صحة

بايس مايكر للأمعاء!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من برن (سويسرا): انه مشابه لعلبة السجائر وحجمه منمنم ويعمل كما بطارية القلب "بايس مايكر" انما هو خاص بالأمعاء. ابتكر هذا الجهاز الصغير الباحثون الايطاليون في مستشفى "سانتا كيارا" بمدينة بيزا الايطالية. وجرت هندسته لمعالجة الانسداد المعوي وسلس البراز (fecal incontinence). تدعى التقنية العلاجية (Sacral Neuromodulation) وهي معتمد عليها منذ عدة سنوات بيد أنها تطورت في المدة الأخيرة لمعالجة سلس البول والبراز والامساك المزمن والانسداد المعوي والتهاب القولون. يذكر أن 2 الى 3 في المئة من سكان العالم يعانون من سلس البراز لكنهم يفضلون عدم التحدث عن مرضهم، خجلاً. علاوة على ذلك، فان أولئك الذين يعانون من اضطرابات معوية مزمنة يخوضون كل يوم معركة للمضي قدماً في حياتهم. لحسن الحظ، تمكنت تقنية (Sacral Neuromodulation) من السيطرة على اضطرابات البراز والبول عن طريق زرع نظام بسيط بالجسم يُرسل نبضات كهربائية خفيفة، بواسطة الكترود صغير، الى الأعصاب العجزية (Sacral nerves) أي تلك التي تتحكم بآليات التخلص من البول والبراز من الجسم.

يتم زرع الجهاز بواسطة البنج الموضعي وهو قادر على معالجة بعض أنواع الاضطرابات، المتعلقة بالأمعاء والمثانة، بفاعلية لا يعلى عليها. كما استفاد منه عدد كبير من المرضى الذين لم تجد العلاجات المعيارية معهم أو أولئك الذين لم يتحملوا تعاطي الأدوية. نحن لا نتحدث عن جهاز قيد الاختبار انما عن علاج جراحي رسمي يمثل البديل لطرق علاجية تقليدية. وثمة أكثر من 60 ألف مريض حول العالم قاموا بزرع هذا الجهاز بنجاح، في جسمهم. ويواكب زرع الجهاز منافع عظيمة. اذ يستطيع الأطباء والمرضى معاً تقويم فاعليته بواسطة فحص بسيط. ان كانت النتائج تقع لصالح المريض فان الطبيب ينتقل الى عملية زرعه بصورة دائمة في جسم المريض.

يتألف الجهاز من محفز عصبي (Neurostimulator) والكترود. يتم زرع المحفز العصبي تحت الجلد، في المنطقة الألوية. أما الالكترود فيتم تثبيته بواسطة ثقب صغير تحت الجلد الذي يغطي آخر العمود الفقري. هذا وتتم العملية بواسطة البنج الموضعي. بعدها، يبدأ المحفز العصبي ارسال نبضات كهربائية خفيفة. بمساعدة الالكترود، فان هذه النبضات تصل الى الأعصاب العجزية ومن ثم الى القولون المستقيم والشرج والمثانة وعضلات قاع الحوض. خلال نشاطه اليومي الروتيني، لا يشعر المريض بأي احساس تولده هذه النبضات الكهربائية. بفضل جهاز برمجة خارجي، يتمكن الطبيب من التحكم بدرجة الحفز الكهربائية ما يجعل العلاج مرتبط بحالة كل مريض، على حدا. بواسطة جهاز تحكم من بعد، ينجح المريض في اطفاء اشارات الحفز الكهربائية أم اضائتها أم التحكم بكثافتها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف