صحة وعلوم

دمج جهازين للكشف عن السرطان بدقة كبيرة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طورت ألمانيا تقنية خاصة للكشف المبكر عن السرطان وهي تعتمد على التصوير الطبقي المحوري.

حسب التقارير الطبية الدولية الصادرة ايضا عن منظمة الصحة العالمية فان اكثر من عشرة ملايين شخص يموتون سنويا بسبب الاصابة بالسرطان لعدم اكتشافه مبكرا. كما بلغ معدل الاصابة وانتشار هذا المرض الخبيث ضعفي هذا الرقم. والسبب في ذلك يعود الى قلة او انعدام إمكانية الكشف عنه في مراحله الاولى، كذلك نقصان الوسائل العلاجية من أدوية والاجهزة بالاخص في العالم الثالث ما يشكل احد اهم التحديات التي تواجه تلك البلدان.
ومما يزيد الوضع سوءا تبني تلك المجتمعات نمط الحياة الغربية والذي يعد احد مسببات الاصابة بالامراض خاصة فيما يتعلق بطريق الاكل والتغذية. لذا يجب وبالضرورة التركيز بشكل اكبر على سبل الوقاية، خاصة في ظل التطور الطبي الذي يشهده العالم منذ سنوات والذي يسمح بمعرفة مسبقة لبعض الامراض السرطانية التي يمكن معالجتها وتفادي الموت بسببها بنسبة تصل الى 90 في المائة.

لكن الاهم هو تطوير تقنيات الكشف المبكر عن المرض عبر أجهزة حديثة من أهمها جهاز التصوير الطبقي المحوري الذي يعتبر حاليا في المانيا كما في بلدان غربية اخرى من التقنيات التي احدثت نقلة نوعية في دقة تشخيص مرض السرطان وبالاخص بعد اندماج تقنيتي التصوير الطبقي المحوري CT.SCAN والبيزتروني PET في جهاز واحد. فهو اليوم يعتبر تطورا ضخما في دقة تشخيص المرض وتحديد مكانه ونوعه داخل الجسم.
وفي هذا السياق اشارتقرير صدر عن مستشفى شاريته في برلين الى ان هذا الجهاز التي يستخدم حاليا بكثرة يجمع التصوير الطبقي المحوري والبيزتروني، فالاول يستطيع تحديد مكان الورم داخل الجسم بدقة ووضوح عاليين والثاني يكشف عن التغييرات الكيميائية داخل الأنسجة باظهار صورة ملونة لها تكشف عن تلك التغيرات ويحدد ما اذا كان هذا الورم خبيا ام حميدا.

وفي السابق كان يعتمد الاطباء على تقنية التصوير الطبقي المحوري وحدها ما كان يشكل معضلة لهم لكونها لا تكشف عن حقيق الورم وانما عن مكانه فقط مما يستدعي اجراء عملية جراحية لاستئصال العضو المصاب، لكن بعد ذلك قد يكتشف الجراح بان الاستئصال لم يكن ضروريا. أي ان عليه الغوص في عمق المريض لعدم توفر معلومات كافية عن الورم الذي يشتكي منه من اجل تحديد مدى خطره.

وحسب شرح التقرير يبدأ الفحص بهذه التقنية المتطورة باعطاء المريض حقنة بكمية قليلة من محلول سكر إشعاعي والذي عادة ما تمتص الانسجة السرطانية كمية اكبر من ذلك المحلول، وذلك يعكس الأنسجة السليمة والتي تمتص كمية أقل. ويستخدم المسح الطبقي سلسلة من الأشعة السينية تخترق الجسم من جميع الزوايا أثناء دوران المساح. بعد ذلك يقوم الكمبيوتر بصنع صور ثلاثية الابعاد للجسم برمته تظهر بالضبط مكان الورم وطبيعيته من كل الجوانب.

ويستغرق الفحص حوالي ثلاث ساعات، يرسل بعدها المختبر الصور الى اختصاصيين بالامراض السرطانية ومن ثم ترسل النتائج الى الطبيب المعالج خلال 48 ساعة على قرص مدمج او عبر الانترنت من اجل كسب الوقت واجراء ما هو ضروري إذا ما كشف التحليل ان المريض بحاجة الى علاج أو عملية جراحية.

وعمل هذا الجهاز لا يقتصر على كشف الورم اذا ما كان موجودا ومكانه ونوعه ، وانما يذهب الى أبعد حد بقدرته على مراقبة التغيرات البيولوجية التي تحدث داخل الجسم ومن ضمنها اكتشاف مرض السرطان خلال مراحل تكوينه الاولى، اي قبل استفحاله وانتشاره في الجسم.

وعلى الرغم من النتائج السريعة والمميزة التي حققتها تلك التقنية، من المحتمل ان تلحق تلك الاجهزة التي تبث اشعاعات ضررا بصحة الانسان خاصة اذا ما تعرض لها بشكل متكرر، لكن هذه هي الحال ايضا مع من يتعرض كثيرا لتصوير الأشعة. الا ان التقرير قال بان الضرر قد يلحق بالاشخاص الاصحاء والذين يتضح بعد ذلك بانهم غير مصابين بمرض خبيث، او من يريد ان يطمأن على صحته وخلو جسمه من مرض سرطاني. فهناك أشخاص يخضعون أنفسهم لهذا الفحص. اما بالنسبة الى المرضى الذين يعانون بالفعل من المرض فايجابيات الفحص ستطغي على اية تأثيرات سلبية ان وجدت، خاصة وانه خلال العشرين سنة الماضية لم تسجل اي حالات جدية نتيجة التعرض لتلك الاشعاعات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف