صحة

سويسرا تتسامح مع المدخنين ولا غرامة للمخالفين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لم تفرض السلطات الصحية السويسرية، بعد، عقوبات أم غرامات قاسية على المدخنين المتواجدين في الأماكن العامة.

_________________________________________________________

لو قمنا بجولة في قلب المطاعم والفنادق والبارات وأماكن المواعدة، في العاصمة برن، لرأينا سياسة تسامحية مع المدخنين. في مطلق الأحوال، يوجد قسم مخصص للمدخنين وآخر لغير المدخنين حتى داخل القطارات. وفي حال سجل "خرقاً" في هذه القوانين فان المخالف، على عكس أميركا، لا يتعرض لأي مخالفة مالية انما لدعوة الى التقيد بالقانون. عادة، يتعايش المدخنون مع غير المدخنين بسلام، هنا، حتى في خلال تواجدهم سوية في الأماكن العامة.

من جانبها، تعترف الأوساط الطبية أن عدد المدخنين، في سويسرا، في ارتفاع متواصل سنة تلو الأخرى. ويلاحظ الأطباء زيادة عدد المدخنين، أيضاً، لدى الجاليات الأجنبية المقيمة هنا. بيد أن المدخنين ما دون 18 عاماً يقعون في "ورطة" حقيقية. اذ ان محاولة تخلصهم من السيجارة، اذا ما كانوا مدمنين عليها بالفعل، يواكبها نوبات(ناجمة عن الانقطاع عن التدخين) أقوى مما يختبره المدخنون البالغون أم المسنون. انما يوجد عامل يجمع جميع الفئات العمرية للمدخنين، تحت سقف واحد، هو ضيق التنفس واللهث الناجم عن ممارسة أبسط أنواع الرياضة أم صعوبة صعود السلالم. في النهاية، يعي المدخن الى ضرورة هجرة السيجارة لكن الارادة تلعب دوراً في تقبل هذه الهجرة أم لا.

ولا شك في أن التدخين مسؤول عن الاصابة بنحو 25 من الأمراض الجدية، من السكتة القلبية الى الاصابة بسرطان الرئة. لا بل ان 30 في المئة من الحالات السرطانية، وفق الاحصائيات الطبية المحلية، تتحدث عن علاقة مباشرة بالتدخين أم التدخين السلبي. على صعيد التحركات السويسرية، فانها ترمي، اليوم، الى تعزيز عدد المراكز الصحية التي تساعد المدخنين على التخلص من إدمانهم على السيجارة. في الوقت الحاضر، تتوزع هذه المراكز على كافة الكانتونات الفيدرالية، ويبلغ عددها الاجمالي نحو 800 مركزاً يعمل مسؤولوه، كذلك، على توزيع الأدوية مجاناً على المدخنين.

علاوة على ذلك، تتبنى سويسرا ثلاث طرق علمية لمساعدة المدخنين في التوقف عن الادمان. اذ يوجد العلاج بالنيكوتين البديل، حيث يصف الطبيب للمدخن علاجاً يعتمد على العلكة واللاصقات والرذاذ الذي يعطي المدخن جرعة "مبرمجة" من النيكوتين يتم تخفيفها، تدريجياً. ما يساعد المدخن في مواجهة نوبة انقطاعه عن التدخين بصورة أفضل. وثمة أدوية غير نيكوتينية، كما "بوبروبريون" و"فارينيكلين"، تتفاعل مع باقة من الآليات الدماغية. ما يخفف من رغبة المدخن في التدخين ويقلص عوارض التوقف عن التدخين. أما العلاج الثالث، فهو يعتمد على الدعم النفسي، من قبل الطبيب المختص أم الأسرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف