صحة

أميركا تُوَجِّه لقاحات الإنفلونزا الموسميّة الى كبار السن

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك




بدأت أميركا بتوجيه لقاحات الإنفلونزا الموسمية إلى كبار السن بعدما حوّلتها بعيدًا من الصيدليات والسوبرماركت، من أجل مواجهة النقص الذي يهدد بأن يتسبب في حدوث موجة ثانية من الوفيات هذا الشتاء بين سكان البلاد الأكثر وهنًا، ومن بين الـ 36 ألف أميركي الذين يلقون حتفهم بسبب الإنفلونزا الموسمية في المتوسط كل عام، هناك ما يزيد عن 90 % ممن تبلغ أعمارهم 65 عامًا وأكثر، وقد تبين كذلك أن تفشي المرض في دور رعاية المسنين قد يكون مميتًا .

أشرف أبوجلالة من القاهرة: تكشف صحيفة النيويورك تايمز الأميركية النقاب عن أن مسؤولي قطاع الصحة في البلاد يحاولون الآن تحويل مسار مخزون لقاح الإنفلونزا الموسمية بعيدًا من سلسلة الصيدليات ومحلات السوبر ماركت ونقله إلى دور رعاية المسنين، أملاً في أن يتمكنوا من مواجهة النقص الذي يهدد بأن يتسبب في حدوث موجة ثانية من الوفيات هذا الشتاء بين سكان البلاد الأكثر وهنًا. وعلى الرغم من عدم وضوح مدى النقص حتى الآن، إلا أن جانيس زالين، مدير البرامج الخاصة برابطة الرعاية الصحية الأميركية، التي تمثل 11 ألف دار لرعاية المسنين ومرفق معيشي، قد وصفت الأمر بـ "المشكلة الكبيرة جدًا".

وتشير زالين إلى أنه من بين ألف مدير لتلك الدور، شاركوا بدراسة مسحية لأعضاء الرابطة البالغ عددهم 11 ألف عضو، تبين أن هناك 800 فرد لا يحصلون على ما يكفيهم من لقاحات. أما الدكتورة كارول فريدمان، رئيسة قسم تحصين الكبار في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فتقول إنها لا تمتلك رقمًا يوضح حجم النقص، لكنها أضافت بقولها:" إنها مشكلة، ونطاقها ممتد لكافة أنحاء البلاد". وهو المعنى ذاته الذي أكدت عليه ماري هاهن، التي تدير ستة دور رعاية للمسنين في أوهايو ولديها 800 سرير، بإشارتها إلى أنها لا تحصل على لقاحات لأي من مرضاها. وتضيف:" إنه لأمر مثبط للهمم، لأننا نترك الأشخاص بلا حماية. فنرى الناس يصابون بنزلات الإنفلونزا ويتم إرسالهم إلى المستشفيات لعدم تمكنهم من مجابهتها في واقع الأمر".

وعلى الرغم منوجود تلك المشكلة منذ أسابيع عدة، إلا أن دور رعاية المسنين ومورديهم باتوا أكثر انزعاجًا في الأيام الأخيرة. فيما تقول الصحيفة إن من بين الـ 36 ألف أميركي الذين يلقون حتفهم بسبب الإنفلونزا الموسمية في المتوسط كل عام، هناك ما يزيد عن 90 % ممن تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما أكثر، وقد تبيّن كذلك أن تفشي المرض في دور رعاية المسنين يكون مميتًا على نحو خاص. وعلى النقيض، تبين أن مرض H1N1 الذي يُعرف بإنفلونزا المكسيك يكون أكثر فتكًا بين صغار السن. وتُرجع دكتور فريدمان السبب الذي يقف وراء الورطة التي تواجهها دور رعاية المسنين الآن إلى كونه ناتجًا عن مجموعة من العوامل، أولها انتشار إنفلونزا المكسيك، وتزايد أعداد الأشخاص الساعين للحصول على تلقيح بصورة تفوق المعتاد، على الرغم من أن اللقاح الخاص بالإنفلونزا الموسمية لا يحمي من مرض إنفلونزا المكسيك.

وتقول الصحيفة إنه في الوقت الذي يبلغ فيه العرض الإجمالي للقاح ما يقرب من 114 مليون جرعة، لم يتم شحن سوى قرابة الـ 95 مليون جرعة حتى الآن. وبالتزامن مع ذلك، بدأت تتزايد التقارير التي تتحدث عن وجود تلاعب في الأسعار على نحو أكثر تواترًا وهنا، تنقل الصحيفة عن المدعي العام ريتشارد بلومنتال من ولاية كونيتيكت، بعد قيامه بفتح تحقيق في تلك المسألة :" لكي نتمكن من مواصلة النظر في قضية ما، نحتاج إلى إظهار أن المسألة ليست مجرد دولارين، وإنما عبارة عن مبلغ ضخم للغاية". وأشار إلى أن الموزعين إذا ما كانوا ينكرون أو يدعون بطرق احتيالية امتلاكهم للقاحات، فإن ذلك قد يؤول في نهاية المطاف إلى توجيه تهم جنائية إليهم.

ثم تعاود دكتور فريدمان لتؤكد في السياق ذاته على أنه وبمجرد أن علمت وكالتها بالنقص الذي تعانيه دور رعاية المسنين، فقد بدأوا يباشرون العمل مع الشركات المُصنِّعة لمعرفة ما إن كان بمقدورهم توجيه بعض من لقاحاتهم. وتابعت بقولها :" تطوعت العديد من كبريات شركات البيع بالتجزئة والصيدليات للعمل مع المرافق التي تقدم رعاية صحية على الأجل الطويل وإنشاء عيادات لمكافحة الإنفلونزا". كما تلفت فريدمان جنبًا إلى جنب مع دكتور زالين إلى أن سلاسل الصيدليات ومحلات السوبر ماركت التي قامت بشراء ملايين الجرعات لبيع الواحدة منها بمبلغ يتراوح ما بين 25 إلى 30 دولارًا تقدمت بعرض لتزويد دور رعاية المسنين بحُقَن.

وعلى النقيض، يقول دكتور بوب ماكاي، رئيس قسم المبيعات في صيدلية "فارميرسيا" - وهي واحدة من أكبر صيدليتين يتعاملان بالجملة ويزودان دور رعاية المسنين بما تحتاجه من جرعات - إنه تلقى 95 % من الـ 300 ألف جرعة التي طلبها، " وتم ملء الفراغات" في دور رعاية المسنين التي يتعامل معها. ويضيف ماكاي بقوله :" لم نسمع عن موجات غضب أو جنون هناك. وإن كانت هناك كثير من الدور التي مازالت تعاني من نقص، فإنهم سيلجأون إلينا ويقرعون أبوابنا".

ويقول جيم ماثيوز، المسؤول التنفيذي في شركة "هوم تاون" الصيدلية، التي تعمل في مجال البيع بالجملة على نطاق أصغر وتوفر اللقاحات لدور رعاية المسنين في ميتشيغن، إنه وجد نفسه الشهر الماضي يعاني من نقص في ثلاثة آلاف جرعة؛ لافتًا إلى نفاد المخزون لدى مورده المعتاد، الذي يشتري منهم الجرعة مقابل 6.75 دولارات. وأردف بقوله :" حين أدركت للمرة الأولى معدل الوفيات المحتمل حدوثه جراء هذا النقص، كان هناك وقت لتحديد الأولوية بتوريد ما تبقى من لقاحات لكبار السن الأكثر ضعفًا. والآن أخشى أن يكون الوقت قد تأخر. فبحسب ما أراه، يمكنني القول إنَّ الخسائر البشرية المحتمل حدوثها نتيجة النقص في لقاح الإنفلونزا الموسميّة ستكون أكثر من الخسائر التي ستنتج عن نقص لقاحات إنفلونزا المكسيكية". ويتبقى أن تشير الصحيفة في نهاية تقريرها إلى الاتهامات التي توجه لبعض الجهات بالتلاعب في الأسعار، وما يتم بذله من جهود لاحتواء تلك المشكلة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف