تطوير ذراع آلي لتعويض المعوقين والمصابين بالشلل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أشرف أبوجلالة من القاهرة: في خطوة تقنية هامة قد يكون لها كبير الأثر على حياة الأشخاص المعاقين أو ضحايا مرض الشلل، أعلن باحثون إنكليز عن تمكنهم من تطوير ذراعًا آليًا فاعلا ً من حيث الاستخدام، حيث يسهل التحكم فيه عن طريق الفكر ! وأوضحوا أنهم قاموا بتجربته على اثنين من القردة، وبالفعل تمكنا من استخدامه في إطعام أنفسهم بصورة فاعلة، وهو ما فتح باب الأمل من جديد أمام الآلاف من الأشخاص الذين حرموا لظروف مختلفة من أطرافهم.
وأشار الباحثون إلى أن هذا الذراع يحتوي على كتف متحرك تمامًا وكوع، و"قابض" حساس لمحاكاة اليد البشرية. وقالوا أنه يتم زرع إحدى الرقائق التي لا تزيد في نحافتها عن حجم شعر الرأس بداخل المخ، حيث تكون على اتصال بأحد أجهزة الاستشعار الموجودة في هذا العضو الاصطناعي، وهي الرقيقة التي تقوم بـ"قراءة" الإشارات المُرسلة من جانب الخلايا العصبية والتي تصدر عنها ردود فعل فورية. من جانبه، قال دكتور "كيفين وارويك" - أستاذ علم التحكم الآلي بجامعة ريدينغ البريطانية والرائد في هذا المجال التكنولوجي - أنّ تَزَوُد هذا الذراع بتلك القدرات كان أمرا ً مثيرا ً للغاية.
وتابع وارويك حديثه بالقول :" سوف تتيح التجارب الجديدة التي سيتم إجرائها على البشر لتلك التكنولوجيا الحديثة فرصة الاكتمال في هذا المجال، وأنا من جانبي أنتظر النتائج بكل شغف". هذا وقد قام دكتور جون دونوغو، البروفيسور المتخصص في علوم الأعصاب والمخ بجامعة براون الأميركية، والذي قام باختراع جهاز "برين غيت BrainGate، المزود بأقطاب كهربائية مركبة في المخ لتقرأ نشاط الخلايا العصبية بلحاء الدماغ؛ وهو الجزء الذي يتحكم في الحركة بالمخ". وفي عام 2002، أصبح البروفيسور وارويك - الذي يعد أشهر خبراء التحكم الآلي على مستوي العالم - أول شخص يقوم بإظهار استخدام تلك التكنولوجيا من الناحية العملية. فقد قام بزرع شريحة بداخل جهازه العصبي، وهو ما منحه القدرة على التحكم في الذراع الآلي الذي كان قد صممه زميله بيتر كيبيرد، باستخدام القوة الخاصة بالقدرة الذهنية.
وبعدها بعامين، شارك الأميركي ماتيو ناغل في إحدى التجارب السريرية بعد أن أصيب بالشلل الرباعي إثر تعرضه للطعن بالسكين. ووقتها، تمكن من التحكم في فأرة الكمبيوتر، ما أتاح له إمكانية تفحص بريده الإلكتروني، وتغيير المحطات التلفزيونية. كما استعان ناغل، الذي توفى عام 2007، بجهاز "برين غيت" لمدة اثني عشر شهرًا، وقال حينها أن النتائج جاءت إعجازية، وأضاف بقوله :" لا أجد الكلمات التي أصف بها ذلك. فالفأرة كانت تذهب أعلى اليمين، وهو ما كان يحدث كما أريد بالفعل". هذا وقد تمكن اثنان من القردة الذين حُرٍما من أذرعتهما العام الماضي من استخدام الأطراف الاصطناعية لإطعام أنفسهما بأعشاب من الفصيلة الخبازية، وقطع من الفاكهة.
وقد وافقت الحكومة الأميركية الآن على السماح بإجراء عشرة تجارب أخرى على الإنسان في هذا الشأن، وهي التجارب التي من المقرر أن تبدأ خلال هذا الشهر. كما يأمل الباحثون الآن في إكمال تلك التقنية الحديثة. وقال البروفيسور وارويك أن تعميم استخدام هذا الذراع الآلي على نطاق واسع أمرًا قد يستغرق عدة سنوات. وقال:" الهدف من وراء تلك التقنية هو تصميم جهاز اصطناعي للأشخاص المصابين بشلل كلي. ونحن نسير من جانبنا الآن على الطريق الصحيح، لكن لا يزال أمامنا جهدا ً كبيرا ً. ونأمل في أن تساعدنا تلك التجارب الجديدة على تزويدنا بخيوط جديدة في رحلتنا البحثية الجارية".