صحة

نقص مادة الحديد في الجسم يهدد صحة المغاربة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يعتبر نقص مادة الحديد في الجسم، من أكثر المشاكل الصحية انتشارًا في المغرب، خاصة في صفوف النساء والأطفال. ويؤدي هذا النقص، الذي يعاني منه ثلث سكان المملكة، إلى اضطراب النمو الطبيعي للقدرات العقلية والنفسية الحركية لدى الأطفال، كما يؤدي إلى ضعف النظام المناعي، ويتيح ظهور العديد من الأمراض، على رأسها فقر الدم. وتظهر الإحصائيات أن طفلاً من بين ثلاثة يعانون من نقص في مادة الحديد، وفي بعض المناطق يعاني 50 في المئة من الأطفال من نقص في الفيتامين "أ". من جهة أخرى، وتوجد امرأة من بين ثلاث نساء، في سن الإنجاب أو الحوامل، أي بمعدل 45 في المئة، ورجل من بين خمسة رجال يعانون من فقر الدم الناتج عن النقص في مادة الحديد.

الدار البيضاء: وفي حديثخاص بإيلاف للدكتورة عاشور عهد، طبيبة أخصائية في هرمونات التغذية والسكري والحمية، إن "سوء التغذية وأكل التراب، إلى جانب المعاناة من أمراض في المصران يؤدي إلى نقص الحديد في الجسم". وأكدت الدكتورة عاشور عهد، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "الميكروبات التي تعيش في المصران، إلى جانب الشاي، ينقصون من امتصاص الحديد في الأمعاء"، مشيرة إلى أن "هذا المشكل منتشر كثيرًا في المغرب". ونصحت الطبيبة الأخصائية في هرمونات التغذية والسكري والحمية بضرورة "اتباع تغذية متوازنة تحتوي على مقدار معين من البروتينات، سواء بالنسبة إلى الصغار أو الكبار".

وأكدت الدكتورة عاشور على "تناول اللحوم الحمراء السمك والدجاج، وشرب الحليب، لكونها تحتوي على نسب مهمة من الحديد"، مضيفة أن "البقوليات بدورها تفيد في مثل هذه الحالات، كالخبيزة، والعدس، والسبانخ". ووضعت وزارة الصحة برنامجًا وطنيًّا لمحاربة النقص في العناصر الغذائية الأساسية إستراتيجية طموحة تستجيب للحاجيات الضرورية يهدف لمحاربة الاضطرابات الناتجة عن النقص في العناصر الغذائية الأساسية الاستئصال الكلي للنقص في اليود والفيتامينات "أ" و"د" في أفق سنة 2015، وكذا تقليص ثلثي حالات فقر الدم الناتجة عن النقص في مادة الحديد.

كما ركز البرنامج الوطني على أن التربية الغذائية وتقوية وتعزيز البرامج الصحية والإجراءات الوقائية والعلاجية تعتبر وسائل عملية وفعالة لمحاربة الاضطرابات الناتجة عن النقص في العناصر الغذائية الأساسية. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن زيادة استهلاك الأغذية الغنية بالحديد تساهم بشكل ملحوظ في مقاومة الإرهاق والانزعاج وانخفاض مستوى الطاقة في الجسم، والحديد مهم جدًا للجسم، إذ أنه يؤديدورًا أساسيًّا في إنتاج هيوجلويين الدم، وهو الجزء ذو اللون الأحمر من الدم الذي ينقل الأكسجين إلى الجسم.

كما أن المواليد الذين تتدنى في أجسامهم نسبة عنصر الحديد، عرضة للإصابة بقصور في النمو الدماغي، حتى لو تمت معالجتهم من هذا النقص في وقت مبكر بعد الولادة، هذا ما يقوله الباحثون من الولايات المتحدة. وهو ما يفرض ضرورة الاهتمام بحفظ نسبة الحديد ضمن معدلات طبيعية وكافية لحاجة الجسم حتى لدى الأجنة قبل الولادة. وتنصح الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بتغذية الأطفال الرضع بحليب الأم حتى سن ستة أشهر على أقل تقدير، ثم البدء بإعطائه أغذية غنية بالحديد تدريجيًا. وتشدد على إعطاء حليب معزز بالحديد للأطفال الذين لا يتمكنون من تلقي الرضاعة الطبيعية لأسباب عدة، لا مجال لشرحها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف