مسح جذري يكشف عن أسرار عمل الدماغ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يستخدم الأطباء اليوم أجهزة قادرة على تقصي أدمغتنا لمعرفة سبب ما نشعر ونفكر به.
____________________________________________________________________________________
ومن دون شك أن ذلك تحقق بفضل تطوير أجهزة مسح دقيقة للدماغ تستطيع أن تتجاوز الجلد والعظام فتكشف ما يجري داخل رؤوسنا حين نفكر أو نشعر.
في مدينة غرونينغين الهولندية يشتغل فريق من العلماء على موضوع "التعاطف" مع الآخرين والقدرة على مشاركة شخص آخر أفكارك ومشاعرك.
فعند مشاهدة فيلم من أفلام جيمس بوند تشعر أن قلبك يمضي بالخفقان بشكل أسرع حين يقفز بطلنا من الطائرة أو أو تصاب ذراعه بأذى ما، تجفل قليلا، وقد تلمس ذراعك من باب التعاطف مع البطل.
ونحن إذا لم نشعر بالتعاطف فإننا لن نتصرف بشكل غيري (ايثاري) مع الآخر وإدراك ما يمر الآخرون به من ظروف صعبة. كذلك فإن التعاطف وراء ما يربط أبناء المجتمع بعضهم ببعض وغيابه يؤدي إلى مشاكل كثيرة نراها اليوم في العالم الحديث. وأولئك الذين لا يمتلكون مشاعر التعاطف مع الآخرين يطلق عليهم سايكوباثيين أو سوسيوباثيين أو أشخاصاً خالين من مشاعر التعاطف مع الآخرين.
اكتشف البروفسور كيسرز وزملاؤه من خلال تجارب المسح الدماغي التي تجري خلال مشاهدة صور معينة لآخرين أن نفس المساحات تظل تتوهج حين نمر بتجربة مؤلمة ناجمة عن مشاهدتنا لشخص ما يتألم. وأجرى هذا الفريق من العلماء تجارب على عدد كبير من الأشخاص من بينهم بعض القتلة المحكوم عليهم. وأظهرت الدراسات أن الأشخاص يظهرون ردود فعل مختلفة عند مشاهدة الآخرين يتألمون.
فهناك من يكون صادقا حين يقول لك: "أنا اشعر بألمك". لأن دماغه يظهر أن ما يقوله يعنيه. لكن هناك من يسمون بغير المتعاطفين مع الآخرين والذين يطلق عليهم اسم "سوسيوباثيين" والقتلة الذين تشير المسوحات التي جرت لأدمغتهم أنهم لا يشعرون إلا باللامبالاة فقط. وإذا كانت التكنولوجيا التي يستخدمها كريستيان غير متطورة الآن كثيرا لكنها تتحسن باستمرار.
وكم ستساعد اختبارات من هذا النوع في حالة انتشارها على فهم الأفراد لأنفسهم بطريقة أفضل وتجعلهم يتحكمون في سلوكياتهم على ضوئها بدلا من القناعات المغلوطة على أنفسهم. أصبح الكثير من الحالات الذهنية والعاطفية موضع دراسة ومن بين ذلك مقاربة السؤال القائل: كيف نتخذ قراراتنا الكبيرة في حياتنا؟ والفكرة السائدة هو أن قراراتنا ناجمة عن قدرتنا على التفكير بطريقة عقلانية.
لكن البحوث الأخيرة أوضحت أن الجزء الواعي والعقلاني من الدماغ والذي يجعلنا فخورين به هو ليس إلا الرأس البارز من جبل الجليد المغطى تطت طبقات الماء. فنحن في حقيقة الأمر كتلا من العادات المكتسبة بالتعلم وبشكل غير شعوري، إضافة إلى كتل أخرى من المشاعر والأحكام المسبقة التي صاغت الطريقة التي نفكر ونتصرف وفقها. كم ستساعد اختبارات من هذا النوع في حالة انتشارها على فهم الأفراد لأنفسهم بطريقة أفضل وتجعلهم يتحكمون في سلوكياتهم على ضوئها بدلا من القناعات المغلوطة على أنفسهم.
ملاحظة:
تظهر الصورة الاخيرة:
اللون الأخضر عند مشاهدة البعض لآخرين يتألمون
اللون الأحمر: عند تألم الشخص نفسه
اللون الأصفر: حين يكون رد فعل الشخص متساويا سواء كان نابعا عن الم شخصي أو ألم الآخر