صحة

هل تبقى موريتانيا خالية من انفلوانزا المكسيك

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


محمد ولد الشيخ من نواكشط: لا يكاد وباء انفلوانزا المكسيك الذي هز العالم يأخذ أدنى حيز من اهتمام الشخص العادي في موريتانيا، فمنذ بداية الحديث عن الفيروس المسبب للمرض اعتبر الموريتانيون ان المرض خاص بمن يأكل المكسيك او يتعامل معها وعلى ذلك الأساس بنى الموريتانيون اطمئنانهم الزائد من خطر الوباء الذي وصل إلى الدول المجاورة لهم كالمملكة المغربية. وحتى الآن لم تسجل موريتانيا أي حالة من المرض الواسع الانتشار، كما ان السلطات لا ترى ان هناك حاجة إلى تنظيم حملات تحسيسية حول الوباء.

وحدهم الأطباء الموريتانيون دقوا ناقوس الخطر منذ البداية وحذروا من تجاهل الوباء العالمي وطالبوا وزارة الصحة باتخاذ إجراءات وقائية وتنظيم حملات تحسيسية بالوباء. وبين مخاوف الأطباء وتطمينات الوزارة يظل المواطن الموريتاني بعيدًا عن الهستيريا التي أصابت الكثير من نظرائه في العالم، ففي موريتانيا لا ترى أشخاصًا يضعون كممات واقية في اي مكان، كما لا يتعرض الوافدون في المطارات لفحوص طبية.

الأطباء يحذرون

استنكرت نقابة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الموريتانيين بشدة ما اعتبرته "لامبالاة" وزارة الصحة في موريتانيا تجاه وباء إنفلوانرا المكسيك. واعتبرت النقابة أنه بات يمثل "خطرًا محدقًا يتهدد حياة المواطنين".

وقالت نقابة الأطباء إنه "لم تتخذ لحد الساعة أي إجراءات عملية ملموسة للوقاية من هذا المرض"، وذلك على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أنه أصبح "وباءً عالميًا يتهدد البشرية جمعاء ورفعت درجت الخطر إلى الدرجة السادسة على مقياس من ست درجات وذلك بعد أن ثبت أن هذا الداء أصبح عابرًا للقارات وفشلت كل الجهود المبذولة في تطويقه". ودعا الأطباء الموريتانيون حكومة بلادهم إلى إرسال فرق طبية مجهزة لمباشرة الرقابة الصحية عند نقاط عبور المسافرين، وتوفير الأدوية اللازمة من أمصال ومضادات فيروسية وبكميات كافية. كما دعت النقابة إلى "التعامل بشفافية مع الموضوع والإعلان الفوري عن أي حالة يتم تشخيصها"، مطالبة في الوقت ذاته بفتح وسائل الإعلام العمومي وخاصة الإذاعة والتلفزيون أمام الأطباء ليتمكنوا من تثقيف المواطنين حول هذا المرض وسبل الوقاية منه.

الوزارة تنفي

تسببت شائعة واردة من مدينة انواذيبو شمال موريتانيا في اثارة الهلع بين المواطنين، و تقول الشائعة بوجود مواطن فرنسي يشتبه في اصابته بانفلوانزا المكسيك قبل ان يتبين ان الرجل الذي احتجز في مستشفى المدينة سليم من الفيروس. ومباشرة بعد التأكد من عدم صحة الخبر بادرت وزارة الصحة الى القول انه لم تسجل حتى الآن أي حالة إصابة بفيروس إنفلونزا المكسيك في موريتانيا، واكدت أن الحالة التي تم الاشتباه فيها في نواذيبو كانت موضع تدقيق كبير وتكفل ومتابعة صحية دائمة، إلى أن أظهرت فحوصاتها أن الأمر لم يكن يتعلق بإنفلونزا المكسيك.

وأكدت الوزارة انه فور إبلاغها سارعت الى ايفاد بعثة رفيعة المستوى تتكون من مدير مكافحة المرض ورئيس مصلحة الرقابة الوبائية، وباشرت البعثة فور وصولها التحقيقات الضرورية والتكفل بالمريض :حجز بالفندق وتأمين المتابعة الطبية وسحب عينات الفحوص . وتم إرسال فحوص المريض وثلاثة من المقربين منه فورًا إلى معهد باستور بدكار الذي يمثل المركز الجهوي لمنظمة الصحة العالمية الخاص بالانفلونزا وباقي الفيروسات المتعلقة بالتنفس.

وقد اظهرت نتائج الفحوص المطلوبة ان الامر لا يتعلق ولله الحمد بانفلونزا المكسيك، وتم رفع الحجز الصحي عن المريض بعد ستة أيام من المتابعة الصحية طبقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية. وقد قامت بعثة الوزارة طيلة مقامها بانواذيبو بتحسيس السلطات الادارية الصحية البلدية والطاقم الصحي وشبه العمومي بانواذيبو وتعزيز معارفهم حول الفيروس كما تم توفير 400 جرعة من دواء تاميفلو ومواد الحماية ومحافظ الفحص فضلاً عن مكان لحجز الحالات الخطرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف