إنفلونزا المكسيك يخترق سفينة حربيّة بريطانيّة... ودول الخليج تؤكّد على عدم تأجيل للدراسة

عواصم، وكالات: يبدو أنّ حمّى فيروس إنفلونزا المكسيك ما زالت تتفاعل ولا يظهر أيّ علاج فعّال للقضاء على هذا الوباء في الأفق. وأفادت صحيفة "الصن" اليوم الإثنين بأنّ وباء إنفلونزا المكسيك شلّ سفينة حربيّة تابعة للبحريّة الملكيّة البريطانيّة تقوم بحماية المياه قبالة جزر الفوكلاند، وقالت الصحيفة إنّ ثمانية على الأقلّ من طاقم السفينة "كلايد" البالغ عدده 38 جنديًّا أُصيبوا بفيروس إنفلونزا المكسيك.

وأضافت أنّ السفينة البالغ وزنها 1850 طنًّا كان من المقرّر أن تبدأ مناورات تدريبيّة قبالة جزر الفوكلاند الواقعة جنوب المحيط الأطلسي، لكنّ وزارة الدّفاع البريطانيّة قرّرت تعليقها إلى أن يتعافى الجنود المصابون. ونسبت "الصن" إلى متحدّث باسم الوزارة قوله: "إن جميع الجنود المصابين بإنفلونزا المكسيكتفاعلوا بشكل إيجابيمع العلاج".

يشار إلى أنّ فيروس إنفلونزا المكسيك تمكّن من اختراق أربعة مواقع عسكريّة بريطانيّة من بينها أكاديميّة "ساندهيرست" العريقة لتخريج الضبّاط في مقاطعة بيركشاير، وأودى بحياة جندي من جيش الإحتياط.

دول الخليج تؤكد أن لا تأجيل للدراسة

وفي الخليج، أكّد مكتب التربية العربي الذي يتّخذ من الرياض مقرًّا له على أنّ مواعيد بدء العام الدراسي للطلاب والطالبات لدول الخليج ستكون في نهاية سبتمبر/أيلول وبداية أكتوبر/تشرين الأول المقبلين وأنّه لا توجد تأجيلات طويلة الأمد بسبب انتشار فيروس "أتش 1 أن 1" المعروف بإنفلونزا المكسيك.

وقال الدكتور علي بن عبد الخالق القرني، مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج، في بيان له نشرته الصحف السعوديّة اليوم الاثنين إنّ "هناك تنسيقًا وتعاونًا بين وزارات الصحة ووزارة التربية والتعليم وسيقوم المكتب بإرسال تعليمات للمعلّمين والمعلّمات وأولياء الأمور والطلبة حول التعامل مع المرض كما ستتمّ مراقبة الوضع الصحّي عن كثب من خلال التّعاون بين الوزارات لاتّخاذ القرارات المناسبة في حينها.

إلى ذلك، نفى المتحدّث الرسمي لوزارة التربية والتعليم بالإنابة محمد الدخيني ما تمّ تداوله عبر رسائل الجوّال أمس بأنّه تمّ تأجيل الدراسة بسبب إنفلونزا المكسيك، وأكّد على أنّ الدراسة ستبدأ في 3 أكتوبر/تشرين الأول المقبل كما هو معتمد مسبقًا.

إصابة الرئيس الكولومبي بالفيروس

إلى ذلك، أصيب الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي الذي عادأخيرًا من قمّة إقليميّة في الأرجنتين بفيروس إنفلونزا المكسيك. وقال مكتب أوريبي في بوغوتا إنّ جميع المشاركين في قمّة اتّحاد دول أميركا الجنوبية "يوناسور" بما فيهم الرؤساء الآخرينتمّ تحذيرهم عبر القنوات الدبلوماسيّة لمراقبة أعراض الإصابة بالفيروس.

وقال المتحدّث سيزار ماوريسيو فيلازكيز إنّ أوريبي أصيب بعد وقت قصير من عودته من القمّة يوم الجمعة الماضي بصداع وحمّى إلاّ أنّه يستجيب جيّدًا للعلاج. ولم ترد تقارير حتى الآن بشأن إصابة زعماء إقليميين آخرين بالمرض. يذكر أنّ عدد حالات الإصابة المؤكّدة بالفيروس في كولومبيا بلغ 621 حالة فضلاً عن 29 حالة وفاة.

الأوضاع المتعلّقة بالإنفلونزا في الكويت مطمئنة

كما أكّدت منظّمة الصحّة العالميّة على أنّ الأوضاع في الكويت مطمئنة ولا تدعو للقلق، مضيفة أنّ استعدادات الكويت في مواجهة إنفلونزا المكسيك تتّفق تمامًا مع توصيات المنظّمة. وقال المستشار الإقليمي لمنظّمة الصحّة العالميّة للأمراض المعدية والمستجدة الدكتور حسن بشري في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إنّثمّة مشكلةاليومفي الكويت و"هي الذعر والخوف الذي لا داعي له" مشيرًا إلى أنّ مكافحة هذا الوباء تتطلّب التعاون وتضافر الجهود من الجميع.

وأكّد على أنّ وزارة الصحّة تبذل قصارى جهدها وطاقاتها في مواجهة وعلاج المرض ومراقبته والتوعية حوله مبيّنًا أنّ نسبة انتشار فيروس إنفلونزا المكسيك لا تدعو للقلق والأوضاع مطمئنة. كما أكّد على أنّ الوزارة تتعامل بشفافيّة ووضوح في التعامل مع كلّ ما يتعلّق بهذا المرضوالفضل فيذلك يعود إلى تواصلها الدائم والمستمر مع المنظّمة. ودعا إلى الالتزام بالإرشادات الوقائيّة للحدّ من انتشار العدوى بالمرض مشدّدًا على ضرورة غسل الأيدي بانتظام وتغطية الأنف والفم عند السعال أو العطس والتزام الراحة واستشارة الطبيب عند الشعور بأعراض الإنفلونزا.

وقد قام المستشار الدكتور حسن بشري بزيارة لمستشفى الأمراض السارية ومختبر الفيروسات واطّلع على خطّة وبرامج التوعية المتّبعة في الوزارة كما اجتمع مع مديري المستشفيات ورؤساء الرعاية الصحيّة الأوّليّة في المناطق الصحيّة لإعداد تقرير كامل بهذا الشأن. وجاءت هذه الزيارة بدعوة من وزارة الصحّة لتقييم الوضع والاطّلاع على الاستعدادات والاجراءات المتّبعة في البلاد لمواجهة إنفلونزا المكسيك. يذكر أنّ العدد المسجّل للحالات في البلاد تراجع مقارنة بالأسبوع الماضي وقد بلغ إجمالي عدد الحالات التي سجّلت منذ أبريل/نيسان الماضي 1336 معظمها حالات بسيطة شفيت تمامًا.

64 في المئة من الإيطاليّين يؤيّدون تأجيل المدارس

أوروبيًّا، أظهر استطلاع للرأي أنّ 64 في المئةمن الإيطاليّين يؤيّدون إرجاء افتتاح المدارس لمنع انتشار مرض إنفلونزا المكسيك. وبحسب الاستطلاع الذي أجرته شبكة "سكاي تي جي 24" ونشرته وكالة "آكي" الإيطالية للأنباءفثمّة مقابل هذه النسبة 36 في المئةمن المستطلعين لا يفضّلون هذا الخيار.

من جهة أخرى، قال رئيس اتّحاد أطبّاء الأطفال الإيطاليين جوزيبي ميلي تعليقًا على خبر تناقلته الصحف الإيطالية اليوم الإثنين حول مطالبة مجموعة من الأطباء المختصّين وزيرة التربية ماريا ستيلاّ جيلميني بإرجاء افتتاح المدارس للعام الدراسي 2009 ـ 2010 تجنّبًا لانتشار إنفلونزا المكسيك، قال إنّ "الاتّحاد لم يطالب بهذا مطلقًا وبأيّ شكل من الأشكال".

وأضاف ميلي في بيان له اليوم أنّ "إقفال بعض المدارس هو أحد الإجراءات الاحترازيّة التي اتّخذتها منظّمة الصحّة العالميّة لحجر الإصابات ضمن مجموعة مغلقة (كالمدرسة)، لمنع انتقالها إلى البيئة المحيطة".

وأشار إلى أنّ "الاتّحاد الذي تمّت استشارته قبل أيّام، أكّد ببساطة ضرورة اللّجوء إلى هذا الإجراء في الحالات القصوى"، مؤكّدًا: "لكنّنا لم نطالب مطلقًا بإرجاء موعد بدء العام الدراسي الجديد لأنّه سيكون في الوقت الحاضر خطوة لا معنى لها". وخلص إلى القول: "نأمل مشاركة ممثّلين عن وزارة التربية في جلسات اللجنة الفنيّة التي تمّ تشكيلها في وزارة الصحّة لنقوّم معًا كلّ الإجراءات الممكنة لمنع انتشار إنفلونزا المكسيك".