80% من الفلسطينيات يلجأن الى نظام تغذية لانقاص الوزن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اضطراب الأكل.. رغبة ذاتية أم حالة مرضية؟ (3)
80% من الفلسطينيات يلجأن الى نظام تغذية لانقاص الوزن
" اقبال ملحوظ على الريجيم"
وتقول الفتاة مهى عثمان 23 سنة وهي خريجة جامعية حديثة : ان فصل الصيف تكثر فيه المناسبات التي لا تخلو من الولائم سيما في الاعراس والمناسبات السعيدة وبالاضافة الى ركون النساء وبخاصة في الريف الفلسطيني في البيوت وعدم الحركة او التوجه الى المزارع بشكل كبير في السنوات الاخيرة نتيجة لوجود السيارات الخاصة بالاضافة الى عادات الاكل السيئة عند بعض النساء والرجال ايضا يؤدي الى زيادة الوزن سيما عند النساء المتزوجات، مشيرة الى ان الاونة الاخيرة شهدت اقبالا واهتماما من النساء والرجال بالصحة وبمظهر الجسم واللجوء الى ممارسة الرياضة المنزلية او المشي ليلا او اللجوء الى مراكز اللياقة البدية التي انتشرت في القرى الفلسطينية في الاونة الاخيرة كذلك الاستعانة بخبيرات في التغذية والريجيم واللواتي يزرن القرى بشكل مستمر للاشراف على النساء اللواتي يعملن الريجيم مقابل مبلغ من المال لا يتجاوز 10 دولارات عن كل جلسة مشيرة الى معرفتها لاكثر من 50 امرأة في قريتها يتبعن الريجيم وبعضهن تمكن من نقص اوزانهن خلال شهر نحو 20 كيلو غرام.
" نظرة المجتمع الفلسطيني"
بدورها، قالت السيدة سعاد ابراهيم 40 عاما من مدينة البيرة : ان بعض النساء فقدن 15 كيلو غرام على الاقل من وزنهن بعد اتباعهن الحمية التي تعتمد على نظام غذائي محدد وملزم مع ممارسة رياضة المشي مشيرة الى ان نظرة المجتمع الى المرأة السمينة جدا نظرة سلبية وبخاصة اذا كانت فتاة غير متزوجة وبالتالي تواجه صعوبة في تقدم احد لخطبيتها.
اما مريم موسى 19 عاما سنة اولى في جامعة بيرزيت فقالت: انه وزنها 58 كيلوغرام وهي تفضل ان تبقى هكذا معتبرة ان طولها 168 يتناسب مع وزنها وهي تحافظ على رشاقتها من خلال عدم الاكثار من تناول الحلويات والشوكولاته والدهون وتركز في غذائها على الخضار والفواكه والعصير وخلصت الى القول انها لا تحتاج الى عمل رجيم او تجويع نفسها . كما تفعل بعض النساء اللواتي لم يسمعن عن طريقة لانقاص الوزن الا واتبعنها بما في ذك تناول اعشاب وبالتالي اضرت بصحتهن واصبن بحالات تسمم غذائي واعراض.
" السمنة والزواج"
وقال صالح شريف 23 عاما من احدى قرى رام الله : ان وزنه الان اكثر من 100 كيلوغرام ولاكثاره من تناول الحلويات والشوكلاته والمكسرات لكونه يمتلك متجرا وفي الاونة الاخيرة بدأ يتبع الرجيم باعتماده على تناول الخضار والعصير الطبيعي فقط ولكنه منذ اسبوعين لم ينقص وزرنه شيئا لاعتقاده انه بحاجة الى ممارسة الرياضة مشيرا الى انه جاد في انقاص وزنه بشتى الطرق كونه مقبل على الزواج.
ومثلما الافراط في تناول الطعام له اضرار صحية عديدة فان نحافة الجسم بشكل كبير لها اضرار صحية ايضا وانعكاسات سلبية على صحة هؤلاء الاشخاص وعلى الرغم من الاقرار من قبل علماء التغذية في العالم على ان السمنة مرض، لكن خبراء وعلماء علم الوراثة يعتبرون ان السمنة ليست مرضا وانما هي تغيير فردي في جين واحد، اما تعريف كلمة الريجيم تعني تحديد او تنظيم الغذاء باختلاف الاهداف التي يسعى اليها المقدمون على اتباع هذا الريجيم او ذاك ومنهم يهدف الى تخفيف وزنه واخر من اجل العلاج من الامراض يعاني منها كالسكري وارتفاع ضغط الدم ، وعموما لا بد من الاشارة الى ان النحافة الزائدة قد تؤدي الى الوفاة.
" رأي اخصائيي الجراحة والغدد الصماء"
وفي لقاء مع الدكتور جهاد حسونة اخصائي جراحة وتصغير المعدة من جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في مدينة طولكرم بالضفة الغربية عبر الهاتف قال حسونة لـ ايلاف انه الاخصائي الوحيد في مجال جراحة تصغير المعدة في الضفة الغربية مضيفا الى وجود طبيب اخر في مدينة القدس يعمل في هذا المجال مشددا على ان الاقبال على اجراء عمليات تصغير المعدة في فلسطين قليل ومحدود لاسباب منها ان هكذا عمليات مكلفة تصل الى الالاف الدولارات بالاضافة الى انها تحتاج الى تجهيزات ومعدات طبية كثيرة مشيرا الى ان هكذا عملية لا تحتاج الى المبيت في المستشفى ويمكن ان يغادر المريض المستشفى في ذات اليوم معتبرا ان السمنة في فلسطين اصبحت ظاهرة حقيقية وبحاجة الى دراسة بعكس النحافة التي لا تعتبر ظاهرة بمعنى وجود اعداد محددة من الاشخاص الذين يعانون من النحافة الحقيقية والمضرة بصحة الانسان .
وقال حسونة: ان من يعاني من السمنة المفرطة لا يمارس حياته الطبيعية اسوة بغيره من الناس وبخاصة في اختيار الملابس التي يريدها وتتلاءم مع حجم جسمه معتبرا ان نظرة المجتمع الى الانسان البدين وبخاصة الانثى نظرة سلبية ولا تخلو من اطلاق النعوت والالقاب المؤذية نفسيا لهذه الفئة من الناس.
" الحالة النفسية للبدين"
وقال حسونة: ان الحالة النفسية السئية للانسان تلعب دورا هاما في ان يصبح بدينا بمعنى الذي يعاني من حالة نفسية صعبة يعزل نفسه عن المجتمع ويشغل نفسه في التهام الطعام.
وخلص حسونة الى القول : ان اجراء عملية تصغير المعدة للاشخاص دون عمر 40 عاما شريطة ان لا يوجد لديهم خلل في الهرمونات والغدد ويتم اجراء فحوصات شاملة وكاملة لكل من يريد اجراء عملية التصغير وذلك بعد فشل استخدام كافة انواع الحمية والريجيم مشيرا الى ان السمنة المفرطة تسبب للانسان امراضا كثيرة وخطيرة مثل السكري والقصور في الكبد وصعوبة في الحمل عند النساء والضعف الجنسي عند الرجال وتصلب الشرايين وغيرها من الامراض.
" الاناث اكثر تجاوبا "
وقال الدكتور اشرف السوريكي اخصائي الغدد الصماء في مدينة غزة في اتصال مع " ايلاف" ان السمنة تحدث عند الجنسين الذكور والاناث ولكنها تتفاوت عند الانثى في سن البلوغ والمراهقة نتيجة لحدوث تغيرات في الهرمونات مشيرا الى ان السمنة تقسم الى عدة انواع منها السمنة في المرحلة الاولى وتبدا من نسبة 25 فما فوق والمرحلة الثانية من 30 فما فوق والاخيرة الخطيرة التي تتجاوز نسبة 40 وعندما يصل الانسان الى هذه المرحلة يصبح بحاجة الى جراحة تصغير المعدة لان هذه المرحلة من السمنة يصاحبها امراض عديدة كالقلب والشرايين والضغط والسكري المرتفع.
" مخاطر تصغير المعدة"
" اقبال الفتيات على الريجيم "
وقالت الدكتورة تغريد دعيس اخصائية التغذية في مركز الرشاد للرشاقة والجمال في مدينة الخليل ل" ايلاف": ان اخر الدراسات التي اجريت على الصبابا والشباب في فلسطين تشير الى ان ما نسبة 80% من الصبايا يلجأن الى اتباع الريجيم ونظام تغذية من اجل انقاص وزنهن في حين يوجد 40 % فقط من المشمولين في الدراسة وهم فئات الشباب يلجؤون الى الريجيم وممارسة الرياضة لحرق السعرات الحرارية الزائدة في الجسم مشيرة الى ان لديها برنامج خاص لحرق 700 سعرة جرارية خلال 20 ساعة.
وقالت دعيس: انها تعطي لمن يرغب في عمل ريجيم اعشاب مثل البابونج كوصفات طبية لفقدان الشهية مؤكدة ان الاعلانات التجارية التي تعرض تلعب دورا في زيادة شهية الناس على الاكل بالاضافة الى ان الوجبات السريعة ايضا تساهم في زيادة الوزن والسمنة.
وقالت تهاني يوسف احمد الاخصائية في العلاج الطبيعي واللياقة في مركز البيرة للعلاج الطبيعي بمدينة البيرة ل" ايلاف" : ان الكثير من النساء يلجأن الى المركز لعمل المسجات وشد العضلات واذابة الدهون مشيرة الى ان المركز يستخدم الاجهزة الرياضية للياقة البدنية وتخفيف الوزن مشيرة الى ان اقبال النساء اكثر من الرجال على المسجات واللياقة البدنية.