جين السعادة في نسختين يرثهما المرء من الوالدين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اكتشف فريق من العلماء وجود رابطة وراثية بالسعادة تتفاوت من خلالها نسبة السعادة من شخص الى آخر . ______________________________________________________________
وتشكل الدراسة خطوة أولى نحو معرفة السبب في ان بعض الأشخاص يبدون اكثر سعادة بالفطرة من آخرين. ونقلت صحيفة الغارديان عن الباحث في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية جان ايمانويل دي نيفي ان الدراسة تزيد معرفة العلماء بالآليات البيولوجية التي تؤثر في القناعة بالحياة. وإذا كان المرء يشعر بالغم فان هذا يعني ان تكوينه البيولوجي يقوله له ان حياته ليست وردية كما يطمح.
ويمكن للتوسع في فهم جينات السعادة ان يتيح للوالدين في المستقبل ان ينجبا طفلا سيكون أسعد بحياته.
ولكن السعادة لا تتأثر بالتكوين الوراثي إلا جزئيا. وتشير دراسات أُجريت على توائم الى ان الجينات مسؤولة عن ثلث الى نصف التفاوت في درجة السعادة بين الأفراد. ولا يُعرف حتى الآن عدد الجينات التي تحدد شعور الفرد بالحبور والبهجة.
ودرس الباحث دي نيفي التكوين الوراثي لعينة مؤلفة من 2574 شخصا يمثلون عموم السكان مع ملفات تاريخهم الصحي ونتائج استبيانات تتضمن إجابات عن سؤال طُرح على المشاركين في أوائل العشرينات من العمر عن شعورهم بالرضا على حياتهم. وكانت الاجابات عن السؤال تتدرج من الرضا البالغ مرورا بالرضا الى إجابة الشخص بأنه ليس راضيا ولا مستاء.
وقال نحو 40 في المئة أنهم راضون جدا على حياتهم وكان 35.4 في المئة من هؤلاء يحملون النسخ الطويلة من جين السعادة مقابل 19.1 في المئة من اصحاب النسخ القصيرة. وكان لدى 26.2 في المئة من المستائين من حياتهم نسختان طويلتان من الجين مقابل 20 في المئة يحملون النسخ القصيرة. ويشير هذا الى زيادة تمثيل اصحاب النسخ الطويلة من الجين بين السعداء.
ولكن الباحث دي نيفي دعا الى الحذر في التعامل مع هذه النتائج وشدد على ان وراثة نسختين قصيرتين من الجين لا تحكم على حاملهما بحياة من التعاسة مثلما ان امتلاكه نسختين طويلتين من الجين لا يضمن له حصانة ضد التعاسة والحزن. وقال دي نيفي ان لهذا الجين تأثيرا مهما ولكن لا يمكن القول انه سبب الشعور بالسعادة. فالسعادة ظاهرة شديدة التعقيد والخبرات التي يعيشها المرء طيلة حياته ستبقى العامل الأشد تأثيرا.