تنامي إصابة السرطان في المانيا بموازاة تطور العلاج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ومقارنة مع قبل عشرين عاما فان نصف المصابين بالامراض السرطانية يمكن شفاؤهم حاليا وكانت النسبة لا تتجاوز العشرين في المائة، وساهم في ذلك بشكل كبير الوعي الشخصي وتوفر الاجهزة المتطورة للكشف عنه في مراحله المبكرة.
مع ذلك تزداد الانتقادات في المانيا الموجهة الى مصانع العقاقير المضادة للسرطان، لانها تنتج ادوية باهظة الثمن لا يمكن لاي شخص خاصة في البلدان الفقيرة الحصول عليها، الا ان المصانع تبرر ذلك بان البحوث التي تجريها مكلفة جدا، والامر لا يتعلق بصنع مضاد حيوي من اجل مواجهة بكتيريا، فالسرطان له أسباب كثيرة ويظهر على أشكال مختلفة وهذا يجعل البحوث العلمية صعبة ومكلفة، والبحوث العلمية حول السرطان لم تكتمل بعد وهي بحاجة الى عقود طويلة.
ويقول اوتمر فيزتلر طبيب السرطانيات في هايدلبريغ لقد اصبح مرض السرطان من الامراض المزمنة، لكن عند اكتشافه مبكرا فان امل الشفاء منه يكون في الغالب كبيرا. الا ان التعاون بين معاهد البحوث العلمية ضد السرطان ومصانع انتاج العقاقير يسير بشكل منتظم، ما يجعل العمل شبه متكامل وله فعالية اكبر.
وحسب تقرير لوزارة الصحة الالمانية، ما يلفت النظر ان عدد الاصابات بالسرطان في المانيا ارتفع ما بين عامي 1980 و2008 بنسبة 20 في المائة، ما جعل العدد يزيد خلال الاعوام الخمسة الماضية ليصل الى 1،45 مليون مريض( عدد سكان المانيا 82 مليون) من بينهم 731 الف رجل بسبب النسبة العالية لسرطان البروستاتا وتصل الى الربع تقريبا و721 الف امرأة ونسبة الاصابة بسرطان الثدي كبيرة بينهن ويشكل ربع اجمالي الاصابات.
والسرطان الذي يصيب الجنسين هو سرطان ا لامعاء الغليظة وسرطان الرئة بعضهم قد يعيش اكثر من خمس سنوات بسبب الادوية التي يتناولها. ولقد وصل عدد الوفيات بسبب السرطان في المانيا عام 2009 الى 210930 ، بينما وصل العدد بسبب امراض في القلب الى 358953 شخص وبسب الاصابة بسرطان الرئة الى 29 الف.
ومقارنة مع الاصابات الجديدة بين الشباب والاطفال وكبار السن، هناك اصابة واحدة لمن دون العاشرة من العمر يقابلها من 200 الى 300 اصابة لمن فوق ال75 من العمر. لكن امراض السرطان التي من النادر ما تصيب الاولاد والشباب هو سرطان غدة البروستاتا، فقبل سن الخمسين لا يظهر هذا المرض بشكل واضح، ومن النادر اصابة رجل في سن الاربعين به، الا في حالات نادرة.
وقبل سنوات راهن الاطباء كثير على عقار بريطاني اسمه Zytostatika ثبت انه لا يقتل الخلايا السرطانية فقط بل والسليمة ايضا، لكن الباحثين البريطانيين والتعاون مع معاهد بحوث المانية تمكنوا من تطويره كي يكون غير سام، ويتم استخدامه حاليا لكن ضمن شروط معينة فقط واعطى حتى الان نتائج ايجابية. كما تم تطوير عقار Avastin الذي اتضح انه يساعد ايضا كبار السن عندما تنخفض قدرة البصر لديهم، ليضاف الى العقارين Novartis و Lucentis.
كما انتج معهد هايدلبيرغ للبحوث السرطانية علاجا يتكون من فيروسات معينة يدمر حسب قول البروفسور الالماني كرستن كلنتنكي الخلايا السرطانية ويسمى بارفوفيرس. فبعد حقن المريض بهذا الفيروسات تبدأ بعد 24 ساعة بالتكاثر وتدمير الخلايا السرطانية الخبيثة( غليوبلاستوم)، اي ان الفيروسات تتفاعل كخلايا قاتلة، وتتفاعل مع البروتيين المسمي N1، وايجابيات هذا العلاج لدى المريض المصاب بسرطان الدماغ، انه يساعد على الحد من انتشاره في مناطق اخرى من الدماغ. ويعطي العلاج كحقنة مباشرة في المكان المصاب.
وقبل بضع سنوات طرح لقاح جديد اسمه غاردازيل للوقاية من مرض سرطان عنق الرحم يعطى للفتيات والنساء من سن التاسعة وحتى العشرين لمدة اربعة اشهر، وهو يحمي من اربعة انواع من فيروسات البابيلوما. والى جانب العقاقير الكثيرة، والتي ثبت انها جيدة تتوفر اجهزة من اجل الكشف عن المرض في مراحله المبكرة وهذا مهم جدا من اجل مكافحة المرض، منها جهاز جديد تستخدمه حاليا بعض المستشفات والعيادات في المانيا يصور الثدي بالابعاد الثلاثة ويعطي صورة متكاملة عن كل نسيجه واطلق عليه اسم ultraschal-diagnostic، أي انه وبعكس الاجهزة التقليدية التي تصور عاموديا وقد لا تنقل صورة متكاملة عن الثدي.
ويساعد هذا الجهاز الطبيب في الكشف عن أي ورم لدى النساء في الثدي مهما كان صغيرا او مراحله الاولى ، خاصة اللواتي لهن انسجة ثدي سميكة، ويخفف على المريضة الالم نتيجة حشر الثدي بين لوحين شفافين عند التصوير الاشعاعي.