صحة

الإنفلونزا المكسيكيّة تنعش شركات الأدوية في ألمانيا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


يبدو أن الإنفلونزا المكسيكيّة تنعش شركات الأدوية في المانيا اقتصاديًّا، أما صحيًّا فقد أجرت ايلاف مقابلة مع الطبيب اللبناني حسين عيسى خريس وسألته هل تمكن العلماء والاطباء من تحديد طبيعة الفيروسومسبباته، كما تحدثعن اللقاحات ومدى ثقته بها،فقالإنّه من الطبيعي ان يثق بفعالياتها، فاللقاحات جيدة وينصح بها لأشخاص معيّنين، لكن كأطباء كنا نتمنى ان يتأخر نزولها الى الاسواق فترة شهرين على الاقل، من اجل اجراء تجارب أكثر عليها وجمع بيانات ومعلومات اكثر عنها.

اعتدال سلامه من برلين: المفاجأة الكبيرة في إحدى المحطات التلفزيونية الالمانية، قبل أيّام قليلةكانت اصابة احد مقدمي برامجها الاكثر شعبيّة وتسلية، حيث اصيب بالانفلونزا المكسيكية، وتابعت كاميرا التلفزيون الايام الخمسة التي وضع فيها في الحجر الصحي الى حين شفائه، لكن لم يتلق اي لقاح من اللقاحات التي روجت لها شركات العقاقير العالمية، بل كان يتناول تاميفلو واظهره امام الشاشة، وكان يقول بان حرارته ارتفعت الى 39 لكن لم ينصح ابدًا بالتلقيح، وعندما عاد إلى ادارة برنامجه المشهور أكد مرة اخرى عدم حاجته إلى التلقيح، وكان فقط بحاجة الى الراحة وحبة تاميفول ثلاث مرات يوميًا.
ولقد احدث هذا القول هزة في الاوساط الاعلامية التي كانت تروج للقاحات ضد انفلونزا الخنازير وتنشر الاخبار عن الوفيات التي كانت تحصل في المانيا، لكنها اضطرت بعد ذلك الى تناول الوفيات التي سببتها اللقاحات فيما بعد ما ادى الى خوف الالاف والامتناع عن التلقيح.

وبعد الحديث عن تنامي الاصابات بالإنفلونزا المكسيكية بدأت مختبرات المانيا بدورها تتحدث عن تراجع عدد الاصابات بها. واليوم يشير بيان لمختبر روبرت كوخ في برلين وحصلت ايلاف على نسخة منه الى ان موجة الاصابات بفيروس H1N1 قد تراجعت، على الرغم من ان فصل الخريف وبداية فصل الشتاء هما موسم الانفلونزا، حتى انه اشارات الاصابات الجديدة بانفلونزا المكسيك التي سجلها ما بين ال16 و20 من الشهر الجاري كانت قليلة جدا وغير لافتة للنظر.

وبناء عليه تفكر الحكومة الالمانية اجراء مفاوضات مع الشركات المنتجة للقاحات للالغاء ما تبقى من الطلبية التي اشترتها وتصل الى 50 مليون لقاح Pandemrix، لانها بالنهاية لا تريد دفع ما لا يمكن الاستفادة منه، وقال احد المسؤولين في وزارة الصحة نجري حاليًا حديثًا مع شركة GlaxoSmithkline البريطانية كي نحدد ما اذا كانت هناك ضرورة لتسلم ما تبقى من اللقاحات التي طلبت. فيما تريد حكومات الاقاليم الاجتماع وتحديد مدى حاجة المواطنين إلى هذه اللقاحات.
ولقد انقلبت كل المعايير اليوم ، فبحسب استقراء للرأي اجرته احدى المؤسسات الصحية في المانيا فإنَّ 13 في المئة فقط من الالمان يريد الان التلقيح ضد الإنفلونزا المكسيكية وكانت النسبة في شهر ايلول( سبتمبر) 51 في المئة.

والملفت للنظر ان شركة GlaxoSmithkline الام ولها فروع كثيرة في المانيا جندت مصنعها في مدينة درسدن منذ اسابيع كي يعمل على مدار 24 ساعة من اجل انتاج اللقاحات وتغطية طلب السوق الالمانية والعالمية، ويعمل لديها اكثر من 850 مستخدمًا وعاملاً ومتخصصًا. وقبل الاعلان عن موجة الفيروس انشأت 150 مركز عمل جديدة مع توقعات برفع ارباحها قبل نهاية العام الجاري. وكانت GlaxoSmithkline تشكو من تراجع مبيعاتها على صعيد العقاقير الاخرى، خاصة العقاقير التي بدأ ينتج مثيل لها في دول اوروبا الشرقية وبعض بلدان اميركا الجنوبية كالبرازيل.
ونتيجة موجة الإنفلونزا المكسيكية ادخلت GlaxoSmitkline في الحسبان ان تصل ارباحها من مبيعات اللقاحات الى ما يزيد عن ال600 مليون يورو، لأن ثمن اللقاح يصل الى حوالى العشرة يورو، الا ان الحكومة خفضته الى 8,30 يورو. اما على صعيد العالم، فإن حكومات كثيرة قررت شراء اللقاح، ما يعني بيعها ما يقارب من ال 440 مليون لقاح لتحقق مبيعات تصل الى 2،3 مليار يورو.

وفي هذا الصدد، يقول بيتر شونهوفر الخبير الالمان لشؤون مصانع العقاقير سوف تحقق شركة GlaxoSmithkline لوحدها ارباحًا كبيرة جدًّا من بيعها لقاحات انفلونزا المكسيكية، لأن تكاليف تصنيعها للقاحات واجراء تجارب حولها وتطويرها لا يكلف كثيرًا، لذا فإن الجزء الاكبر من الايرادات وقد يصل الى الثلثين يشكل الربح الصافي لها.
واشار شونهوفر الى ان الارباح الخيالية والتي يتوقع ان تتجاوز العشرة مليار دولار سوف تسجلها شركات الادوية مثل GlaxoSmithKlineو Baxter و Sano-Novartisفي الصين حيث طلبت ملايين اللقاحات، فاول دفعة كانت 850 مليون لقاح، واكثر الشركات ربحا هي Sano-Novartisفي مدينة بازل السويسرية، فحتى نهاية هذا العام سيصل حجم مبيعاتهاإلى 100 مليون لقاح، ويصل الثمن المتوسط للقاح ثمانية يورو، وبعد ايفائها للضرائب ستصل اربحها الى 675 مليون يورو.

أما صحيًا فقد تراجعت المخاوف بشكل واضح في المانيا من الاصابة بفيروس انفلونزا المكسيك، لكن، وبموجب قرار من وزارة الصحة الاتحادية التزمت عيادات كثيرة في المانيا بمواصلة التلقيح، رغم ان الشركات المنتجة له مازالت تتأخر في تسليم الطلبيات، ويوجد في برلين لوحدها نحو الف عيادة للصحة العامة تلقح، في الوقت نفسه تعطي تعليماتها للمرضى بوجوب التزام الحذر والتوجه الى الطبيب بمجرد ظهور علامات فيروس H1N1منها التقيؤ والشعور بالدوار وارتفاع درجة الحرارة.
وللمزيد من المعلومات عن الوضع اجرت ايلاف مقابلة مع الدكتور حسين عيسى خريس اللبناني الاصل وله عيادة في برلين اضافة على عمله في عيادات برلينية اخرى هذه نصه.

*بالنسبة إلى فيروس H1N1 المسبب بالانفلونزا المكسيكية، هل تمكن العلماء والاطباء من تحديد طبيعته ومسبباته؟
- الى الان لم يتحدد مئة في المئة ما هو اصله وكيف هي تركيبته، وعلى الارجح انهمزيج من الفيروسات الثلاثة للانفلونزا ، بعدها اصبحت له مكونات خاصة به. وعلى الرغم من التجارب والتحليلات لم يتوصل العلم الى معرفة اصله او من اين اتى. الا ان هذا ليس مهم جدًا، إذ إن هناك دائمًا فيروسًا جديدًا يظهر ويحدث مشاكل صحية، وتعمل مصانع الادوية على ايجاد لقاحات معينة ضده. وأود أن أشير هنا إلى أنه من الطبيعي بيولوجيا أن يظهر في كل فترة فيروس جديد من تركبيات عديدة من فيروسات اخرى، وما تم تحديده حتى الآن أن الفيروس الحالي هو مزيج من الانفلونزا العادية التي تصيب الانسان اضافة الى فيروساتإنفلونزا الطيور والمكسيك، اي انه مزيج من هذه الانواع الثلاثة، إلا أنَّ الطب يواصل تجاربه لتحديده بدقة اكثر.

*طرحت في السوق ثلاثة انواع من اللقاحات، فهل تثق بها كطبيب له خبير طبية طويلة؟
- من الطبيعي ان اثق بفعالياتها، فاللقاحات جيدة وانصح بها اشخاصًا معيّنين، لكن كاطباء كنا نتمنى ان يتأخر نزولها الى الاسواق فترة شهرين على الاقل، من اجل اجراء تجارب اكثر عليها وجمع بيانات ومعلومات اكثر عنها، انما بصراحة ليست هناك مشكلة فاللقاحات الحالية وهي تركيبة الانتيجين والاديوبانس جيدة ولا اتصور انها تسبب عوارض جانبية سلبية اكثر من العوارض الطبيعية التي يسببها اي لقاح ضد الانفلونزا الموسمية.

*لكن ماذا عن حالات الوفاة التي حدث لبعض من لُقح، ما هو سببها اذًا؟
- بدأنا حملة التلقيح منذ اسبوعين تقريبًا، ولا توجد ارقام رسمية لعدد اللقاحات التي اعطيت حتى الان في المانيا واتوقع انها تصل ما بين المليونين والثلاثة ملايين، ومن هذا الملايين حدثت عشر حالات وفاة حتى الان، مع هذا لم يثبت في اي من هذه الحالات انها نتيجة مباشرة لما بعد اللقاح. واذا اردنا اجراء احصائية دقيقة لمليونين او ثلاثة ملايين تلقوا لقاحًا عاديًا فلا بد ان تحدث وفاة لدى عشرة اشخاص، ولا انفي هنا ظهور عوارض جانبية للقاحات التي تعطى، الا انها لا تختلف عن عوارض لقاحات الانفلونزا الموسمية.

*عندما ياتي الى عيادتك شخص ويقول اريد التلقيح ، لكنه بصحة جيدة ويريد فقط حماية جسمه من العدوى، عندها بماذا تنصحه؟
-اتبع كما بقية الاطباء ارشادات مختبر روبرت كوخ في برلين التي تقول انه يحق لكل شخص التلقيح ان كان مريضًا او سليم الجسم، لكن في الوقت نفسه تشير الى مخاطر التلقيح، فإذا كان موافقًا عليها نعطيه اللقاح من دون اي مشكلة. اما انا شخصيا وكطبيب فلا انصح بالتلقيح ضد فيروس H1N1 لمن ليست لديه مشاكل صحية او عوارض او امراض مزمنة، الا اذا كان هناك سبب معين مثل عمله في مجالات مثل الطب او مع اشخاص يعانون من امراض مزمنة، عندها يجب تلقيحهم، عدا عن ذلك فلا داعي للتلقيح بل الانتظار بعض الوقت. وهذه النصيحة لها سببها، فإذا لاحظنا المنحى الذي ياخذه هذا الفيروس نجد انه لا يشكل مشكلة صحية حقيقية حتى ولو تعرض لها جسم الانسان صحيح. واذكر هنا ان عيادتنا استقبلت حالات خفيفة جدًّا واصابة بالبرد عادية، مع ذلك اظهر التحليل المخبر الذي اجري لهم انهم يحملون فيروس H1N1 ، لذا اخضعوا لعلاج وتم شفاؤهم، وهذا ليس مشكلة. المشكلة هي عند اصابة الاشخاص الذين يعانون من الامراض المزمنة ولدى الحوامل لانهن من الفئة المعرضة جدًّا للمخاطر، لذا لا انصح الانسان السليم الصحة بأن يلقح، هذا اذا كان لا يعمل في المجالات المذكورة سابقة.

*قبل ثلاث سنوات ظهرت انفلوانزا الطيور ولم تصاحبها الموجة الكبيرة من الدعايات للتلقيح او التهويل من الفيروس والخوف الكبير، فلماذا الان مع الانفلونزا المكسيكية بالتحديد؟
- انا شخصيًّا اقول ما قاله شكسيبير ضجيج كبير من دون سبب، واجد ان الاعلامشكّل دورًا كبيرًا مما سبّب موجة كبيرة من الخوف. فمن الناحيتين الطبية والعلمية لا اتوقع ان تكون الانفلونزا المكسيكيّة خطرة ابدًا، لكن من الممكن ان تصبح خطرة لفئات معينة من المرضى، ولذا يجب علينا كاطباء وعلى المسؤولين في الحكومة اتخاذ الاحتياطات اللازمة واعطاء لقاحات ضد الانفلونزا الموسمية فهذا ضروري.

*هل شركات الادوية وراء هذا الضجيج؟
- من الصعب قول ذلك لأنّ قطاع صناعة الادوية ليس له لوبي قوي وكبير، لكن هناك اشياء تبدأ وتاخذ منحى وتستمر، خاصة وان الاعلام اصبح ايضًا شموليًّا، فعند وقوع حادث في منطقة مافإن كل العالم يعرفه به، وما يسمى الان بانفلونزا المكسيكيّة هو الخبر المسيطر في كل انحاء العالم، ويتم الحديث عنه بالاهتمام نفسههنا وهناك، وقد يكون هناك شيء قدقام بدور لكن لا اعرف ما هي، وما يمكن قوله إنَّ هذه الانفلونزا ليست مشكلة كبيرة.

*هلتتوفر اللقاحات في المانيا وبرلين ويسكنها حوالى 4 ملايين شخص؟
- اللقاحات متوفرة ولكن ليس في كل العيادات وقد يكون السبب في ذلك وجود بعض العيادات التي لا تريد القيام بحملة تلقيح. عدا عن ذلك،أن الطلب على اللقاح ليس مرتفعًا كثيرًا، اي ان عدد الذين يريدون التلقيح ليس كبيرًا، ولو كان العكس لاحدث ذلك مشكلة،لاننا نشعر ان الشركات الاساسية المصنعة للقاحات ووزارة الصحة لا تستطيع حتى الان تأمين اللقاح بكميات كبيرة، وهذا لحسن الحظ، وحسب تقارير طبية يصل عدد اللقاحات اليومية في كل عيادة ما بين ال30 و40 لقاحًا، وعلى صعيد المانيا حوالى 20 الف كل يوم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نصيحة
عصفور كناري -

انصحكم بأخذ هذا اللقاح المجرب و اسمه (DTBA)أو (DON''T TRUST or BELIEVE ANYBODY) فهو اللقاح الوحيد الذي ثبتت فاعليته ضد انفلونزا المكسيك و غيره من الانفلونزات في عصرنا الحديث عصر المعلومات و الفضائيات و الاشاعات و اقتصاد السوق !!

لماذا
alexd -

لماذا هذا التعتيم لا أفهم هذا بصراحة كل العالم يسميها إنفلونزا الخنازير إلا إيلاف و بعض المنابر الإعلامية العربية ههههههه ماذا تخافون أن تقطع العلاقات الديبلوماسية مع إمبراطورية الخنازير المعظمة ؟؟؟؟؟؟ طبعا دون أن أطلب النشر رجاء ا

موضوعية
ربال -

كاتب المقال كان موضوعياً والمقابلة مع الدكتور خريس عكست الواقع الفعلي لموضوع الأنفلونزا هذا بعيداً عن الضجيج الإعلامي والمصالح الخاصة.