صحة وعلوم

السر وراء عجز البعض عن التمييز بين الحقيقة والخيال

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أظهرت دراسة بحثية حديثة أن قدرة الأشخاص على التفريق بين ما يحدث في الحقيقة وبين ما يتم تخيله، قد يتم تحديدها بوجود طية في الجزء الأمامي من الدماغ، تنمو في وقت متأخر من الحمل، ولا يكون لها أي وجود لدى 27 % من الأشخاص.

أفادت تقارير صحافية بأن نتائج الدراسة التي تميزبين الخيال والحقيقةقد تكون مهمة لفهم مرض انفصام الشخصية، ذلك العَرَض الذي غالباً ما ينطوي على خلط بين الأصوات الحقيقية والمتخيلة. وأوضح الباحثون أن بنية الدماغ الرئيسية التي حددتها الدراسة، يطلق عليها "PCS"، وهي عبارة عن طية بجزء من قشرة الفص الجبهي، تلك المنطقة المسؤولة عن التخطيط والتفكير والحكم على الأشياء. وأشار الباحثون كذلك إلى أن حجم تلك الطية تختلف اختلافاً كبيراً لدى الأناس العاديين، حيث تتواجد تلك الطية لدى البعض على إحدى جانبي الدماغ، وتتواجد لدى أناس آخرين على كلا جانبي الدماغ.

وبمقارنة ذلك بحوالي ربع الأفراد الأصحاء الذين لا يوجد لديهم تلك الطية، اتضح أن 44 % من الأفراد المصابين بمرض انفصام الشخصية لا يمتلكون تلك الطية، ما يشير إلى أن نقصانها قد يلعب دوراً في تزايد احتمالات الإصابة بهذا المرض الخطير. لكن الدراسة الحديثة وجدت أنه حتى الأفراد الأسوياء الذين لا يوجد لديهم هذا الجزء (PCS )، يواجهون صعوبة في التمييز بين ما يتذكرونه وما يتخيلونه. وتوصل الباحثون لتلك النتائج الهامة بعد دراستهم التي أجروها على 35 متطوعاً سليماً. وخلص الباحثون في ختام دراستهم إلى أن الأشخاص الذين لا يوجد لديهم الجزء الذي يعرف بـ (PCS ) يظهرون أداءً أسوأ بكثير عن غيرهم من المشاركين فيما يتعلق بالقدرة على التذكر، لكنهم لم يكونوا مدركين لذكرياتهم غير الدقيقة. كما أبدوا نفس المستوى من الثقة في ذكرياتهم الحقيقية أو المتخيلة مثلهم مثل الأشخاص الذين يوجد لدهم جزء الـ ( PCS ) على جانب واحد على الأقل من أدمغتهم.

وأوضح الباحثون، بقيادة جون سيمونز من جامعة كامبريدج، أن الاختلافات كانت لافتة بشكل بارز، من منطلق أن المشاركين كانوا أفراد بالغين أسوياء لديهم خلفيات تعليمية نموذجية ولم يسبق أن سُجِّل لهم معاناة من صعوبات متعلقة بالقدرات الإدراكية. وفي الوقت الذي يفقد فيه 27 % من الأشخاص العاديين طية الـ ( PCS )، فإن نسبة قدرها 1 % فقط من الأفراد هي التي تعاني من انفصام الشخصية، وهو ما يعني بكل وضوح أن هناك عوامل أخرى تسبب الإصابة بهذا المرض.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف