المدخنّات في الجزائر: انتشار يهدد الخصوبة ويسبب سرطانات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تشير بيانات رسمية إلى أنّ نسبة التدخين عند العنصر النسوي من جميع الفئات العمرية في الجزائر، تصل إلى نسبة 6 بالمائة، بيد أنّ مراجع محلية ترى أنّ النسبة الحقيقية تتعدّى ذلك بكثير، خصوصا مع طابع التكتم والسرية الذي تلتزم به بنات حواء في ممارستهنّ للتدخين، ومع ذلك يبقى نطاق المدخنات محدودا إذا ما قورن بنسبة التدخين العالية بين الرجال.
وصار عاديا جدا تخصيص صالونات الشاي في الجزائر العاصمة على سبيل المثال لا الحصر، فضاءات مخصصة للمدخنات، وغالبيتهنّ من الحديثات السن، وبشكل خاص المراهقات.
وتقول المختصة فريدة اسكندر أنّ التدخين يؤثر على صحة المرأة أكثر من الرجل بحكم الطبيعة الهرمونية للأنثى، ومن ثمّ فهذه العادة السيئة تؤثر على الحمل والجنين ناهيك عن إنتاجها مختلف أنواع السرطانات.
وتسجل اسكندر استنادا إلى تحقيق ميداني، أنّ الإناث التي تتراوح أعمارهنّ بين 15 و24 سنة، هنّ الأكثر استهلاكا للسجائر بين النساء، إذ يشكلّن 12 بالمائة من مجموع المدخنّات.
وتوصلت الدراسة ذاتها إلى أنّ الفتيات اللواتي شرعنّ في التدخين بصفة عامة في سن الخامسة عشر، وتبلغنّ الأوجّ عند ملامستهنّ العشرين بمواظبتهنّ على التدخين يوميا، علما أنّ نصف المدخنّات يتحولنّ إلى مدمنات في سن التاسعة عشر.
ويركّز الطبيب كمال ريدوح على أنّ التدخين يكاد يكون مصدرا أساسيا لأنواع متعددة من السرطانات لا سيما الحنجرة والرئة، فضلا عن السكتات القلبية والعجز التنفسي تبعا للإصابة بانسداد القصبات الهوائية المزمنة التي تعانيه نصف المدخنات.
كما يلفت ريدوح إلى تسبّب التدخين كذلك في الاصابة بانسداد شرايين القلب خصوصا عند المسنّات، وهو محذور أصبح ينتشر لدى فئة السيدات التي تناهز أعمارهنّ الـ40 سنة، وقد يؤدي انسداد الشرايين إلى الموت المبكر.
ويتقاطع كل من ريدوح واسكندر في التداعيات السلبية للتدخين على شريحة الحوامل، حيث أثبتت تجارب علمية وما أثبتته وقائع الميدان أنّ المدخنات الحوامل يواجهنّ تعقيدات بالجملة، ويتسببنّ بعديد الاضطرابات لأجنتهنّ، ويحيل أطباء على كون مادة النيكوتين تؤثر أكثر على مخ الشابة أكثر من السيدة المتقدمة في السن.
بهذا الشأن، يعدّد فريد أوزيري وأمين عياش مختلف مضاعفات التدخين لدى الحوامل، إذ يتزايد خطر الاجهاض والحمل خارج الرحم، مثلما يتسبب في اصابة الأجنة وتأثرها بغاز الكاربون والنيكوتين من خلال الأمهات المدخنات، فضلا عن ارتفاع احتمالات ولادة الرُضّع قبل الآوان وإصابتهم بتأخيرات في النمو.
ويرى عموم الأطباء إمكانية إقلاع النساء عن هذه الآفة، مسألة سهلة، ويربط هؤلاء التخلي عن هذه العادة الغير صحية باكتساب وعي بأضرار التدخين الذي يقود إلى خمسة وعشرين مرضا يصيب الجسم من الرأس حتى القدمين بينها التهاب شبكية العين وشيخوخة البشرة وفقدان حاسة السمع وهشاشة العظام وتسوس الأسنان وانسداد القصبات الهوائية وأمراض القلب وقرحة المعدة وغيرها.