صحة

بكتيريا الإي كولاي .. لغز يسعى العلماء إلى فك طلاسمه

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد الأضرار البالغة التي لحقت بالقطاع الزراعي في أسبانيا، عقب تأكيد السلطات الألمانية أن الخيار الاسباني قد يكون المصدر المحتمل لتفشي بكتيريا إي كولاي، عاودت السلطات في ألمانيا قبل بضعة أيام لتلقي باللوم على براعم الفاصوليا المحلية، وخاصة محصول إحدى المزارع العضوية في قرية بونينبوتيل، التي تقع على بعد سبعين كيلو متراً جنوب هامبورغ، على اعتبار أنها مصدر تفشي تلك البكتيريا القاتلة.

لكن وزارة الزراعة في ولاية ساكسونيا السفلى، التي تتبع لها قرية بونينبوتيل، أعلنت في اليوم التالي أن الاختبارات أظهرت سلبية 23 عينة من 40 تم التحصل عليها من المزرعة بالنسبة إلى سلالة EHEC O104:H4 الفتاكة الخاصة ببكتيريا إي كولاي، التي أدت إلى وفاة 21 حالة حتى الآن.

وأوردت مجلة التايم الأميركية في هذا السياق عن رينهارد بيرغر، رئيس معهد روبرت كوخ، وهو الوكالة الفيدرالية الألمانية المسؤولة عن مكافحة المرض، قوله: "لا يمكننا أن نبرئ براعم الفاصوليا الآن".

وقال غيرت ليندمان، وزير الزراعة في ولاية ساكسونيا السفلى، إن تسليمات محصول المزرعة من براعم الفاصوليا قد تم ربطها (إما بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق الموزعين) بالمطاعم في ولايته، وكذلك في ولاية شليسفيغ هولشتاين وغيرها من المناطق التي مَرِض بها الناس. وفي اليوم نفسه،الذي أعلن فيه عن نتائج الاختبار، قرر المسؤولون أخذ عينات أخرى لبذور براعم الفاصوليا من المزرعة - بعضها تم استيراده من آسيا - لإخضاعها للتحليل بصورة أكثر تعمقاً.

وبعدما تبين إصابة أحد الموظفين في المزرعة بتلك السلالة المميتة، نقلت المجلة عن غيرت هانه، متحدث باسم وزارة الزراعة في ساكسونيا السفلى، قوله "هناك روابط كثيرة ملموسة بين المزارع والمطاعم والمقاصف في أنحاء ألمانيا كافة، حيث أصبح الناس هناك مصابين ببكتيريا EHEC". وقام مفتشو الأمن الغذائي الذين زاروا الموقع خلال عطلة نهاية الأسبوع بتفقد سجلات الشركة الخاصة بالتسليمات.

وفي حديثه مع المجلة، عاود هانه ليقول "تواجهنا تحديات كبيرة لحل اللغز الخاص بهذا التفشي البكتيري، وكأنها قضية تحتاج جهود المحقق شرلوك هولمز. ونحن بحاجة للاطلاع على حقائق مختلفة، والتحقيق في كثير من الآثار المختلفة. وما نعكف على فك طلاسمه الآن أشبه بالشبكة المعقدة. فلا يوجد خط واضح للاستفسار".

لكن يبدو أن هناك ثمة شيء يربط المزرعة بالمطعم الذي أصيب فيه الزبائن بالمرض في نهاية المطاف. وقال مسؤولون في مدينة لوبيك الشمالية إن 17 شخصاً أصبحوا مصابين ببكتيريا EHEC في مطعم Kartoffel-Keller.

وتبين أن هذا المطعم يحصل على براعم الفاصوليا من موزع يتسلم ما يحتاجه من تلك البراعم من المزرعة العضوية الموجودة في بونينبوتيل. وتشتبه السلطات الألمانية في أن بكتيريا EHEC قد دخلت المياه في برميل يستخدم في إنماء براعم الفاصوليا.

أما درجة حرارة البخار (التي تقدر بـ 38 درجة سيليزية) وتستخدم في إنماء البراعم، فتعتبر أيضاً نموذجية بالنسبة إلى البكتيريا كي تنمو وتزدهر. وأوضح مسؤولون أن البكتيريا ربما أتت أيضاً من بذور، تم استيراد بعضها من الخارج، وتحديداً آسيا.

وسبق لكلاوس فيربيك، المدير العام لمزرعة "جيرتنرهوف بيننبوتل" أن أكد لصحيفة نويه أوزنابروكر تسايتونج، أن مزرعته لا تستخدم المخصبات لإنتاج براعم الفاصوليا، ونفى أن يكون للحيوانات وجود هناك. وتابع "لا أفهم كيف أربط بين ما يتردد من اتهامات وما يحدث هنا من عمليات. فالبراعم تنمو من البذور والمياه، ولا يخصبوا مطلقاً. ولا يتم أيضاً استخدام مخصبات حيوانية في مناطق أخرى من المزرعة".

بكتيريا أي كولاي ناجمة من "بذور نابتة" نيئة

أعلن مدير المعهد الفدرالي الالماني للمراقبة الصحية راينهارد بورغر الجمعة ان الاصابة ببكتيريا اي-كولاي المسببة لاسهالات قاتلة، والتي ادت الى وفاة 30 شخصًا في اوروبا، ناجمة من بذور نابتة نيئة.

وصرح المسؤول الالماني بذلك خلال مؤتمر صحافي في برلين شارك فيه ممثلون عن ثلاثة معاهد صحية فدرالية تراقب الازمة المتعلقة بالبكتيريا.

وقال المسؤول، الذي يدير معهد روبرت كوخ، ان التحاليل اظهرت ان "فرص الاصابة بالاسهال النزفي وباعراض اخرى من عدوى البكتيريا اي-كولاي كانت تسعة اضعاف لدى الذين تناولوا تلك البذور عمن لم يتناولوها".

واشار المسؤولون الصحيون الى تحاليل "عديدة" جرى بعضها ميدانيًا، وبعضها الاخر على منتجات من منشأة غارتنرهوف في بينينبوتل الزراعية في شمال المانيا، ولم تثبت بشكل جازم وجود البكتيريا، غير ان "الاشارات المتعاقبة مهمة الى درجة" تسمح بتحديد مصدر العدوى.

وجمع المؤتمر الصحافي معهد روبرت كوخ والهيئة الفدرالية الالمانية لحماية المستهلك والصحة، والمعهد الفدرالي لتقويم المخاطر.

واعلنت تلك الجهات الصحية رسميًا رفع التحذير الذي صدر في نهاية ايار/مايو من تناول الخيار والطماطم وخضر نيئة اخرى، وكبد القطاع الزراعي الاوروبي خسائر بمئات الملايين من جراء المخاوف من انتشار تلك البكتيريا.

وقال احد المسؤولين ان "المعاهد الصحية الثلاثة تجمع على انه لم يعد هناك داع للابقاء على التحذير" من استهلاك تلك الخضر.

كما تابع المسؤولون الصحيون القول انه يبدو ان "مصدر العدوى لم يعد نشيطًا"، وان "اعداد حالات الاصابة الجديدة آخذة في التراجع".

وردًا على سؤال حول مدى تأكد السلطات بنسبة مائة بالمائة من عدم وجود مصدر اخرى للعدوى بخلاف البذور النابتة، قال بورغر "ليس من دليل جدي اخر سوى ما يشير الى البذور النابتة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف