صحة

"الفايسبوك" وقصص حية من تذمر وعزلة وتفكك عائلي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


رغم تزايد تحذيرات الخبراء من إدمان الشباب على "الفايسبوك"، إلا أن دائرة المتعلقين بهذا الموقع الاجتماعي في اتساع إلى درجة عزلت المقبلين على هذه "العلاقة الحميمية" في العالم الافتراضي عن العالم الواقعي.
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء:سجلت العديد من الحوادث المتعلقة بالإدمان على الفايسبوك، الذي فرض على البعض حمل جهاز كومبيوتره المحمول معه حتى إلى السرير، كما أن العديد من الأسر باتت متذمرة من عزلة أبنائه، في حين أن زوجات غرقن في هذا العالم، حتى نسين، في بعض اللحظات، شكل التواصل المباشر مع أسرهن الصغيرة.
يقول فؤاد مرسالي، موظف في القطاع الخاص، "تجربتي مع الفايسبوك غريبة شيئا ما لأنني كنت من الرافضين لفكرة الدخول إلى هذا العالم، لأنني كنت دائما من المدافعين على الحفاظ على الخصوصية".
إلا أنه، ونزولا عند رغبة أصدقائي، يضيف فؤاد، لـ "إيلاف"، "ولجت هذا العالم، الذي كلفني كثيرا على مستوى العمل، إذ أن ملاحظات رؤسائي في العمل زادت، بسبب تأخري في إنجاز عدد من الملفات، كما أنني بدأت أحضر متأخرا إلى العمل، خاصة أنني أمضي ساعات طويلة ليلا أمام الكومبيوتر، وهو ما وتر علاقتي مع زوجتي".
من جهتها، أشارت آمال شوادي، مدربة رياضية، إلى أن "عائلتها بدأت تتذمر من الوقت الطويل، الذي تقضيه في الفايسبوك، رغم أنها لا تتأخر في القيام بواجباتها المنزلية".
وأوضحت آمال، لـ "إيلاف"، أنها "أحضرت معها جهازها المحمول، في حفلة عائلية ليلة رأس السنة، وانعزلت في الغرفة، في وقت كانت عائلتها تقضي أوقات ممتعة"، مضيفة أنها "سمعت تعليقات كثيرة من أفراد أسرتها بسبب هذا التصرف".
ورغم هذه الحوادث والتأثيرات المتباينة للمواقع الاجتماعية، إلا أنه من المستحيل، بالنسبة للبعض، معالجة إدمانهم عليها، لكونهم يعتبرون أنفسهم بأنهم ليسوا في حاجة إلى ذلك، وبأنهم يجب أن يكونوا حاضرين في هذا العالم.
يقول عبد الحق بنطالب، المختص في شؤون التكنولوجيا الحديثة، "ليس الشباب وحدهم من يدمنون على الفايسبوك، بل جميع الشرائح الاجتماعية"، مشيرا إلى أنه "في السابق كان الناس يربطون صداقات حميمية وعلاقات عن طريق غرف الدردشة، لكن حاليا أضاف هذا الموقع الاجتماعي أشياء أخرى، وبالتالي فيما كان يمضي هؤلاء ساعة أو أكثر في الدردشة على الشبكة العنكبوتية، باتوا الآن يقضون وقت أكثر على الفايسبوك".
وهذا ناتج، يشرح بنطالب، أن "فضول كل واحد يجعله يتصفح الموقع، ويحاول التعرف على جميع أصدقاء من يدردش معه، ما يجعله يستهلك وقت أكثر، خاصة عندما يبدأ في تسجيل حضوره".
وأكد المختص في شؤون التكنولوجيا الحديثة، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "هناك علاقة نفسية طاغية على هذا الموقع الاجتماعي"، مضيفا "ما يجعل الناس يدمنون على الفايسبوك، هو الفضول، ومحاولة إظهار المستخدم لشخصيته، وبأنه حاضر دائما في الإنترنيت، إذ يعرض صوره، ويطلع على صور الآخرين، كما أنه يكتب تعليقات ويطلع على أخرى. هذا يتطلب منه الكثير من الوقت إلى درجة أنه لا يجد الفرصة للحديث مع أي شخص".
وبخصوص سلبيات المواقع الاجتماعية، قال عبد الحق بنطالب "نحن من دعاة الخصوصية في الانترنت. إذ أنه عندما ظهرت الشبكة العنكبوتية، في نهاية التسعينات، لم تكن تستعمل، في تلك الأثناء، الأسماء والعناوين الحقيقية. وأظن أن هناك مشكلة، تتمثل في كون أن أغلب المستخدمين للمواقع الاجتماعية يكونون عازبين، إذ عندها تكون حياتهم الخصوصية عامة، لكن فيما بعد تصبح لديهم حياة شخصية، وهنا يندمون على تلك الحياة الافتراضية".
وحتى في ميدان العمل، يشرح المختص المغربي، "فعندما يتقدم شخص بسيرته الذاتية من أجل العمل، يجري البحث أولا عنه في الفايسبوك للتعرف أكثر على شخصيته، وكيف يتصرف إلى ما غيرك ذلك"، خاتما حديثه بالقول "إما نطلق الخصوصية أو نحافظ عليها، وعندما نطلقها تكون لها تأثيرات سلبية على مستقبل الأشخاص".
يشار إلى أن المغرب يحتل المرتبة الثالثة عربيا بعد مصر والسعودية من حيث عدد المنتسبين إلى شبكة الفايسبوك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف