دعوات لوقف التمييز بحق المصابين في اليوم العالمي للايدز

عمت الدعوات لإنهاء التمييز بحق المصابين بالايدز الثلاثاء بمناسبة إحياء اليوم العالمي لهذا المرض الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية عام 1988 فيما كشفت جنوب أفريقيا، الدولة الأكثر تضرراً من حيث الإصابات عن خطة جديدة لمكافحته. وفيما بلغ عدد حاملي فيروس "أتش أي في" في العالم 33 مليون شخص، أبدت الصين قلقها من الإنتشار المتزايد للإصابات في صفوف مثليي الجنس فيما صدرت تحذيرات في مختلف أنحاء أوروبا من ان العلاقات الجنسية بين النساء والرجال أصبحت السبب الرئيسي لإنتقال المرض.

نيقوسيا: دعت السيدة الفرنسية الاولى كارلا بروني ساركوزي الى بذل جهود اضافية لمكافحة انتقال فيروس "أتش أي في" من الام الى الطفل فيما وضع شريطان احمران رمز مكافحة الايدز على مدخل قصر الاليزيه. وقالت الرئاسة الفرنسية ان "شريطين احمرين بطول ثلاثة امتار وضعا على مدخل قصر الاليزيه" كاجراء رمزي لتحسين الوقاية من هذا المرض.

وفي الصين دعا الرئيس هو جينتاو مواطنيه الى عدم ممارسة التمييز بحق المصابين بمرض الايدز. وقال الرئيس الصيني امام متطوعين في مجال مكافحة المرض في بكين في تعليقات بثها التلفزيون الرسمي "يجب الاهتمام اكثر وبشكل اضافي بالمرض والاشخاص الذين يتعايشون مع مرض الايدز ولا سيما توجيه المجتمع نحو عدم معاملتهم بتمييز".

ولا يزال المصابون بهذا المرض يعتبرون وصمة عار على مجتمعاتهم ويعاملون بتفرقة في اقسام كبرى من آسيا مثل كوريا الجنوبية التي يرغم العمال الاجانب فيها على الخضوع لفحوصات الكشف عن الايدز قبل الحصول على تاشيرات دخول. وقدمت مجموعة تمثل المصابين بالايدز واتحاد عمال اجانب وثلاث مجموعات اخرى تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان عريضة الثلاثاء لوقف هذه الاجراءات. واعتبروا ان "ذلك يخالف حقوق كرامة الانسان وحقوق العمل".

وفي تقرير سنوي نشرته الاسبوع الماضي، اعلنت الامم المتحدة ان حوالى مليوني شخص قضوا بسبب المرض عام 2008 ما يرفع الحصيلة الاجمالية الى حوالى 25 الف حالة وفاة منذ رصد الفيروس للمرة الاولى قبل ثلاثة عقود. واصيب حوالى ستين مليون شخص بفيروس اتش اي في منذ اكتشافه كما اعلن برنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز في تقريره مشيرا الى ان عدد الاشخاص الذين يتعايشون مع المرض حاليا يبلغ 33,4 مليون شخص.

وتبقى جنوب افريقيا الدولة التي تسجل اعلى معدل اصابات في العالم في وضع عزاه العديد من الناشطين الى سياسة "الانكار" المعتمدة لدى الحكومة. وقد اعلن رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الثلاثاء ان بريتوريا ستؤمن العلاج لكل الاطفال الذين يولدون وهم يحملون الفيروس كاشفا عن توسيع نطاق علاج الايدز للامهات والاطفال. وقال زوما في خطاب متلفز في مناسبة اليوم العالمي للايدز ان "كل الاطفال دون سن السنة سيتلقون العلاج اذا كانوا ايجابيي المصل".

وحاليا يتلقى الاطفال العلاج عملا بمدى خطورة تطور مرضهم. واضاف ان "هذا القرار سيساهم الى حد كبير في خفض عدد الوفيات لدى الاطفال بهذا المرض". وقال من جهة اخرى انه سيخضع لفحص الكشف عن مرض الايدز مشيرا الى انه سبق ان خضع لهذا الفحص. واوضح الرئيس في خطابه "اجري الترتيبات للخضوع للفحص، واحثكم على بدء التخطيط لموعد فحوصاتكم".

ويشكل هذا الموقف تحولا كبيرا مع سياسة الانكار التي كان يعتمدها الرئيس السابق ثابو مبيكي الذي كان يتحدى الادلة العلمية التي تربط بين "اتش اي في" ومرض الايدز ما ادى الى تاخير علاج ملايين الاشخاص. وفي بكين اعلنت وزارة الصحة ان انتشار المرض لدى مثليي الجنس يتسارع ودعت السلطات الصحية الى تسريع جهود الوقاية.

وقالت الوزارة ان "العلاقات الجنسية تبقى السبب الرئيسي لانتقال المرض مع الارتفاع الواضح لعدد المصابين عبر العلاقات بين مثليي الجنس". واضافت "هذا وضع جديد يجب التنبه اليه". وبحلول نهاية تشرين الاول/اكتوبر 2009 كان هناك في الصين 319877 حالة من المصابين بالايدز بينها 48 الف حالة سجلت هذه السنة فيما توفي حوالى 50 الف شخص في الصين بسبب هذا المرض كما اعلنت الوزارة.

وقالت الوزارة ان حوالى 740 الف شخص يتعايشون مع المرض حاليا في الصين. لكن في ما يدل على ان المرض ينتقل بوسائل اخرى في جهات اخرى من العالم، قالت السلطات في اوكرانيا ان العلاقات الجنسية بين النساء والرجال اصبحت السبب الرئيسي لانتقال المرض. وقالت منسقة برنامج الامم المتحدة لمكافحة المرض في اوكرانيا آنا شاكاريشفيلي للصحافيين ان "العلاقات الجنسية بين الرجال والنساء اصبحت السبب الرئيسي لتسجيل حالات جديدة في وقت تراجع فيه معدل انتشار الفيروس عبر حقن المخدرات".

واوكرانيا تعتبر احد الدول الاكثر تضررا من المرض في اوروبا. ويعتبر حوالى 340 الف شخص ممن تفوق اعمارهم 15 عاما ايجابيي المصل في ما يشكل 0,86% من السكان البالغين كما اظهرت احصاءات الحكومة.

من جانب اخر، تظاهر ناشطون من حركة اسلامية الثلاثاء في اندونيسيا للاحتجاج على الترويج لاستخدام الواقي الذكري واعتبروا ان الالتزام بالشريعة الاسلامية يعتبر السبيل لمكافحة مرض الايدز. وفي سورابايا، ثاني مدينة في البلاد، تظاهر مئات الاشخاص لا سيما من النساء المحجبات بدعوة من منظمة حزب التحرير التي تدعو الى الالتزام بالشريعة "لكي تتحرر البلاد من تهديد الايدز".

وفي بورما اعلن المجلس العسكري الحاكم الثلاثاء انه يبذل اقصى جهوده لمكافحة انتشار المرض فيما تجمع مصابون بالمرض امام مقر الرابطة الوطنية للديموقراطية التي ترئسها المعارضة اونغ سان سو تشي.

بدوره، حث السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول الأعضاء على عدم التمييز ضد المصابين بفيروس نقص المناعة (ايدز) وحماية حقوقهم الانسانية.

وقال كي مون في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للايدز "أحث على ازالة القوانين العقابية والسياسات والممارسات التي تعيق مرضى الايدز بما في ذلك فرض قيود على السفر وعدم معاقبتهم وتوفير الحماية لهم".

واضاف "التحدي الذي نواجهه واضح وعلينا مواصلة العمل لدعم التزامنا للوصول الى الوقاية والعلاج والرعاية والدعم بحلول عام 2010".

ورأى أن الأهداف السابقة لا يمكن ان تتحقق "الا اذا تم تسليط الضوء بالكامل على حقوق الانسان فيما يتعلق بالايدز ومواجهة أي شكل من أشكال اعتباره وصمة عار".

وخلص الى القول "في هذا اليوم العالمي للايدز اسمحوا لنا بالدفاع عن حقوق الانسان لجميع الذين يعيشون مع الفيروس والأشخاص المعرضين لخطر العدوى والأطفال والأسر المتضررة من هذا الوباء".