الرعب يجتاح المانيا بسبب بكتيريا القولون

بدأت المخاوف في ألمانيا تأخذ طابعاً جدياً بعد ارتفاع عدد الحالات المصابة ببكتيريا القولون (EHEC) ، حيث افادت تقارير صحية ألمانية ان عدد الحالات المصابة ارتفع حتي مساء الأمس الى 900 حالة ، رغم ان عدد الوفيات بسبب هذه البكتيريا لم يزيد علي اربعة اشخاص حتى الأن من بينهم سيدة مسنة، إلا ان المخاوف من تفاقم المشكلة وتزايد اعداد المصابين باتت تقلق الجميع خاصة وان الاصابة بهذا النوع من البكتريا لاتفلح مقاومته بالمضادات الحيوية ويبقي نشاطه فعالاً ومؤثراً حتى ينتهي بالوفاة.

ولايعرف حتى الأن سبباً واضحاً عن كيفية انتقال هذا النوع من البكتيريا الي امعاء الانسان ، غير ان الخبراء يحذرون من الإهمال في النظافة ويؤكدون على الإهتمام بغسيل الخضروات والفواكه بالماء بشكل جيد بل وصل بهم الأمر الان الى المطالبة بتجنب اكل الخيار والطماطم وكل انواع السلاطات المكونة من الخضار في الوقت الحالي.

والمتحدث باسم مكتب صحة وسلامة الغذاء في ولاية بافاريا الجنوبية في المانيا وجود حالتين مشتبه فيهم، مع التوقع بالإستمرار في تزايد عدد الحالات المصابة.

ويقول "اورلش بيرجر " مساعد مدير المكتب الصحي في مدينة "بيروث" التي يعتقد ان بداية االمرض قد ظهرت فيها ـ ان التحاليل المعملية للحالات المشتبه فيها قد ارسلت الى المعمل ومن المنتظر ان نحصل علي النتيجة بعد وقت لانها تستغرق 36 ساعة حتي يتم التاكد من النتيجة ، وعند ذلك سنكتب تقريرا عن ذلك لكن اجد ان الوقت مازال مبكرا لذلك حتى الان .
من ناحية اخرى يرى طبيب الكلي المتخصص البروفوسير "هارلد روبريخت" ان الاشتباه في الاصابة بدا في بيروث مع انه لم يتم التاكد بعد من تلك الحقيقة ، فهناك حتي الان سيدتان في المستشفي ، اصيبتا بقصور شديد في وظائف الكلي ، واذا لم تحدث مضاعفات فإن مرحلة الخطر يمكن ان تمر بسلام ويضيف قائلاً ان هذا النوع من البكتريا يفرز سموماً تتسبب في تدمير الخلايا الدموية التي تسبب فقر الدم وهو يؤدي بدوره الي الفشل الكلوي بالنظرالي قصور وظائف الكلي نتيجة ترسب الخلايا التالفة في الأوعية الدموية للكلي .

وزارة الصحة الألمانية أكدت أن اكثر من 300 حالة تتلقي العلاج بالفعل الأن في المستشفيات المتفرقة في أنحاء المانيا ،والغريب ان المضادات الحيوية لا تستخدم في العلاج غير ان عدم التشخيص السليم كما حدث في حالات اشتباه في مستشفيات محلية تم الخلط فيها بين البكتيريا المعوية والبكتيريا الخطيرة EHEC قد يسبب اضراراً صحية بالغة السوء للمرضي.

ان اعراض الإصابة بالمرض تبدأ بإسهال معوي حاد ونزيف ، ثم التهاب القولون ، وقد تتدرج الإصابة من إسهال خفيف غير مدمى إلى براز مدمى مع فقر في كريات الدم البيضاء ، وفي حالة تفاقم الأعراض تتضاعف أعراضها بظهور نزيف دموي ، وتكسر الصفائح الدموية . تتراوح فترة الحضانة بين ثلاثة أيام وثمانية بعد تناول كمية قليلة من الطعام الملوث بها، والأطفال دون الخامسة أكثر تعرضاً للإصابة ، حيث تظهر الأعراض في شكل اسهال دموي مما يجعل المريض يدخل علي الفور الي العناية المركزة بسبب مخاطر الفشل الكلوي الذي قد ينهي الحياة.

يحذر " جيرارد كراوس " من الاهمال في النظافة ويقول من المهم جداً غسيل الخضروات والفواكه لا سيما الطماطم والخيار والسلاطات ، كذلك يجب الإعتناء بنظافة ادوات المائدة والسكاكين خاصة التي تستخدم في تقطيع اللحم النيئ حيث يقول الأطباء ان هذه البكتيريا تعيش في امعاء الحيوانات وهي تساهم في عملية الهضم غير انها ليست ضارة بالحيوان لكنها في ذات الوقت ضارة بالأنسان وهي تصل من امعاء الأبقار الي الإنسان عن طريق السماد حيث تنتقل الي الخضروات أو عن طريق ألبان الأبقار رغم عدم وجود دليل قاطع حتي الأن الي ان الألبان هي مصدر للعدوي بهذه البكتريا ، ورغم ذلك فإن طهي اللحوم وغلي الألبان حتي 70 درجة في مدة 10 دقائق تصبح فترة كافية لقتل هذه البكتيريا .

تشير الإحصائيات الطبية العالمية الي انه يموت سنويا في جميع انحاء العالم حوالي 500000 طفل من المصبيين بالعدوي من انواع مختلفة من البكتيريا ، 85 منهم من البلدان النامية وغالبا ما تكون الإصابة بسبب الاغذية الملوثة اضافة الي الماء الملوث ومع وجود هذا النوع الجديد من الإصابة بالبكتيريا فإنه من المرجح ان يزيد عدد المصابينبهذا المرض.