتعاطي الأدوية. منذ بداية الشهر، بدأت 21 مستشفى بايطاليا إكمال الاستعدادات لإخضاع 200 مريض تقريباً لهذه العملية. نحن أمام ثورة عالمية لعلاج مرض ما يزال للآن مرعباً ولا مخرج منه. هذا ويعتبر مرض السكري من نوع 2 اضطراباً أيضياً يتمتع بكثافة عالية للغلوكوز بالدم عدا عن مقاومة للأنسولين. يعاني ثلاثة ملايين شخص هنا من هذا المرض حيث تسجل 150 ألف إصابة جديدة، كل عام. كما أن 50 في المئة من المرضى يعانون من البدانة. في حين يُصاب أكثر من 40 في المئة منهم بالوزن الزائد. علاوة على قاعدته الجينية، نستطيع القول ان البدانة وعدم ممارسة الرياضة يلعبان دوراً هاماً في الوقوع في هذه المصيبة المرضية. لتشخيص السكري من نوع 2، الذي غالباً ما يحدث عن طريق الصدفة، ينبغي القيام بفحوص مختبرية معينة، كما فحص مستوى السكري بالدم واختبار تحمل الغلوكوز عن طريق الفم (Oral Glucose Tolerance Test). يقود مشروع هذه العملية الجراحية نخبة من الباحثين والأطباء في جامعة جنوى والجمعية الدولية لجراحة البدانة (IFSO) والجمعية الايطالية لجراحة البدانة والأمراض الأيضية (SICOB) وجامعة بيزا والجمعية الأوروبية لعلوم أمراض السكري (EASD).
ستكون العملية الجراحية من نوعين. الأول يستهدف تغيير مسار عصارة البنكرياس والقنوات المرارية (Bilio-Pancreatic Diversion) وهي طريقة ابتكرها البروفيسور الإيطالي نيكولا سكوبينارو مدير قسم الجراحة العامة بمستشفى جامعة جنوى. ما يعني استئصال المعدة والأمعاء جزئياً مع ربط الإثنا عشري Duodenum(أو العفج وهو أحد أجزاء القناة الهضمية وأول جزء من الأمعاء الدقيقة يصل بين المعدة و الصائم) بالأمعاء الدقيقة. أما الثاني فانه يتمحور حول تحوير الأمعاء (Gastric Bypass) حيث يتم قص المعدة الى جيب صغير وتوصيلها بالأمعاء الدقيقة. هكذا، لن يخضع المريض، بعد إجرائه العملية الجراحية، لا لحقن الأنسولين ولا للأدوية! كما أن مستوى السكر بالدم سيعود خلال أربعة شهور الى مستواه الطبيعي. الى جانب ذلك، سيتجنب المريض تعقيدات خطرة على صحته، قلبية وكلوية وبصرية، إضافة الى الابتعاد عن إمكان بتر أطرافه السفلى.
في المرحلة الأولى للمشروع، سيخضع مائة مريض لعملية تغيير مسار عصارة البنكرياس والقنوات المرارية. في حين سيخضع مائة آخرين لعملية تحوير الأمعاء. بعد ذلك، سيتم مراقبة الجميع طوال خمس سنوات لرصد التطورات الصحية وجميع البارامترات الحيوية. وبعد مرور عام واحد على إجراء العملية الجراحية، سيجري مقارنة الحالة الصحية للمتطوعين مع مجموعة مراقبة(دوماً مرضى بالسكري من النوع 2) التي سيترك لها خيار إجراء هذه العملية الجراحية أم مواصلة تعاطي الأدوية التقليدية. يذكر أنه جرى اختيار المتطوعين للعملية الجراحية اعتماداً على حدة مرضهم. ومن يمكنهم الخضوع لهذه العملية لديهم مستويات الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي أعلى من 8 في المئة، ولا يستجيبون جيداً للعلاج التقليدي ولديهم مؤشر كتلة الجسم بين 30 و35 وأعمارهم تتراوح بين 35 و70 عاماً.
للاستفسار عن العملية الجراحية، للشفاء نهائياً من السكري من نوع 2، يمكن لقراء "ايلاف" الأحباء زيارة الموقعين الإلكترونيين (www.fand.it) و(www.siditalia.it).