جهود تجابهها تحدِّيات لمكافحة التدخين في مصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تسعى مصر لمكافحة التدخين، لكن ثمة تحديات تجابه جهودها، خصوصًا أنَّ قوانين الحظر مهملة والمواطن لا يكترث بالتحذيرات، وكانت أولى خطوات تفعيل تلك الجهود قد تمثلت في قيام الحكومة نهاية الشهر الماضي بحظر تناول الشيشة في مقاهي منطقة خان الخليلي المزدحمة، إلا أن الباعة الجائلين هناك قاموا بعدها بدقائق بجذب السياح إلى المنطقة من خلال قوائم الأطعمة، وغليونات تدخين التبغ الذي يحظى بنكهات التفاح والبرتقال والليمون والكرز في مقابل عشرة جنيهات مصرية،وتبقى مهمة حظر التدخين صعبة جدًا في مصر.
أشرف أبوجلالة من القاهرة:حول الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الصحة المصرية في هذه الأثناء من أجل القضاء على ظاهرة التدخين في الأماكن العامة وسط عوائق ضخمة تمنعها من تحقيق غايتها المنشودة، تفرد صحيفة النيويورك تايمز الأميركية تقريرًا مطولاً، تقول في بدايته إن مصر ربما لم تواجه منذ بنائها أهرامات الجيزة أو تشييدها السد العالي تحديًا لانجاز مشروع وطني مثل الذي تواجهه الآن من أجل التغلب على تلك المشكلة التي يمكن للجميع أن يتلمسها في أماكن متفرقة في مصر. وتنقل الصحيفة في السياق ذاته عن إيهاب أسد، مسؤول مكافحة التبغ في وزارة الصحة المصرية، قوله :" هناك اتجاه في العالم العربي بأكمله للتحرر من التبغ. ولا يمكننا أن نكون بمنأى عن ذلك".
وفي الوقت الذي أكد فيه أسد على أن أولى خطوات تفعيل تلك الجهود تمثلت في قيام الحكومة نهاية الشهر الماضي بحظر تناول الشيشة في مقاهي منطقة خان الخليلي المزدحمة، إلا أن الباعة المتجولين هناك قاموا بعدها بدقائق بجذب السياح إلى المنطقة من خلال قوائم الأطعمة، وغليونات تدخين التبغ الذي يحظى بنكهات التفاح والبرتقال والليمون والكرز في مقابل عشرة جنيهات مصرية، أو ما يُقدر بنحو 1.80 دولار. وهنا، تعلق الصحيفة بالقول إن هذا هو المصير الأولي الذي تلقاه جهود مكافحة التدخين في مصر، فقد عادت الشيشة أدراجها مرة أخرى إلى منطقة خان الخليلي بعد فترة قليلة من الحظر، وسادت حالة من اللبس جميع أنحاء القاهرة حول ما تخطط له الحكومة بالضبط. وهنا، تشير الصحيفة إلى العنوان الذي خرج به الموقع الإلكتروني لصحيفة "المصري اليوم" اليومية المستقلة، وجاء فيه " نهاية الشيشة ؟" - وإلى الآن، لا يزال مسلسل التدخين عرضًا مستمرًا من دون توقف.
وفي تقريرها الذي عنونته بـ "حملة لمكافحة التدخين مهمة بحجم الهرم"، نقلت الصحيفة عن مواطن يدعى أحمد مبروك، 28 عامًا، أثناء تناوله الشيشة على مقهى الفيشاوي التاريخي المعشش في الدروب المتعرجة المؤدية للخان، قوله :"لن تجدي تلك الحملة في شيء". فيما ترى الصحيفة أن مصر، شأنها شأن دول نامية عديدة، تعاني من مشكلة التدخين. فالتبغ رخيص، ووسائل التسلية قليلة. وتشير إلى أن ثمن علبة السجائر يقدر بـ 45 سنتًا، وهو ما يجعل من التدخين أمرًا في المتناول في بلد يعيش فيه نصف الشعب بأقل مندولارين يوميًا. كما حرصت الصحيفة في سياق حديثها على إبراز أن الشيشة، التي دخلت مصر على يد الدولة العثمانية، موجودة هنا منذ ما يقرب من 200 عام فحسب، لكنها تحولت إلى جزء من ثقافة المصريين، فالفقراء يدخنوها في الشوارع والأزقة، فيما يدخنها الأثرياء على المقاهي وفي المطاعم.
في غضون ذلك، يرى مسؤولو قطاع الصحة في مصر أن هناك شعورًا متناميًا لدى الحكومة بأن الفوائد السياسية التي تتحقق من خلال التبغ الرخيص - ( إبقاء الناس سعداء وشغلهم عن قضايا أخرى ) - قد يقابلها الاعتراف بأن تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بالتدخين تمثل عبئًا على الدولة. كما تلفت الصحيفة في الإطار ذاته إلى القرار الذي سبق أن اتخذته الحكومة عام 2007 بحظر التدخين في الأماكن العامة، لكن من دون أن يتم تنفيذه مطلقًا. وهو الأمر الذي أرجعه المسؤولون إلى عدم اتضاح الرؤية بشأن الجهة التي تتحمل مسؤولية تنفيذ القرار. كما لفتوا إلى وجود سبب آخر تمثل في نقص الإرادة السياسية، وسبب ثالث، لخصوه في العجز المؤسسي والمستمر للوكالات الحكومية عن التواصل والعمل معًا بشكل جيد.
من جهتها، تقول الدكتورة عائشة أبو الفتوح، المستشارة لدى وزارة الصحة :" يرى بعضهم أن الشعب يعاني الكثير من المشاكل، وإن كان لنا أن نحظر ذلك، فإنهم سيعترضون عليه". وقد سبق لمسؤولي الصحة في عام 2006 أن حذَّروا من الجانب الطائفي لتدخين الشيشة بأنها تعمل كوسيلة لنقل الإصابة بمرض السل. وقالت منظمة الصحة العالمية إن 31.6 من كل 100 ألف مواطن مصري أصيبوا بالمرض في عام 2005، وأن معدل الإصابات الجديدة هذا العام قُدِرت بـ 25 لكل 100 ألف مواطن. لكن التحذير، شأنه شأن القانون، ذهب في نهاية المطاف أدراج الرياح، على حد قول الصحيفة.
لذا، لجأ مسؤولو الصحة هذا العام إلى طلب الدعم الحكومي من جانب الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، حيث يقول إيهاب أسد ومشرفته، سحر لطيف، الأمين العام للبرنامج الوطني لمكافحة التدخين، أنهما قاما بإرسال خطاب إلى الحزب للمطالبة بالحصول على الدعم السياسي. وتمضي الصحيفة لتقول إنه وفي الوقت الذي تعيش فيه البلاد حالة من الذعر بسبب مرض إنفلونزا المكسيك، بدأت تخبر الحكومة الناس بأن الشيشة قد تم حظرها لمنع انتشار الإنفلونزا. ومع هذا، تنقل الصحيفة عن مواطنين مصريين تأكيدهم على أن إنفلونزا المكسيك نفسها لن تحول بينهم وبين الشيشة.
فيما تختم الصحيفة بالتأكيد على أن قرار الحظر هذا قد تم إبطاله ولم يتم إخطار المسؤولين بذلك، وتنقل الصحيفة في هذا الشأن عن الروائي والناقد الاجتماعي علاء الأسواني، قوله :" القضية الرئيسة هنا هي أننا لا نمتلك ديمقراطية. وتبعًا لذلك، لا يتم انتخاب وزرائنا المسؤولين، وتبعًا لذلك، لا يعتنون في واقع الأمر بما يفعلونه لشعبهم. وأؤكد لكم أن الشيشة ستستمر". ومع هذا، ما زالت الإرادة تراود مسؤولو الصحة بأن ينجحوا في تفعيل قانون عام 2007، وفي سبيل ذلك، قالوا إنهم قاموا بتدريب 100 مفتش للبدء في تنفيذ القانون، أولاً في أماكن منها المستشفيات، ثم في المقاهي. ويؤكد هنا إيهاب أسد على أنهم سيقدمون حوافز مادية لمنع المفتشين من تقاضي رشاوى. وتختم السيدة سحر لطيف بقولها :"ندرك أنها مهمة صعبة، لكننا نحاول".
التعليقات
ارصفه وسط البلد
nero -ارصفه وسط البلد و الاماكن الديقه مثل خان الخليلى يجب منع التدخين بها الاماكن المزدحمه ايضا على الدوله توصى بصناعه ما يساعد المدخن ان لا يدخن فى هذه الاماكن و تطلب سجائر غير مضره و هذا سهل من يشتغل فى حلويات الاطفال و مكسبات الطعم و الرائحه ممكن يصنع سجائر بمكسبات طعم و رائحه و غير مضره و ليس عيب شربها امام الناس المهم ان من يصنعها لا يضع علامه تقول هذا يلعب او صغير علامات معروفه توضع على المنتج لتخريبه حتى لا يساء استخدامه فى اماكن اخرى
ارصفه وسط البلد
nero -ارصفه وسط البلد و الاماكن الديقه مثل خان الخليلى يجب منع التدخين بها الاماكن المزدحمه ايضا على الدوله توصى بصناعه ما يساعد المدخن ان لا يدخن فى هذه الاماكن و تطلب سجائر غير مضره و هذا سهل من يشتغل فى حلويات الاطفال و مكسبات الطعم و الرائحه ممكن يصنع سجائر بمكسبات طعم و رائحه و غير مضره و ليس عيب شربها امام الناس المهم ان من يصنعها لا يضع علامه تقول هذا يلعب او صغير علامات معروفه توضع على المنتج لتخريبه حتى لا يساء استخدامه فى اماكن اخرى