صحة

حملات التوعية لم تخفض اصابات الايدز في المانيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لم تخفض حملات التوعية الكثيرة في المانيا من الاصابات بمرض الايدز الذي ينقل عبر الاتصال الجنسي وغيره ورغم البحوث الطبية الكثيرة في العالم لم يُعرف حتى الآن مصدره.

اعتدال سلامه من برلين: من الامراض التي مازالت تحصد الارواح في العالم كما الحروب الضروس بخاصة في البلدان الفقيرة، هو مرض الايدز(نقص المناعة). وعلى الرغم من البحوث الطبية الكثيرة في العالم لكن لم يعرف حتى الان مصدر هذا المرض. ويقول البعض انه كان نتيجة تجارب اميركية في افريقيا في العشرينات على نوع من القردة تم حقنها بمرض الا انه تحول الى قاتل للجهاز المناعة، وخرجت القردة عن سيطرة العلماء الاميركين وانتشرت بين الناس. وهي تحمل الفيروس لكنها لا تموت بسببه، وتنقله الى الانسان.
وتم فيما بعد اكتشاف حالات وفاة كانت بسبب هذا الفيروس اول حالة كانت في بريطانيا في الثلاثينات من القرن الماضي، ولان الاطباء لم يتمكنوا من تحديد نوعها ظلت مجهولة حتى منتصف الخمسينات. وزاد انتشار هذا الفيروس بعد ذلك مع تزايد الحركة السياحية في العالم، بخاصة السياحة الجنسية، لكن ايضا عبر طرق منها نقل الدم الملوث بالفيروس وعدم النظافة الصحية وتعاطي المخدرات بحقن مدمنين انفسهم بحقن استخدمها مصابون بالمرض، وهذا ما تسعى المانيا الى مكافحته بهدف تقليل عدد الذين تنقل اليهم العدوى عبر الحقن.
ولقد وضعت الحكومة الالمانية برامج لمكافحة الادمان على المخدرات لانه احد اسباب العدوى وانعكس ذلك ايجابًا على عدد الاصابات بالايدز. اذا يمكن للمدمن الان الحصول على حقن معقمة من مراكز توفر ايضا جرعات معينة من المخدرات.
وبحسب التقرير السنوي لمختبر روبرت كوخ فان الاكثر الاصابات بالايدز تكون لدى الاشخاص ما دون سن ال45 ، لكن ما يدعو الى الارتياح ان نسبة مبيعات الواقي الذكري ارتفعت منذ عام 2005 قرابة 70% ووصلت العام الماضي الى 75% لكن يجب تكثيف الجهود للترويج لفائدة الواقي الذكري مع زيادة التوعية. اذ مازال 25% ممن دون ال45 لا يستعملونه عند ممارسة الجنس للمرة الاولى او مع غريب.
واستنادًا الى تقرير المختبر فان عدد المصابين بهذا المرض في المانيا يتجاوز حاليًا ال63500 حالة( الرقم الرسمي)، يشكل الرجال المثليون المجموعة الاكبر من بين المصابين وتصل الى 37 الف.
ولقد تسارع ازدياد عدد المصابين بالايدز في المانيا مع كثرة تجول الالمان في كل العالم بخاصة في البلدان الاسيوية والافريقية حيث الجنس جزء من البرنامج السياحي لكل الاعمار والاجناس. ففي عام 2001 كانت نسبة المصابين في المانيا به 1،75 اصابة لكل مائة الف نسمة، لكنها مع الوقت ازدادت بشكل متواصل واصبحت النسبة اليوم 3.02 اصابة لكل مائة الف شخص.
ومن عوارض الايدز ارتفاع درجة حرارة الجسم والم في الحلق وتضخم في الغدد اللمفاوية والام في المفاصل والعضلات واسهال وفقدان الوزن بسرعة وطفح جلدي.

ولقد نبه البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر الاوروبي ال12 للايدز الذي انهى اعماله في مدينة كولونيا وحضره اكثر من 3500 طبيب واختصاصي بهذا المرض من اوروبا نبّه الى امر هام جدا وهو ان نسبة كبيرة من المصابين بمرض نقصان المناعة لا يعرفون باصابتهم لان عوارض المرض لا تظهر بسرعة بل بعد اسابيع، لذا فانهم ينقلونه الى الاخرين عبر وسائل عدة منها الاتصال الجنسي، ونسبة هؤلاء في غرب اوروبا 30 في المائة وفي المانيا حتى ال70 في المائة، ويزحف هذا المرض الى روسيا من دون كوابح.


واعترف المجتمعون في البيان الصادر انه ورغم كل التجارب التي تجرى والبحوث للعثور على علاج لهذا المرض القاتل فان الطب يقف مكتوف الايدي، فحتى الان لم يتم العثور على علاج او لقاح يحمي منه.
وكانت المؤتمر قد طرح افكار واقتراحات لتطوير علاج مرضى الايدز ان عبر العقاقير او العلاجات النفسية والجسدية. ولقد سبب توفر العلاجات الاكثر فعالية من السابق تمديد حياة المصاب بالايدز، وكان في الماضي وباءا نهايته الموت المحتم بعد سنة او اكثر بقليل. ويعود الفضل في ذلك الى وضع بعض البلدان استراتجية وقائية وحملات توعية واسعة. فالوقاية هي الحل الانسب من اجل الحد من تزايد الاصابات طالما ان الطب لم يعثر بعد على لقاح او علاج.
كما حذر البيان ايضا وبالدرجة الاولى من الحالات المرضية التي لم تكتشف بعد لان حاملي الفيروس لا يدركون بمرضهم، فيعانون من عوارض كارتفاع في درجة الحرارة وضيق في التنفس واسهال لكنهم يعتقدون بانه انفلونزا او اي مرض اخر.
وقال البروفسور جيورج بيرنز من ميونيخ وحضر المؤتمر ان الايدز من الامراض التي لا يمكن الشفاء منها حتى الان، الا ان العقاقير التي تم اكتشافها يمكنها ايقاف او ابطاء تكاثر الفيروس لدى المصاب، وبالنتيجة فانه يصبح اكثر تقدما في السن، رغم ذلك فان البعض يدفع ثمن ذلك عاليا، حيث يعاني من التاثيرات السلبية جدا للعقاقير. مع ذلك فان ثلث المصابين بهذا المرض ممن تناول عقاقير تخطى سن الخمسين وقد يصل الواحد منهم الى سن السبعين، وكان الامر قبل 15 سنة مستحيلا، وهذا ادى في المانيا الى وفاة 650 شخص فقط العام الماضي. والمشكلة حسب قوله البروفسور بيرنز في هذا المرض انه فيروس يغير شكله وهذا يصعب التجارب عليه، لكن العلاج المبكّر افضل الوسائل الان.
واضاف لم يتمكن الطب حتى الان من كبح جماح هذا المرض على الرغم من تطوير العقاقير لمكافحته. وهو اخطر من امراض السرطان التي اذا ما اكتشفت باكرا يمكن علاجها او حتى القضاء عليها وذلك بناء على المرحلة التي وصل اليها استفحال المرض، لكن بالنسبة لمرض نقص المناعة فعندما يصيب المرء به فهذا يعني في اغلب الحالات الموت المحتم في النهاية.
وعلى الرغم من البرامج التي وضعتتها لمواجهة هذا المرض، الا ان البروفسور بيرنز انتقد الحكومة الالمانية لعدم توفيرها كل الاجراءات العلاجية للمريض. فهناك مرضى لا يحصلون على العلاجات الكافية التي تخفف من الامهم خاصة في المراحل الاخيرة من المرض وذلك لان الجهات المعنية ترفض تغطية كامل التكاليف الطبية اضافة الى ارتفاع ثمن ادوية هذا المرض بشكل كبير.
وطالب بالمزيد من حملات التوعية في المدارس وبين العائلات التي لديها ابناء في سن المراهقة ايضا للتنبيه من مخاطر ممارسة الجنس عشوائيا ومن دون واق ذكري ، فالتدابير التي تتخذها جمعيات كثيرة لتوعية الشبيبة لا تكفي.

ومع انه لم يكتشف بعد علاج لمرض الايدز الا ان مصانع العقاقير في المانيا تسوق منذ سنوات لاكثر من عشرين نوعا من الادوية يخلط مع عقاقير اخرى، تعرقل او حتى انها تمنع تكاثر فيروس الايدز، وهناك عقار ياخذ مع عقاقير اخرى( كوكتيل) تهاجم اماكن كثيرة حيث يتكاثر الفيروس ويمنع التجانس بينها وبين الفيروس القاتل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف