صحة

أميركا اللاتينية سجلت قفزة لناحية حظر التدخين رغم تفاوت الالتزام

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


على الرغم من الأضرار الخطيرة التي يسببها التدخين نرى ان جزء من بلدان أميركا الجنوبية لم تقر منعه في الاماكن المغلقة فيما تمسكت أخرى بالمنع حتى ان بعضها يفرض غرامة مالية لمن يخالف ان في دور السينما او المباني الحكومية او الشركات الكبيرة.

فعلى سبيل المثال يمنع في الارجنتين التدخين تماما تحت طائلة الغرامة في المواصلات العامة والمؤسسات الحكومية وفي أماكن العمل. وأجبرت الحكومة في الارجنتين عام 2006 أصحاب المطاعم والمقاهي والبارات على تخصيص أماكن للمدخنين اذا كانت المساحة اكثر من مائة متر مربع بحجة ان رواده كثر.

مع ذلك فان هذا القرار ليس على صعيد كل الارجنتين، ففي المدن الصغيرة لم يسمع احد بقانون منع التدخين أبدا. ونفس الامر ينطبق تقريبا على البرازيل التي أقرت عام 2009 تخصيص أماكن خاصة في المطاعم للمدخين. والمشكلة ان قلة من الناس خاصة في المدن الكبيرة تحترم هذه القوانين لان الغرامات قلما تدفع او انها تدفع لان المدخن لا يريد التنازل عن متعة التدخين مع فنجان قهوة حسب نتائج استطلاع للرأي.

ومنذ العام الماضي فقط منعت تشيلي التدخين في المؤسسات الحكومية والمدارس والمستشفيات والمحلات التجارية الكبيرة والمطارات والحافلات ومترو الانفاق، وفرضت على المطاعم التي تتعدى مساحتها المائة متر مربع تخصيص مكان للمدخنين، بينما تركت الخيار للمطاعم الصغيرة بين منع التدخين او السماح به لديها كما هو الحال مع النوادي والمراقص.

وعممت كولومبيا منذ مطلع عام 2009 منع التدخين في المكاتب الحكومية والبرلمان، وكانت الاولى التي حظرت الدعايات للدخان ومنعت تبرعات مصانع الدخان الى اي مؤسسة خيرية. وحظرت كتابة عبارة نوع خفيف او متوسط للسجائر كي لا تدفع المواطن الى القناعة بأن مضار الدخان له درجات، كما فرضت غرامات مالية عالية على كل محل تجاري يبيع السجائر الى من دون السن القانوني.

ولم تكتف البيرو بمنع التدخين في المكاتب الحكومية والمواصلات العامة والمطاعم بل في أي مكان مغلق مثل الممرات في المباني السكنية، وهذا ما تتطبقه الاوروغواي أيضا. ومع ان كوبا مشهورة بالسيجار لكن الحكومة اصدرت قوانين صارمة لمنع التدخين في الاماكن العامة والعمل والمواصلات والمطاعم والمسارح والتاكسي وفي كل أنواع مطاعم الوجبات السريعة او غيرها. كما خصصت لجانا لمراقبة التدخين في المدارس وبيع السجاير لمن دون سن الـ 16، وتعمل دوريات بشكل منتظم من أجل شرح مخاطرالتدخين للشبيبة مع عرض صور لأشخاص اصيبوا بأمراض خطيرة نتيجة التدخين كما تكثف من حصص الرياضة في المدارس

وقررت المكسيك قبل عامين فقط حظر التدخين في الأماكن العامة والمدارس والمطاعم والمباني الكبيرة والمكاتب في المدن الكبيرة وبالاخص مكسيكو سيتي مع فرض غرامات عالية تصل الى 300 دولار لكل مخالف، والهدف من وراء ذلك حسب قول وزارة الصحة هو تخفيض نسبة الغازات التي تسببها السيارات والانسان ايضا، اي انها اعتبرت الدخان المتصاعد من السيجارة يلحق الضرر بالبيئة، بعد ان اصبحت هذه المدينة من المدن الأكثر تلوثا بالغازات السامة. وعلى أصحاب المطاعم والمحلات الذين لا يلتزمون بالقانون ومن يخالفون عدة مرات ان يأخذوا في الحسبان ان القانون يعتبر عملهم مخالف مع عقوبة بالسجن حتى 36 ساعة.

وتشير تقارير للكثير من المعاهد الصحية بان نسبة الاصابة بسرطان الرئة في بلدان أميركا الجنوبية تشهد ارتفاعا ملحوظا، كذلك في صفوف الذين لا يدخنون لكنهم يسكنون مع مدخنين او يجاورونهم، والنسبة الاكبر سجلت لمن يعمل في المطاعم والمقاهي والاماكن العامة. فحسب تقرير معهد الصحة العامة واضرار التدخين في العاصمة البرازيلية فان هؤلاء يواجهون مخاطر الاصابة بسرطان الرئة، كما المدخنين ، وتضاعف في البرازيل عددهم ليصل الى اكثر من 5000 حالة العام الماضي معظمهم ما دون الـ 40 من العمر.

فيما أشار معهد البحوث السرطانية في نيو مكسيكو الى ان تأثير التدخين على الأطفال كبير جدا، ولا ينفع ان يمتنع الأهل عنه بحضورهم لأن الهواء في المنزل سوف يبقى مشبعا بالنيكوتين والقطران، ولا يفيد فتح النوافذ أو الأبواب. ولقد سجلت في نيو مكسيكو لوحدها إصابة 191 طفلا في الأعمار ما بين الـ 5 والـ 14 بمرض السرطان في الرئة والكبد والعظام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف