صحة

السرطان ثاني مرض مسبب للوفيات في الامارات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


يعد السرطان ثالث مسبب للوفيات في الإمارات بعد أمراض القلب والحوادث و يشكل الأطفال المصابين بهذا المرض نسبة 9.5٪ من مجموع حالات الإصابة بحسب دراسة أجراها المركز العربي للدراسات الجينية، وتغيب الاحصائيات الرسمية حول عدد المصابين في ظل غياب مستشفى حكومي لعلاج السرطان بينما يعد "مستشفى التوام" الخاص هو المرجع الوحيد للعلاج من هذا المرض في وقت يعمد فيه المصابون الى السعي للعلاج خارج الدولة .
*****
معاناة إنسانية عميقة يعيشها مصابو مرضى السرطان بيد ان تلك المعاناة تتفاقم في بعض الدول بسبب نقص الخبرات الطبية او الأجهزة اللازمة او قلة المراكز المعنية لا سيما في الدول العربية التي غالبا ما يعمد الاغنياء فيها وميسوري الحال الى السفر للخارج للعلاج في المستشفيات الاميركية والاوروبية في حين ينتظر المصابون الآخرون قدرهم كونهم لا يملكون ثمن علاجاتهم الباهظة التكاليف .

وفي الامارات تسعى الدولة الى علاج مواطنيها عبر ابتعاث بعض الحالات المستعصية للعلاج على نفقتها في الخارج او عبر "مستشفى التوام " الكائن في في مدينة العين التابعة اداريا لامارة ابوظبي في وقت لا توفر فيه مستشفيات الإمارات الشمالية الاخرى علاجاً للسرطان، وتوفر العلاج الكيماوي مستشفيات محدودة في دبي وأبوظبي بمقابل مالي كبير،اما المصابون بالسرطان من الجنسيات الاخرى من المقيمين في الامارات فإنهم يضطرون غالبا الى الرحيل الى بلادهم من اجل العلاج .

معاناة أخرى تضاف الى سكان الامارات الشمالية (دبي ، الشارقة ، وعجمان ، ام القيوين ، ورأس الخيمة ) المصابون الذين يضطرون الى قطع مئات الكيلومترات للوصول الى مكان علاجهم مع ندرة تضاف اليها بعض الصعوبات اثر اعلان مستشفى التوام اواسط عام 2009 بوقف العلاجات المجانية وان العلاج المجاني أصبح مقتصراً على المقيمين في أبوظبي فيما تبلغ كلفة العلاج بالاشعة حوالي 5000 درهم ومتوسط سعر الجراحة 70 الفا اي ما يقارب 20الف دولار امريكي ) كما اشترطت المستشفى على المرضى الحصول على بطاقات تأمين صحي صادرة عن شركتي "ضمان" و"ثقة " تصل قيمة اشتراك بعضها إلى 200 ألف درهم سنوياً.

إحصائيات مقلقة ... زيادة حالات العلاج الاشعاعي 43 %

في ظل غياب الاحصائيات والارقام الدقيقة عن الحالات المصابة بهذا المرض في الامارات تبقى احصائيات مستشفى التوام "الخاص" هي المرجع "الوحيد" الذي يمكن الاستناد عليه علما ان هذه الاحصائيات لا تشمل الذين يُعالجون خارج الامارات، بينما اشارت دراسة أجراها المركز العربي للدراسات الجينية، أن السرطان أصبح ثالث مسبب للوفاة في الإمارات بعد أمراض القلب والحوادث اي انه ثاني مسبب للوفاة بعد امراض القلب كون الحوادث ليست مرضا مشيرة الى الارتفاع المتنامي لاعداد المصابين على مدار الـ30 عاماً الماضية كما يشكل الأطفال المصابين بهذا المرض نسبة 9.5٪ من مجموع حالات الإصابة.

ويضم مركز مستشفى توام لعلاج الأورام أربعة أقسام، وهي علاج الأورام ، والعلاج الكيماوي ، والعلاج بالأشعة ، والعلاج التلطيفي، ويدعم هذا الفريق كل من أقسام الصيدلية، والأشعة التشخصية والتغذية السريرية، والمختبر، وبنك الدم وإدارة شؤون المرضى. وتعتبر أورام الدم الخبيثة مثل سرطان الدم والخلايا اللمفاوية من أكثر السرطان المسجلة لدى الرجال في مستشفى توام، بالإضافة إلى سرطان غدة البروستاتا وسرطان الرئـة والقصبات الهوائية.

وبالعودة الى الاحصائيات الصادرة عن مستشفى توام فقد سجل مركز السرطان 78 حالة جديدة مصابة بالسرطان في عام 2010 ليصل عدد المرضى إلى 1181 مريضاً منهم 671 امرأة و63 طفلا ، فيما بلغت نسبة الاستشفاء لجميع أنواع السرطان من الحالات البسيطة الغير المتأخرة 90%.
وتشير الاحصائيات أيضا إلى أنه في عام 2009 وصل عدد المرضى الذين زاروا عيادة الأورام بالمستشفى بلغ 13,981 مريضا ، بالإضافة إلى 1,542 حالة إدخال لعنابر الأورام الثلاثة فيما سجل 1,324 حالة جديدة ، وتم تشخيص 1,103 حالات جديدة بالسرطان ، فيما بلغ إجمالي عدد حالات الأورام في عام 2010 بمستشفى توام 1181 حالة مسجلة. ووصلت نسبة الزيادة في عدد الحالات المسجلة بالمستشفى منذ عام 2007 وحتى عام 2009 إلى 35% في سرطانات الدم، و 30% في حالات السرطان ، و 55% الحالات التلطيفية كما أنه هناك زيادة في طعدد الحالات التي عولجت بالعلاج الإشعاعي بنسة 43%. و
بلغ إجمالي الحالات الجديدة المسجلة في عام 2008، ما يقارب 1,221 حالة ، في حين بلغ عدد الحالات الجديدة المسجلة في 2009 ما يقارب 1,324 حالة.

معاناة إنسانية مؤلمة .. وغياب مستشفى حكومي لعلاج مرضى السرطان

"إيلاف" رصدت بعض حالات المصابين في الدولة واطلعت على احوالهم حيث تجنب بعض المصابين الحديث لحساسية الموقف تقول "أم سعيد محمد " ان المستشفى التابعة لوزارة الصحة في الامارة التي تعيش فيها قد أحالتها بكتاب خطي الى "مستشفى التوام " للعلاج من سرطان في الكبد غير الاجراءات كانت صعبة للغاية حيث طلبت منها ادارة المستشفى بطاقة تأمين معينة في وقت لا تملك فيه ثمن العلاج على نفقتها الامر الذي دفع بإبنها الى اجراء اتصالات بالمعنيين من اجل تحصيل "فرصة ابتعاث لها للعلاج في الخارج مؤكدة انها تنتظر ذلك في القريب "

ام سعيد أشارت الى انها تضطر الى ان تقطع مسافة 350 كيلومتر بشكل متكرر اسبوعيا للوصول الى المستشفى من اجل متابعة جلسات الاشعة والعلاج الكيماوي في ظل غياب مستشفى في الاماراة التي تعيش فيه .

محمد علي رجل ستيني مصاب بسرطان البروستات بدا متذمرا ومتسائلا في الوقت عينه :" هل هذا المستشفى (التوام) خاصٌ ام حكومي؟ " مجيبا نفسه "لاندري الوزارة تغطي نفقات العلاج للمواطنين اما الوافدين فعلى حسابهم فالمستشفى خاص ولكن الوزارة متعاقدة معه" مؤكدا ان الفقير لا معين له لا سيما ان كان وافدا لذلك فإنه سيسعى للسفر والعلاج على نفقة احد المحسنين .

نوال حسن مقيمة في الامارات وتعمل كمديرة في احدى الشركات منذ25 عاما كانت تحمل طفلتها المصابة بورم في الرأس اشارت لنا انها تعالج ابنتها على نفقتها وهي الان بصدد انهاء اوضاعها المهنية للعودة الى بلدها لانها لن تتمكن من الاستمرار في دفع نفقات باهظة تستهلك مجمل راتبها وراتب وزوجها في جلسة علاج واحدة متحسرة الى ان "الامارات لا تتكفل بعلاج المقيمين على اراضيها مهما طالت فترة اقامتهم " .
الجدير ذكره ان شركات التأمين ترفض شمول مرضى السرطان بخدماتها، وفي حال الموافقة الاستثنائية لبعض الحالات فقد تبلغ قيمة السنوي قرابة 100 ألف درهم سنوياً اي ما يقارب 28 الف دولار .

مبادرات مجتمعية داعمة

وتتخذ زوجات بعض حكام الامارات مبادرات فردية لعلاج بعض الحالات على حسابهن الخاص او عبردعم بعض الفعاليات التوعوية بمرض السرطان حيث أعلنت زوجة حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي الاسبوع الماضي عن تفاصيل الحدث الخيري الجديد الذي تنظمه جمعية أصدقاء مرضى السرطان عن انطلاق "القافلة الوردية" التي ستقودها فارسات على ظهور الخيل يجبن إمارات الدولة السبع انطلاقاً من الشارقة حتى أبوظبي منتصف ابريل المقبل .

مشيرة الى ان هذا الحدث يهدف الى تحقيق أربع غايات أولها جمع التبرعات من اجل شراء آلة تصوير تعمل بالرنيم المغناطيسي وهو احدث جهاز تم ابتكاره من اجل المسح الشامل والكشف عن وجود سرطان ليس في منطقة الثدي بل الصدر كامل حيث تبلغ تكلفة الجهاز تصل إلى ‬12 مليون درهم،مشيرة إلى أن أهداف الحملة تتمثل أيضا في إنشاء سجل لمرضى السرطان حيث لا توجد أي إحصائية دقيقة لاعدادهم على مستوى الدولة وأنواع السرطانات وأكثرها انتشارا رغم كثرتهم، إضافة إلى نشر الوعي بمرض السرطان حيث سيتبع الحملة فحوصات وراثية شاملة مجانية.

وأكدت أن فكرة إنشاء مركز أو مستشفى لمرضى السرطان مطروحة منذ مدة لكنها تحتاج إلى كوادر متخصصة ومتميزة إلى جانب التكلفة المادية العالية للإنشاء، مشيرة إلى أن الشارقة تحتاج إلى المزيد من الاهتمام من وزارة الصحة حيث تعاني من نقص المعدات والكوادر في مستشفى القاسمي إضافة إلى زيادة أدوات الإسعاف الأولية في غرف العمليات، مطالبة المسؤولين في الوزارة برفع مستوى الخدمة الصحية المقدمة للمرضى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف