تجربة أولى لمعالجة العمى بالخلايا الجذعية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلن علماء اميركيون عن قرب تطبيقهم لتجربة أولى لمعالجة العمى من خلال الخلايا الجذعية، وسط موجة من الجدل الأخلاقي حول أبحاث الاجنة، وتعتبر هذه التجربة ثورة علاجية جديدة وآفاقا لا سقف لها من الآمال والتمنيات، قد تساهم في نقل البسمة إلى شفاه أولئك الأشخاص الذين حُرموا من نعمة البصر لإصابتهم بأحد أشكال العمى التي لا شفاء منها، ومن المعروف أن الخلايا الجذعية تُستَمد من الأجنة البشرية التي لا تزيد أعمارها عن بضعة أيام، وتمتلك القدرة على التطور إلى عشرات من أنسجة الجسم المتخصصة.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: ثورة علاجية جديدة وآفاق لا سقف لها من الآمال والتمنيات، قد تساهم في نقل البسمة إلى شفاه أولئك الأشخاص الذين حُرموا من نعمة البصر لإصابتهم بأحد أشكال العمى التي لا شفاء لها، وذلك بعدما أعلن علماء أميركيون عن قرب تطبيقهم عملية جديدة من شأنها أن تثير الجدل باستخدام الخلايا الجذعية المستمدة من الأجنة البشرية التي تخلفها عمليات المعالجة بالتلقيح الاصطناعي. وأفادت صحيفة الاندبندنت البريطانية بأن مجموعة من العلماء التي تعمل لصالح شركة أميركية متخصصة في التكنولوجيا الحيوية تقدموا أول أمس بطلب للحصول على ما يلزم من تراخيص تمكنهم من إجراء تجربة سريرية على مرضى أميركيين يعانون من أحد أنواع الضمور البقعي، الذي يتسبب في فقدان تدريجي للرؤية. وتشير الصحيفة في الإطار ذاته إلى أن العلماء يتوقعون البدء في إجراء تلك العمليات مطلع العام المقبل.
وقد جاء هذا التطور مصحوبًا بموجات كبرى من الجدل لاعتراض العديد من الجماعات "المؤيدة للحياة" على استخدام الأجنة البشرية في أي نوع من أنواع البحوث الطبية، لكن يعتقد الباحثون أن الفوائد قد تحدث ثورة في علاج الكثير من الأمراض المستعصية التي تتراوح ما بين الشلل الرعاش وأمراض القلب. وفي المقابل، تلفت الصحيفة الانتباه إلى أن الشركة تقدمت بطلب للحصول على ما يلزمها من تراخيص من وكالة الغذاء والدواء الأميركية ( FDA )، وهي على يقين من الحصول عليها.
وهنا، تنقل الصحيفة عن دكتور روبيرت لانزا، المسؤول العلمي في شركة تكنولوجيا الخلايا المتقدمة ( أدفانسد سيل تكنولوجي ) في ورسيستر في ولاية ماساتشوستس، قوله :" لم نشهد أي آثار سلبية على الإطلاق في أي من التجارب قبل السريرية في الوقت الذي كانت فيه خلايانا نقية بنسبة تزيد عن 99.9 %. بالطبع ندرك أن وكالة الغذاء والدواء سيكون لها بعض التساؤلات والتعليقات، لكننا نأمل البدء في تجاربنا مطلع العام المقبل. كما تغمرنا مشاعر التفاؤل والثقة فيما لدينا من بيانات. وقد قمنا بفتح قنوات اتصال مع الوكالة وكنا نعرف ماذا يدور بذهنهم، وماذا يريدون منا. ونحن إذ نأمل، على افتراض عدم حدوث عقبات، أن نبدأ مطلع العام الجديد، وربما في مارس/آذار المقبل".
ومن المعروف أن الخلايا الجذعية التي تُستَمد من الأجنة البشرية التي لا تزيد أعمارها عن بضعة أيام، تمتلك القدرة على التطور إلى أي من عشرات أنسجة الجسم المتخصصة. وتراود الباحثون الآمال في التجربة الجديدة بأن يتمكنوا من استخدامها في إصلاح الأعضاء والأنسجة التالفة لدى المرضى الذين يعانون من إجراء عمليات زرع بسيطة نسبيًا وتشير الصحيفة في سياق حديثها إلى أن شركة تكنولوجيا الخلايا المتقدمة المعروفة اختصارًا بـ ( ACT ) سبق لها وأن قامت بتقديم طلب عن "عقار فحصي جديد" لدى وكالة الغذاء والدواء لعلاج شكل من أشكال التلف التدريجي لشبكية العين، يتسبب في تدمير الجزء الأوسط من الشبكية ويلعب دورًا في التعرف إلى الأوجه وقراءة الكلمات على إحدى الصفحات. كما تعتزم الشركة أن تعقب ذلك بطلب آخر لمعالجة مرض تحلل البقعة الصفراء المرتبط بالسن، الذي يصيب أكثر من 500 ألف شخص في بريطانيا والسبب الأكثر شيوعا ً للإصابة بالعمى.
ويواصل د. لانزا حديثه بالقول :" نأمل أن نتمكن من تقديم طلب ثان لمرض تحلل البقعة الصفراء المرتبط بالسن في وقت قريب جدًا خلال الأشهر المقبلة. أعتقد أننا قدمنا حالة مقنعة جدًا، لكن يتعين على وكالة الغذاء والدواء أن تكون غاية في الحرص. وأنا متأكد من أنهم سيعودون إلينا خلال الثلاثين يومًا المقبلة بمزيد من الأسئلة". في حين تعاود الصحيفة لتقول إن العلاج الذي يُتَّبَع لمعالجة أحد أمراض العين يستعين بخلايا جذعية لإعادة بناء نوع معين من الخلايا في الشبكة تقوم بدعم المبصرات اللازمة للرؤية. وبنقع الخلايا الجذعية في مجموعة من الرسل الكيميائية، نجح دكتور لانزا وباقي زملائه في حفزها على النمو لكي تصبح خلايا الظهارة الصبغية الشبكية بصورة ناضجة تمامًا.
ويشير د. لانزا إلى أن الاختبارات التي أجريت على الحيوانات أظهرت لهم أن عمليات زرع الخلايا الجذعية في الفئران المصابة بالضمور البقعي أسفرت عن تحسن نسيته 100 % في الرؤية ومن دون أي آثار جانبية. عن استعداداتهم لتطبيق التجربة على البشر، قال لانزا إنهم سينتهجون نهجًا وقائيًا وسيستخدمون جرعة مُخفَّضة من أدوية كبت المناعة بعد العملية. ومع هذا، لفتت الصحيفة إلى أن شركة أخرى تعرف اختصارًا بـ Geron، سبق لها أن حصلت على التراخيص اللازمة من وكالة الغذاء والدواء مطلع العام الجاري، إلى أنها واجهت مشكلات متعلقة بدرجة الأمان الخاصة بالتجارب التي أجروها على الحيوانات التي تنمو لديها الخراجات. لكن شركة ACT ترى أن وضعيتها تختلف عن Geron لأن الدراسات قبل السريرية التي أجرتها على الحيوانات أظهرت أن خلاياهم الجذعية الجنينية آمنة ونقية للغاية بلا أي علامات على وجود خراجات كالتي ظهرت لدى الحيوانات التي حقنتها شركة Geron بخلايا جذعية جنينية كانت تأمل في استخدامها مع المرضى الذين يعانون من إصابات الحبل الشوكي.
وفي السياق ذاته، تخصص صحيفة التايمز اللندنية تقريرًا يتحدث عن التقنية العلاجية الجديدة ذاتها، بإشارتها إلى أنه يتوقع بدء التجارب السريرية المتعلقة بمعالجة مرض ستارقارت (Stargardt's Disease) النادر الذي يصيب بالعمى في مرحلة البلوغ مع دخول فصل الربيع المقبل. وتقول إنه في حالة تلقي الشركة الأميركية ( صاحبة الأسلوب العلاجي الجديد ) للتراخيص اللازمة من وكالة الغذاء والدواء، فإن الاثني عشر فردا الذين تجرى عليهم الدراسة، سيكونون أول مرضى مصابين بهذا المرض في العالم يتلقون أي نوع من أنواع العلاج المبني على الخلايا الجذعية الجنينية.
من جهته، وصف دكتور روبيرت لانزا، الطريقة العلاجية الجديدة التي قام بتطويرها، بالتقدم المهم. وتابع حديثه قائلا ً :" بعد سنوات من البحث والنقاش السياسي، اقتربنا أخيرًا من إظهار القيمة السريرية المحتملة للخلايا الجذعية الجنينية. فبحثنا الجديد هذا يظهر بوضوح أن الخلايا الجذعية المستمدة من خلايا الشبكية يمكنها إنقاذ الوظيفة البصرية لدى الحيوانات التي كانت ستصاب من دونها بالعمى. ونحن إذ نأمل أن تكون تلك الخلايا على القدر نفسه من الفاعلية لدى المرضى من البشر".
وتشير الصحيفة إلى أن الطلب الذي تقدمت به الشركة الأميركية لوكالة الغذاء والدواء قد يساعد طاقما بحثيا بريطانيا بقيادة بيت كوفي، من كلية لندن الجامعية، يهدف إلى استخدام الخلايا الجذعية الجنينية في معالجة مرض تحلل البقعة الصفراء المرتبط بالسن، أكثر أسباب الإصابة بالعمى شيوعًا. ويرغب البروفسور كوفي في بدء التجارب السريرية المتعلقة بهذا الأسلوب العلاجي في وقت باكر من عام 2011. فيما يشير دكتور لانزا إلى أن تجربته الخاصة ستضم اثني عشر مريضًا في ثلاثة مراكز أميركية، وقد صُممت بحيث أن تتمكن أولا ً من تقييم درجة الأمان والمسموحية. وإذا ما نجحت تلك التجربة، سيعقبها تجربة أضخم لفحص درجة الفعالية. وإذا ما سارت الأمور بشكل جيد، فستتم الموافقة على العلاج كي يستخدم على نطاق أكبر في مدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة أعوام، بحسب ما أفادت الصحيفة اللندنية.