العامل النفسي يبطل فاعلية الغذاء الصحي

تشير دراسة جديدة الى ان المعدة ترسل إشارة تعلن فيها عن الاحساس بالجوع عند تناول وجبة صحية حتى لو كانت مرتفعة بالنسبة للسعرات الحرارية.

_________________________________________________________

إن مشكلة الغذاء الصحي انه يعد في الغالب غير مستساغ. وتشير دراسة جديدة الى ان المعدة ترسل إشارة تعلن عدم الاحساس بالشبع بعد تناول "غذاء صحي" بصرف النظر عن حقيقة ما استُهلك من دهون وسعرات حرارية. وعلى النقيض من ذلك فان الأغذية التي تُعتبر لذيذة لكنها ضارة تستحدث إحساسا أكبر بالامتلاء والشبع حتى إذا كانت في الواقع تحوي سعرات حرارية أقل.
وأجرى فريق من علماء النفس في جامعة ييل الاميركية دراستهم على 46 متطوعا قيل لهم ان الباحثين يختبرون رد فعل الجسم على خلطتين من الحليب المحلى بالنكهات أو الميلك شيك ، كل خلطة منهما تختلف عن الأخرى في قيمتها الغذائية. وكانت الخلطتان في الواقع واحدة لا فرق بينهما. ولكن إحداهما وصفت بكونها عالية الدسم وتحوي 620 سعرة والأخرى قليلة الدسم لا تحوي إلا 140 سعرة.

وطُلب من المشاركين ان يجربوا خلطتي الميلك شيك بفاصل أسبوع بين تذوق الخلطة الأولى والثانية لكي تتعذر المقارنة المباشرة بين التجربتين.

وأظهرت التحاليل ان مستوى هورمون غريلين الذي يرتفع استجابة للشعور بالجوع وينخفض عند الشبع ، هبط بسرعة حين ظن المشاركون انهم يتناولون الحليب المحلى الدسم. وعندما ظنوا انهم يشربون الحليب المحلى قليل الدسم ظل مستوى الهورمون ثابتا. ويعني هذا ان الجسم لم يرسل إشارة الشبع الصحيحة بعد تناول الحليب المحلى.

ويقول العلماء ان نتيجة البحث قد تفسر فشل الحمية الغذائية في كثير من الأحيان. فحين يعتقد المرء انه سيُحرم من الاستمتاع بالأكل لتناوله غذاء يحوي سعرات أقل ، ترسل المعدة إشارة تجعله يشعر بأنه ما زال جائعا أو أقل إحساسا بالشبع.
ويشكل هذا مأزقا لشركات الأغذية. فان وصف منتجاتها بالغذاء الصحي قد يدفع المستهلك الى عدم الاحساس بالشبع. والسؤال هو كيف تقول هذه الشركات للمستهلك ان منتوجها يحوي سعرات أقل دون ان تستثير فيه هذا الاحساس بعدم الشبع.