مواطنو غزة : خوف من ارتفاع حالات الاصابة بالانفلونزا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ميرفت أبو جامع من غزة: هرع المواطنون في قطاع غزة إلى الصيدليات ومحلات العطارة لشراء كميات من الينسون وكمامات للوقاية من الإصابة بأنفلونزا المكسيك التي داهمتهم على حين غفلة، بعدما ظنوا ان فيهم أمراض ومعاناة بما يكفي، ولا يوجد متسع لحروب أخرى مع أمراض من نوع جديد، بخاصة أنهم يعانون من عزلة منذ فرض الحصار الإسرائيلي عليهم قبل 4 أعوام .
وأعلن مساء أمس عن إصابة الحالة السادسة بأنفلونزا المكسيك في غزة وهي امرأة في الخمسينات من عمرها كانت تعاني من هبوط في القلب والتهاب رئوي حاد، ليرتفع بذلك عدد ضحايا المرض الذي انتشر في القطاع قبل أيام إلى ستة حالات، بينهم 3 نساء وطفلة وطبيب جراح كان يرأس قسم الأوعية الدموية بمستشفى الشفاء اكبر مستشفيات قطاع غزة .
وكأن الريح تحتهم تبدو حالة المواطنين المختلطة بالذعر والحذر الشديد وهم يتابعون بقلق انتشار المرض وارتفاع حالات الإصابة به، بخاصة لظروف غزة التي تعيش الحصار وتنفد الأدوية في مستشفياتها باستمرار ، كما انه لا توجد اللقاحات الخاصة بهذا المرض مما سيؤدي الى ارتفاع حالات الإصابة مستقبلا .
المواطن الغزي ابو محمد من وسط قطاع غزة، بمجرد سماعه توفر الكمامات بعد نفاذها من الصيدليات ، أسرع بشراء عدد منها لأفراد أسرته الستة، وهم من الأطفال وطلاب المدارس .يقول ابو محمد " لا أثق في المعلومات الفلسطينية، بعد ان اخفوا وجود المرض قبل اسبوع بغزة، ويضيف" كل ما طالعته في وسائل الإعلام عن المرض، ارعبني كثيرًا، لدرجة بت اخاف ان يتوجه أطفالي إلى مدارسهم ولكني مضطر، فهم في فترة اختبارات، اما لو تطور الامر سأتركهم بالبيت . وكانت وزارة التربية والتعليم في الحكومة المقالة بغزة أكدت خلو المدارس الحكومية في قطاع غزة من المرض، وقالت الوزارة :" انها وضعت خطة طوارئ تتضمن الإجراءات الوقائية لحماية المدارس منذ اكتشاف أول حالة مصابة في القطاع.
مشيرة ان الخطة تضمنت تنفيذ برنامج إرشادي كبير في كافة مدارس القطاع، ونشرات مصاحبة توزع داخل المدارس لتوعية الطلبة بالمرض وآليات التعاطي معه، وإرشادهم إلى الوسائل الوقائية التي يستوجب عليهم الأخذ بها للوقاية من الإصابة به".
أما في حال تطور المرض فان خطة الوزارة تتضمن تطعيم الطلبة بحسب تصريحها .
وتشير وسائل الاعلام المختلفة الى أن مغلي "الينسون"، خير علاج لمرض أنفلونزا المكسيك، وهو ما حدا بالمواطنين إلى التهافت على شراء كميات كبيرة منها مما أدى الى رفع التجار الى سعره ونفاد كميات من أسواق بعض محافظات غزة .
وقال ابو مراد صاحب بقالة لبيع العطارة هناك إقبال كبير على شراء الينسون فبعد ان كانت الكميات مركونة في مخزني أخرجت جميعها ونفدت مرجعا ذلك الى معلومات صحية عن استعمال الينسون للوقاية من المرض الفيروسي .
ونقلت المواقع الالكترونية عن العالم المصري سعيد شلبي الأستاذ بالمركز القومي المصري للبحوث وعضو جمعية "الماكروبيوتيك" العالمية بايطاليا، أن تناول كوب من اليانسون المغلي يومياً قبل الخروج من المنزل يقى الإنسان من الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير، مشيراً إلى أن عقار "التاميفلو" المستخدم حالياً فى علاج المرض مستخرج من اليانسون، وهو ما حدا بالمواطنين الى تناوله .
وانتشار الأنفلونزا افسد على الغزيين فرحتهم باستقبال عودة الحجاج الغزيين من الديار الحجازية بعد أداء فريضة الحج، فبعد انتشاره امتنع الكثير منهم عن الذهاب لتهنئتهم بسلامة عودتهم من الحج واكتفى بعضهم باجراء اتصال هاتفي.
وكانت شائعات قد انتشرت بغزة مفادها ان فيروس انفلونزا المكسيك دخل الى غزة عبر معبر رفح الحدودي متزامنا مع عودة الحجاج وهذا ما نفته المصادر الطبية المختلفة مؤكدة ان لا علاقة لوجود المرض بعودة الحجاج وان أول الحالات التي اكتشفت الاصابة بالفيروس كانت قادمة من المستشفيات الاسرائيلية بعد رحلة علاج .
وتشعر أم لؤي من جنوب قطاع غزة، باللوم لعدم ذهابها إلى تهنئة أقاربها بالعودة من الحج ،وذلك من شدة خوفها من الفيروس، وتقول :" أن الخوف والقلق يساورني منذ الحديث عن المرض، لذا أجلت زيارتهم إلى وقت آخر، وتضيف ام لؤي أم لأربعة أطفال:" بانها اعلنت الطواريء في بيتها وشددت من اجراءات التنظيف واستخدام مواد التعقيم ومغلي الينسون قبل خروج اطفالها الى مدارسهم وفق الارشادات الصحية بهذا الخصوص .
وأصدرت وزارة الصحة واللجان العاملة في المجالات الصحية نشرات تعريفية بالمرض وطرق السلامة منه في المدارس والمستشفيات وفي المؤسسات ويتبادل الغزيون عبر البريد الالكتروني النشرات التعريفية بالمرض وطرق الوقاية منه وكيفية اكتشاف المرض الفيروسي والتعامل مع المريض المصاب .
إلا ان الغزيين يؤكدون ان هذه الاجرات غير كافية لمنع انتشار المرض، خاصة ان عدد حالات الاصابة في ازدياد بمعدل حالة وفاة يوميا، ويشهد قطاع غزة -الذي تحيط به معابر مغلقة، وتعزلها عن العالم الخارجي - اكبر كثافة سكانية بالعالم، اوضاعا معيشية متردية على كافة الأصعدة، بما فيها الوضع الصحي ،حيث تزداد عدد الاصابة بالامراض المزمنة والاعاقات وامراض فقر الدم للأطفال والحوامل والتقزم، وهؤلاء اكثر عرضه للاصابة بالفيروس، وهو ما يفسح المجال لتضاعف حالات الاصابة بشكل سريع.