لقاح على شكل لبن

طلال سلامة من روما: قريباً، قد تتحول اللقاحات(وربما اللقاحات المتعلقة بأنواع الأنفلونزا غير الموسمية)، من صيغتها الكلاسيكية(حقنة) الى يوغورت(لبن مصفى) يمكن.. أكله بالملعقة! وتأتي النتائج الأولى من الباحثين الأميركيين في كلية الطب (Feinberg School of Medicine) بجامعة "نورث ويستيرن" في شيكاغو واليابانيين في قسم علوم جهاز المناعة بجامعة "كيوتو".

في جامعة شيكاغو، استخدم الباحثون بضعة بؤر من بكتيريا اللبن (Lactobacillus) لحقن الفئران المختبرية بمستضدات(أنتيجين) الجمرة الخبيثة أو الأنتراكس. هكذا، وعلى غرار مفعول اللقاح العادي، نجحت 80 في المئة من هذه الفئران البقاء على قيد الحياة. علاوة على تكلفة الإنتاج الرخيصة للقاحات على شكل يوغورت فان هذه الصيغة اللقاحية الجديدة، تحذف ضرورة اللجوء الى معززات (Adjuvant) تثير دوماً حولها سلسلة من الحساسيات(بالجسم) والجدل. كما أن صيغة اللبن اللقاحية تقوم بحفز رد فعل، مركز وأقوى، لجهاز المناعة بالجسم مقارنة بمفعول اللقاحات العادية.

من جانبهم، استهدف الباحثون اليابانيون بكتيريا المعدة الحلزونية "هليكوباكتر بيلوري" المسؤولة عن القرحة والتهابات وسرطان المعدة. هذا وخلط الباحثون أجساماً مضادة، تستهدف بروتين فيروسي موجود في هذه البكتيريا ويدعى "يورياسي" (Urease) ويلتصق على بطانة المعدة ويصيبها بالالتهاب، في اليوغورت. وشمل الاختبار مجموعة من مرضى هذه البكتيريا الذين أكلوا وحدتين من هذا اللبن اللقاحي يومياً لمدة أربعة أسابيع. في النهاية، رصد الباحثون تراجعاً لافتاً لوجود هذه البكتيريا في المعدة.

في الوقت الحاضر، ثمة باحثين أوروبيين يراهنون على استعمال هذه الصيغة اللقاحية السائلة، القابلة للأكل، في محاربة أنواع الأنفلونزا غير الموسمية التي قد تكون أنفلونزا الطيور أم أنفلونزا المكسيك. وهذا من شأنه قطع الأكلاف الإنتاجية للقاحات بصورة كبيرة تسمح تلقيح جميع السكان تقريباً في تلك الدول الفقيرة التي لا تستطيع لغاية اليوم شراء جرعة واحدة من هذه اللقاحات الكلاسيكية.