نجاح لقاح تجريبي في الحد من خطر الإصابة بالايدز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اعلن باحثون الخميس تحقيق سبق علمي لاول مرة منذ بدء معركة مكافحة الايدز قبل ربع قرن، مع نجاح لقاح تجريبي في الحد من مخاطر الإصابة بالمرض، في اوسع تجربة من نوعها في العالم. وقال الباحثون ان اللقاح يقلل مخاطر الاصابة بالايدز بحدود الثلث تقريبا، وفق نتائج التجربة التي شملت 16 الف متطوع وأجراها الجيش الاميركي ووزارة الصحة التايلاندية.
نيويورك، بانكوك: للمرة الأولى منذ انتشاره، أظهر لقاح تجريبي للوقاية من مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" HIV، نتائج إيجابية "معتدلة"، بحسب ما أفاد علماء وباحثون، ففي أكبر تجربة سريرية في العالم للقاح مضاد للإيدز قيد التطوير، نفذتها مجموعة من الخبراء الأميركيين والتايلانديين، وجد باحثون أن أولئك الذين تلقوا سلسلة من المطاعيم واللقاحات والعقاقير المعززة، كان 31 في المائة منهم أقل عرضة للإصابة بالمرض.
والتجربة الأخيرة استمرت ثلاث سنوات، وأجريت في تايلاند، بمشاركة أكثر من 16 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، وسجلوا حملهم السلبي للمرض عند بداية التجربة.
وقال الكولونيل جيروم كيم من برنامج أبحاث الايدز الذي يجريه الجيش الاميركي خلال مؤتمر صحافي في بانكوك "انه تقدم علمي على درجة كبيرة من الاهمية ويعطينا الامل بإمكانية التوصل الى لقاح فعال على المستوى العالمي في المستقبل". واضاف "انه اول برهان على قدرة لقاح مضاد للايدز على الحماية من الاصابة بالمرض".
تظاهرات أمام انعقاد قمة العشرين احتجاجا على سياسات الدول الغربية تجاه الايدز
ووصف وزير الصحة التايلاندي ويتاوا كاوبارادي نتيجة التجربة كذلك بأنها "سبق علمي". واللقاح هو في الواقع مزيج من لقاحين أعدّا سابقا ولم ينجحا في كبح ضراوة الفيروس. وبدأت تجربة اللقاح الجديد اعتبارا من تشرين الاول/اكتوبر 2003 على متطوعين معرضين بدرجة متوسطة للاصابة بفيروس الايدز في مقاطعتين تايلانديتين بالقرب من بانكوك.
واللقاحان القديمان المستخدمان في تكوين اللقاح الجديد هما "الفاك" من صنع سانوفي-افنتيس، و"ايدزفاكس" من صنع فاكس-جن انكوربوريشن. وجاء في بيان صادر عن الباحثين ان "النتائج تمثل سبقا في مجال تطوير لقاحات ضد الايدز لأنه وللمرة الاولى برهنا على امتلاك لقاح ضد الايدز له فعالية وقائية".
ورحبت الاوساط العلمية بنتائج تجربة اللقاح خصوصا ان شركة مارك الدوائية اضطرت في العام 2007 لوقف تجربتين سريريتين في مرحلة متقدمة على لقاح للايدز بعد ان تبين انه يعزز مخاطر الاصابة بمرض الايدز. وبلغت نسبة فعالية اللقاح في خفض مخاطر الاصابة بمرض الايدز 31,2%.
والمتطوعون رجال ونساء تتراوح اعمارهم بين 18 و30 عاما، وما كانوا يحملون فيروس الايدز لدى بدء التجربة. ونسبة مخاطر تعرضهم لعدوى الايدز متوسطة. وتلقى نصف المتطوعين اللقاح والنصف الباقي لقاحا وهميا. ومن ضمن عينة اللقاح الوهمي اصيب 74 من اصل 8198 بفيروس الايدز، مقارنة مع 51 من 8197 في العينة التي تلقت اللقاح التجريبي.
ورحبت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز بنتائج الابحاث التي اعتبرتها "مشجعة". وقالت المنظمة والبرنامج في بيان مشترك ان "نتائج الدراسة التي تشكل تقدما علميا مهما، هي الاولى التي تبرهن انه يمكن الوقاية من الايدز باستخدام لقاح وهي على قدر كبير من الاهمية".
أما ميتشل وارين ، من اتحاد الدعوة للقاح الإيدز، المنظمة التيعملت على محاولات إنتاج لقاح ، قال "يشكل اليوم معلما تاريخيا. سيستغرق بعض الوقت والموارد اللازمة لتحليل وفهم كامل للبيانات، ولكن ليس هناك شك في أن هذه النتيجة سوف تنشط وتوجه مجال لقاح الايدز" .
وقالت الامم المتحدة إن النتائج الحالية لا تسمح بالترخيص باستخدام اللقاح وانه ينبغي القيام بتجارب أخرى لتحديد ان كان يمكن الحصول على النتائج ذاتها في اماكن اخرى من العالم. واكتشف مرض الايدز لاول مرة في 1981، وتسبب منذ ذلك الحين بوفاة 25 مليون انسان على الاقل، في حين يعيش 33 مليونا اخرين حاملين فيروس الايدز او مصابين بالمرض.
وكان الباحثون يعملون منذ اكتشاف المرض للمرة الأولى عام 1986 على كيفية منع انتشاره، غير أن اللقاحات السابقة فشلت في منع انتقال المرض وانتشاره، فيما أظهرت إحدى التجارب أن العقار التجريبي يعمل على تعزيز الإصابة بالمرض، وبالتالي فقد أوقفت التجارب عليه في مراحله الأولى.
وكان التقدم السريع في عزل الفيروس أشاع تفاؤلا بإمكانية وضع لقاح له في وقت سريع. وتكمن خطورة الايدز في انه يدمر الخلايا المناعية فيجعل الجسم فريسة للامراض الانتهازية. ومن بين خمسين لقاحا تجريبيا خضعت لتجارب على البشر، لم ينجح سوى اثنين في المرور عبر المراحل التجريبية الثلاث المعتمدة، لكنهما فشلا. ولا يزال نحو ثلاثين لقاحا بانتظار تجربتها.
وقالت شركة سانوفي-باستور، المختصة في اللقاحات في الشركة الام سانوفي-افنتيس، ان النتائج "على تواضعها" هي اول برهان ملموس انه يمكن للفيروس المضاد للايدز ان يصبح حقيقة في يوم من الايام. وقالت المؤسسة العالمية للقاح الايدز، وهي تحالف من الباحثين والممولين والسياسيين والمحامين ومن بينهم مؤسسة بيل ومليندا غيتس، انه "يوم تاريخي خلال 26 عاما من العمل لتطوير لقاح للايدز".
وعلقت جمعية "المبادرة الدولية للقاح الايدز" التي تعمل على تشجيع الابحاث للتوصل الى لقاح، ان نتائج التجربة "مشجعة وتشكل انجازا علميا مهما".
وعلى خط اخر، اعلن باحثون اميركيون في مقال نشرته مجلة "ساينس" العلمية في بداية ايلول/سبتبمر الحالي، انهم اكتشفوا مضادين حيوين يمكن ان يشكلا اساسا للتوصل الى لقاح فعال.وينتج المضادين الحيويين بصورة طبيعية عدد قليل من الاشخاص الحاملين لفيروس الايدز والقادرين على شل فعالية عدد كبير من النسخ الفيروسية المنتشرة عبر العالم.