الإنفلونزا المكسيكيّة في مصر: الأرقام مُطمئنة رغم تطوّر المرض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تحدثت إيلاف إلى اختصاصيين في مجال الصحة في مصر الذين أعلنوا أنَّ لقاح الانفلونزا المكسيكيّة آمن، غير أنَّ هناك شكوكًا حول مواجهة المرض في الشهرين المقبلين، وإنَّ الأرقام حتّى الآن مطمئنة لجهة الاصابات، على الرغم من تطوّر المرض، وانهالا تزال اقلّ بكثير من الارقام العالميّة على حد قول المسؤولين المصريين ولا تستدعي إغلاق المدارس، إلا ان الأيام المقبلة تستوجب تطبيق أقصى درجات الحرص والحذر من الفيروس، وربما اتخاذ قرار يكون في صالح صحة الطلاب والعمليّة التعليميّة معًا .
محمد حميدة من القاهرة : أجواء من الشكوك وعدم اليقين تحوم حول استمرار الدراسة من عدمها في مصر في الأيام المقبلة، بخاصة مع تصاعد ضربات الإنفلونزا المكسيكيّة او فيروس إنفلونزا ايه اتش1 أن1، الذي حصد حتى الآن 22 ضحية وأكثر من 3546 إصابة بحسب آخر الارقام الرسمية المعلنة من قبل وزارة الصحة. وعلى الرغم من أنَّ هذه الأرقام لا تزال اقل بكثير من الارقام العالميّة على حد قول المسؤولين المصريين ولا تستدعي الى إغلاق المدارس، إلا أنَّ الأيام المقبلة تستوجب تطبيق أقصى درجات الحرص والحذر من الفيروس وربما اتخاذ قرار يكون في صالح صحة الطلاب والعملية التعليمية معًا.
فالأرقام تقول إنَّ المرض حصد أكبر عدد من الضحايا والإصابات في شهر تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، حيث ارتفع عدد الإصابات المسجلة في المدارس بالإنفلونزا المكسيكيّة من 93 إصابة سجلت حتى 31 تشرين الاول /أكتوبر الماضي إلى 1213 حتى 24 تشرين الثاني/نوفمبر، أي أن عدد الإصابات التي سجلت في هذا الشهر تبلغ 1120 إصابة، فيما ارتفع العدد في الجامعات في الفترة نفسها من 23 إصابة إلى 169. وبذلك بلغ إجمالي عدد الحالات التي سجّلت في الجامعات في هذا الشهر 146 إصابة. فضلاً عن أنَّ حالات الوفاة بالمرض بدأ الإعلان عنها منذ شهر أيلول/سبتمبر اي بعد دخول فصل الخريف .
وبحسب الأرقام أيضًا نحو17 حالة وفاة من أصل 22 حالة توفيت بالمرض منذ اندلاعه في مصر مطلع شهر يونيو/ حزيران الماضي، توفيت في الشهر الماضي منهم أربعة حالات أعلن عنها في يوم واحد. بيد أنَّ مسؤولي الصحة في مصر يرون ان وضع انتشار الفيروس في مصر حتى الان ما زال مطمئنًا، بحسب عمرو قنديل رئيس الإدارة المركزية للشؤون الوقائية في وزارة الصحة، مشيرًا إلىأن شهر نوفمبر/تشرين الثانيشهد 8 آلاف حالة وفاة بالفيروس حول العالم، مضيفًا ان معدل الوفيات في مصر "لم يتجاوز 7 وفيات في الألف من المصابين، فيما الرقم العالمي يصل إلى 13 في الألف، وهذا يدعو إلى الاطمئنان النسبي، إذا ما سارت الأمور على هذا المعدل".
وقد توقفت وزارة الصحة المصرية عن الإعلان عن حالات الإصابة بالمرض منذ بداية إجازة العيد وستكتفي فقط بتقرير اسبوعي لتخفيف حالة الهلع والذعر بين المواطنين من المرض. ويعزو المعنيون بالشأن الطبي ارتفاع عدد الوفيات والإصابات بالمرض لانخفاض درجة الحرارة، لأن الفيروس ينشط في الدرجات المنخفضة، ما يشير الى ان الضربات الموجعة للمرض ستكون خلال الشهرين المقبلين اللذين يشهدان أدنى انخفاض في درجة الحرارة في مصر.
لكن التحدي امام المعنيين بالشأن الصحي في مصر ليس فقط انخفاض درجة الحرارة، حسبما يقول "محمود موسى" اختصاصي امراض المناعة، مشيرًا في حديثه إلى "إيلاف" الى مخاوف عودة الحجاج المصريين من المملكة العربية السعودية بالفيروس، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على الأقارب والمهنّئين، ونصح بعدم التقبيل والإحتضان بسبب احتمال حمل الحجاج للفيروس، على الرغم من انه تم تطعيمهم بالمصل المضاد للإنفلونزا.
ويؤكد الدكتور عبد الرحمن النجار مدير مركز السموم بالقاهرة لـ "إيلاف" ان اللقاح المستخدم في التطعيم ضد الإنفلونزا المكسيكيّة آمن ولا تنتج عنه آثار جانبية او مضاعفات. وكانت مصر قد تعاقدت مع شركات أوروبيةعدّة منتجة للمصل، ووصلت دفعتين منه آخر الشهر الماضي حيث تم حقن به الحجاج، ولم يشتكِ أحد من حدوث اثار جانبية. ومن المقرر ان تصل الكميات المتعاقد عليها وعددها وفق الارقام المعلنة 5 ملايين جرعة في ايام لاحقة من هذا الشهر وشهر يناير/كانون الثانيالمقبل. ويقول الدكتور عبد الرحمن انه "تم حقن اكثر من 60 مليون في الولايات المتحدة والدول الأوروبية به ومر اكثر من شهر ونصف على بدء التطعيم ولم يعلن عن اي مضاعفات او اثار جانبية لاستخدامه".
ويتوقف تعليق الدراسة في مصر على قرار وزارة الصحة التي تعتبر المراقب العام للفيروس في مصر، ومدى قدرتها على مواجهة الفيروس وشدته في الشهرين المقبلين وقدرتها على توفير المصل لجميع الطلاب ويصل عددهم 17 مليون طالب، وكذلك قدرتها على استيعاب الحالات المصابة في مستشفيات الحميات. وهو ما يشكك بعضهم في صعوبة المهمة أمام الوزارة. "بخاصة بعدما قامت الوزارة بإغلاق ثلثي مستشفيات الحميات على مستوى الجمهورية وإغلاق المستشفيات في الريف وتحويلها إلى مراكز صحية معنية بطب الاسرة"، بحسب مسؤول بالعملية التعليمية طلب عدم ذكر اسمه، مضيفًا ان "الصحة في حال استمرار الدراسة لا بد من أن تضع في اعتبارها ان صحة جميع الطلاب مسؤوليتها الأساسية"، وأضاف انه يأملفي ألا يكون الحرص على استمرار العام الدراسي في مصر على حساب مصلحة الطلاب صحيًّا.