حكاية مغربيات مع داء سرطان الثدي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ويبقى سرطان الثدي الأكثر انتشار بين الجنس الناعم، إذ تحتاج نصف المصابات إلى استئصال الثدي، في حين أن سرطان الرئة يحتل المرتبة الأولى بالنسبة للرجال.
ويهدد هذا الداء 3 ملايين مغربية، من اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 38 و40 سنة، إذ يمس امرأة بين كل 8 مغربيات. وأعطي، أخيرا، انطلاق المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان، الذي يهدف عرض علاجات ذات جودة على مستوى كل التراب الوطني. ويتمحور المخطط، الذي يعد ثمرة شراكة استراتيجية بين جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان وزارة الصحة، حول أربعة مجالات، وثمانية وسبعين إجراء، تهم الوقاية والكشف المبكر، والتكفل بالتشخيص والعلاج، والعلاجات المخففة للآلام.
ويعد الكشف المبكر عبر جهاز "الماموغرافي" من الوسائل التي يراهن عليها المغرب للوقوف في وجه انتشار سرطان الثدي. وبدأت النساء بكل جرأة وشجاعة التردد على المراكز من أجل إجراء الفحص عبر "الماموغرافي". هذا الاختبار الذي تسبقه حالة من القلق والخوف الشديدين، لم يحمل دائما أخبارا سارة لعدد من النساء.
فجميلة الفضل، موظفة في القطاع الخاص، واحدة منهن، إذ تغيرت حياتها رأسا على عقب، وبدأت تحس بأن الموت بات قريبا منها أكثر، بعد أن أظهرت النتائج أنها مصابة بسرطان الثدي. تقول جميلة الفضل "ارتعبت كثيرا، وانهرت نفسانيا بعد ظهور النتائج، واستسلمت للبكاء، عقب استحضاري أبنائي، ومصيرهم من بعدي".
وأضافت "رغم أن الطبيب أخبرني بأن الأمر يتطلب مني بتر الثدي المريض، وسيتوقف انتشار الداء، إلا أنني ارتبعت لكوني أجهل كل ما يتعلق بالسرطان". حاولت جميلة استرجاع قواها، وباشرت العلاج بعزم وقوة، غير أنها لم تعد إلى حياتها كما كانت بالسابق، بسبب انفصالها عن زوجها.
توضح الموظفة في القطاع الخاص قائلة "أجريت العملية، وعدت تدريجيا إلى حياتي الطبيعية، وأواظب على العلاج، كما أنني أضحيت أخصص وقت أكثر لأبنائي، عقب انفصالي بالتراضي مع زوجي"، مشيرة إلى أنها "متشبثة بالأمل، وتسعى نحو الأفضل".
سعاد طويل، معلمة، واجهت بدورها الموقف ذاته، إذ ما إن طرحنا عليها السؤال حتى استعرضت شريط حياتها بالكامل، الذي يحبل بالأحداث المحزنة.
تؤكد سعاد "منذ حوالي عشر سنوات، وأنا أعيش بثدي واحد، بعد أن استئصل الآخر، بسبب إصابته بالسرطان". وأوضحت سعاد أنها "تعايشت مع الوضع الجديد، إلا أن المرض كان وراء فقدانها شخص عزيز عليها، ألا وهي والدتها، التي أصيبت بنوبة قلبية، بعد علمها بإصابة ابنتها بالداء".
وأضافت سعاد "لم تتحمل أمي المعاناة التي كنت أعيشها، وكانت تخاف علي كثيرا، علما أنها كانت مصابة بمرض القلب". عجزت المعلمة عن إكمال القصة، عقب استسلامها للبكاء، بعد تذكرها والدتها.
أما خديجة تاج الدين، وهي ربة بيت، كان حظها أفضل، إذ أظهرت النتائج عدم إصابتها بالداء. إلا أن هذا لم يثن خديجة على إعادة الفحص كل سنتين، تقول خديجة "قيل لي بأنه كل سنتين يجب أن أجري هذا الفحص، وأنا أؤمن بأن الوقاية خير من العلاج".
وأضافت خديجة "أنا لا أخاف من الداء، لكنني أريد دائما اتخاذ الاحتياطات الضرورية"، مضيفة "لماذا التكاسل في إجراء هذا الفحص، الذي يجرى بالمجان.. فالصحة لا تقدر بثمن". يشار إلى أن 90 في المائة من الإصابات بداء سرطان الثدي في المغرب يمكن علاجها إذا اكتشفت في مراحلها الأولى.
ويرجع ذلك على كون أن المغرب يعد أول دولة إفريقية تتوفر على أسطول مهم من الأجهزة الطبية الحديثة المبتكرة في مجال علاج الداء، كما أنه توزيع كميات من الأدوية الخاص بعلاج سرطان الثدي بشكل مجاني على النساء المعوزات.