إستراتيجية جزائرية للتكفل بأمراض القلب التاجية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر : يدعو مختصون جزائريون في أمراض القلب التاجية، إلى تبني إستراتيجية محلية للتكفل بهذه الأمراض في الجزائر، ويرى جمال الدين نيبوش المختص في أمراض القلب أنّ الجراحة الحديثة لعلاج شرايين القلب شهدت تقدمًا هامًا في العالم وتحسنًا مستمرًا في تقنيات العلاج أو النتائج التي توصلت إليها، بيد أنّ ممارسة هذه التقنية في الجزائر لا زالت دون المستوى المطلوب سواء بالنسبة للمعاينة الطبية المتخصصة أو الاستعجالات الطبية.
ويشير فريد رضاوي إلى أنّ التكفل بمرضى القلب يتطلب وضع جهاز الحلزوني (ستانت) أو البالون (الانجيوبلاستي) أو الصمامة (فالف) ولاحظ رضاوي أنّ ذلك يتم بطرق فوضوية، ما يستدعى بحسبه التعجيل بوضع خطة تضمن علاجًا نوعيًا ومركّزًا لأمراض تشهد تزايدًا مستمرًا.
ويعدّد جمال الدين نيبوش جملة من النقائص تقف في وجه التكفل بأمراض القلب التاجية، بينها قلة المراكز المتخصصة التي تتكفل بالعلاج لا سيما من خلال وضع بالونات "الأنجيوبلاستي" لتسهيل تدفق الدم بالشرايين.
في الظرف الحالي لا تمارس تقنية الجراحة الحديثة لأمراض القلب التاجية في الجزائر إلاّ ببعض المؤسسات الاستشفائية الجامعية والمؤسسات المتخصصة بالإضافة إلى مشافي خاصة، وترى زهية أمالو أنّ هذه المراكز القليلة التي تتكفل بالجراحة الحديثة للقلب، ليست متكيفة مع الواقع المعاش ويُعاني معظمها من قلة المستلزمات الطبية والأطباء المختصين في هذه التقنية.
وحثّ نيبوش على تعزيز التكوين المتواصل وفتح اختصاصات في مجال علاج أمراض القلب التاجية والعلاج ذي المستوى العالي من أجل ضمان خدمة متكاملة وتفادي تنقل المصابين إلى المدن الكبرى في البلاد.
ويلتقي نيبوش ورضاوي وأمالو في أنّ سبيل التكفل الجيّد بأمراض القلب التاجية، يتمثل في وضع جهاز حلزوني صغير بالأوعية المسدودة وهو ما يعرف باللاتينية بـ"ستانت" لتسهيل تدفق الدم بالأوعية والشرايين، أو وضع قسطرة أو استخدام البالون (أنجيوبلاستي) إضافة إلى تقنية سد الأوعية عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب الوراثية، وتتطلب هذه العمليات غرفا طبية مجهزة ووسائل ضخمة بالإضافة إلى غرف إنعاش وتكوين متخصصين في الميدان.
من جهته، يذكر "إدريس حباق" المختص في أمراض القلب، أنّ عدد عمليات أمراض القلب التاجية في بلاده يشهد ارتفاعا من سنة لأخرى، إذ أجريت 1011 عملية سنة 2006، ثمّ 1325 عملية العام 2007، قبل أن تُجرى 1766 عملية السنة المنقضية، بيد أنّ المعدّل ضعيف بحسب حباق الذي يقرّ بأنّ الجزائر سجلت تأخرا في هذا المجال مقارنة مع دول الجوار، مستدلا بتونس التي أجرت ما لا يقلّ عن ستة آلاف عملية العام الماضي، ومدينة غرونوبل الفرنسية التي أجرى جرّاحوها ألفي عملية خلال الفترة ذاتها.
من جانبها، تنادي الأستاذة "جازية زياري" رئيسة الجمعية الجزائرية لأمراض القلب، بأهمية وضع مخطط موحّد لتوسيع استعمال جراحة القلب الحديثة التي وصفتها بغير المكلفة للدولة والمريض الذي بإمكانه مغادرة المستشفى خلال 48 ساعة فحسب، ويؤيد الأستاذ "مصطفى عنتر" هذه النظرة، مشيرا إلى أنّ تطبيق هذه التقنية من شأنه تحقيق نتائج جد إجابية، مستشهدا بما يحصل لدى دول متقدمة.
وتشير بيانات رسمية إلى أنّ أمراض القلب في الجزائر في تزايد مستمر بسبب الضغوط النفسية وعوامل أخرى متداخلة، ما جعل مرضى القلب يمثلون 70 بالمائة من إجمالي المرضى في البلاد، وتأتي أمراض القلب في مقدمة الأمراض المتسببة في الوفيات بالجزائر، وترتفع نسبة الإصابة عند النساء مقارنة بالرجال، وتساهم فيها عدة عوامل مثل النمط الغذائي الغني بالمواد الدسمة والسكريات وقلة الحركة والتدخين بالاضافة الى أمراض اخرى مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني