فلسطين تشهد نقلة نوعية طبية في استخدام المناظير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
شهدت الأراضي الفلسطينية نقلة نوعية في استخدام المناظير عوضا عن العمليات الجراحية في علاج العديد من الحالات المرضية التي كانت تستدعي تدخلا جراحيا يؤرق المرضى ويتطلب إشرافا طبيا ومتابعة لفترات طويلة.
وأكد الدكتور عبد الله الحواري الخبير في هذا المجال في لقاء خاص مع "إيلاف" أن جراحة المناظير باتت تستخدم في كثير من العمليات الجراحية المعقدة وحققت نجاحات ملموسة على هذا الصعيد.
وقال الاستشاري الدكتور عبد الله الحواري، استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير وأخصائي جراحة الغدد الصماء والسمنة المفرطة في لقاء خاص مع "إيلاف": "إن فلسطين حققت نقلة نوعية طبية باستخدام جراحة المناظير في علاجات مرضية كانت تتطلب عمليات جراحية معقدة".
وأكد الحواري أن جراحة المناظير باتت تستخدم على نطاق جيد جدا ولاقت قبولا واسعا وارتياحا بالغا لدى المواطنين الذين كانوا يخشون الخضوع لعمليات جراحية مكلفة وخطرة وتحتاج لمتابعة طبية فائقة.
ميزات جراحة المناظير
وبحسب الخبير في جراحة المناظير، فإن هذه الجراحات تمتاز عن الجراحات التقليدية بكثير من الميزات لاسيما وأن التوجه الطبي العالمي يسعى لتقليل معاناة المريض من جميع الجوانب.
وقال الحواري: " إن هذه الجراحات تعد أقل ألما وأقل حاجة للمسكنات بعد العملية، كما أن مكان الجرح يكون عبارة عن ندبة لا تذكر مقارنة بالعمليات التقليدية، وهي أقل عرضة للفتق مكان العملية، ومن ميزاتها أنها أقل التصاقات بين الأمعاء بحيث لا تؤدي إلى انسدادها".
وأضاف: "أن مكان جرح العملية يكون صغير جدا وبالتالي فإنه أقل عرضة للالتهاب وعليه فان الحاجة للمضادات الحيوية أقل بكثير من الجراحات التقليدية، منوها إلى أن من بين الميزات أيضا أن فترة مكوث المريض داخل المستشفى تكون قصيرة وبالتالي عودة المريض لمزاولة عمله يكون بشكل أسرع".
وأكد الاستشاري ورئيس وحدة الجراحة التنظيرية في المستشفى العربي التخصصي في محافظة نابلس، أن استخدام هذا النوع من العمليات يقلل من إنتاج مواد السايتوكين وعوامل الالتهاب التي تفرز بكميات كبيرة جدا في العمليات الجراحية التقليدية التي يكون تأثيرها سلبي على الأعضاء الحيوية مثل القلب والكلى والرئتين والكبد.
وأوضح الحواري أن هذا النوع من الجراحات والذي بدأ العمل به في ألمانيا أواسط الثمانينيات، من خلال استئصال "المرارة" بالمنظار لأول مرة، لتشمل بعد ذلك جميع أعضاء الجسم الداخلية يعتبر مميزا لكبار السن كونه أقل ضغطا وألما بعد العملية وبالتالي أقل ارتفاعا للسكر في الدم بالنسبة لمرضى السكري.
وبين أن الطفرة في عالم جراحة المناظير في فلسطين والعالم تمثلت في كون هذا النوع من العمليات ساهم في تحقيق انجازات طبية لأمراض كان لا يمكن الكشف عنها وفحصها وتشخيصها إلا بعد عمليات جراحية تقليدية للبطن حيث بات بالإمكان الآن إجراء الفحوصات باستخدام المناظير والتعرف على المشكلة وإمكانية علاجها في ذات الوقت.
العمليات التي تنفذ بهذه التقنية
وقال الحواري: "إن القطاع الطبي الفلسطيني في المستشفى العربي وغيره من المستشفيات الخاصة والحكومية حقق نجاحات ملموسة في استخدام هذه الجراحات". وأكد أن استخدام المناظير يعتبر الخيار الأول على مستوى العالم، لافتا إلى كونها أصبحت تستخدم في كافة المجالات في فلسطين حاليا ما يعني السعي لاعتبارها الخيار الأول خلال الفترة القادمة".
وذكر الاستشاري والخبير في هذا المجال أن العمليات التي يمكن إجراؤها عن طريق المنظار في فلسطين وفي المستشفى العربي متعددة حيث أجريت عشرات العمليات في مجالات عدة. وقال الحواري: "أجرينا عمليات متعددة ومنها فتق الحجاب وفتحة الفؤاد والارتداد المعدي المريئي وتضييق أسفل المريئ وربط المعدة للسمنة المفرطة وقص وتدبيس المعدة للسمنة المفرطة وتحوير المعدة وقرحة الاثنى عشر والمعدة المنفجرة واستئصال القولون وسرطان القولون واستئصال الطحال والغدة فوق الكلوية وعمليات الفتق بجميع أنواعه واستئصال المرارة وتنظيف القنوات المرارية وأخذ عينة من الكبد وتنظير التجويف الصدري وأخذ عينة من الرئة".
وأضاف: "من بين العمليات الأخرى التي أجريناها استئصال جزء من الرئة وتنظيف التجويف الصدري من السوائل والصديد وقص وتدبيس العصب السمبثاوي للتعرق المفرط لليدين واستئصال أورام ذيل البنكرياس وتنظير البطن التشخيصي وأخذ العينات واستئصال جزء من الأمعاء الدقيقة".
علاج الفتق الاربي بالمنظار
وأكد الدكتور الحواري أن جراحة المناظير استخدمت بشكل جيد في علاج الفتق الاربي الذي كان يتم بواسطة الجراحة التقليدية. وأوضح أن الفتق يشمل الفتق الإربي المباشر وغير المباشر والفتق الفخذي وكلها من نفس المنطقة وتعمل الجراحة التقليدية على إغلاق الأول والثاني ويبقى المريض معرضا للنوع الثالث في المستقبل.
وبين أن استخدام المناظير في هذه الجراحات فإن العميلة تكون من خلال ثلاث فتحات صغيرة في منطقة السرة ويمكن إجراء الجهتين من نفس المكان وكذلك وضع الشبكة الداخلية فتغلق الثلاثة أنواع من الفتق وتمتاز بأنها أقل ألم وأسرع علاجا وتماثلا للشفاء وتساهم في عودة المريض لمزاولة أعماله سريعا.
عمليات قص وتدبيس المعدة
وأكد الاستشاري في جراحة المناظير أن عمليات قص وتدبيس المعدة عن طريق المنظار الجراحي تعتبر العملية الأكثر شيوعا على مستوى العالم للتخلص من مرض السمنة المفرطة، لافتا إلى أنه قام بإجراء العشرات من هذا النوع من العمليات في الستشفى العربي التخصصي وبنتائج متقدمة وملموسة.
وذكر أن مدة العملية تراوح ما بين ستين إلى تسعين دقيقة ويمكث المريض بعدها ثلاثة أيام في المستشفى للمراقبة، منوها إلى أن وزن المريض يبدأ بالنزول بشكل سريع في الشهر الأول ويمتد على مدار العام ليصل إلى 50-60% من الوزن وبذلك يتم التخلص من المشاكل المصاحبة للسمنة المفرطة.
ولفت الحواري أن منظمة الصحة العالمية حددت معايير لإجراء هذه العمليات وتتمثل في الذين تتجاوز قيمة الـ BMI عندهم الـ 40، أو المرضى الذين تتجاوز قيمة الـ BMI عندهم الـ 35 ويعانون من أمراض لها علاقة بالسمنة مثل، السكري، وضغط الدم، وفائض دهنيات في الدم، واختناق أثناء النوم وتآكل المفاصل.
وبحسب الخبير في هذا المجال فإن مثل هذه العمليات تمنح شعورا جديدا بالشبع وعليه يقل استهلاك الطعام، ولكنها تتطلب في الوقت ذاته ضرورة التأقلم مع أسلوب الحياة الجديد والصحي من أجل المحافظة على الوزن الجديد على المدى الطويل.
وأشار رئيس وحدة الجراحة التنظيرية في المستشفى العربي بنابلس إلى أن هذه الوحدة تتمتع بقدرات وكفاءات وجاهزية متقدمة لإجراء الجرااحات التنظيرية في مختلف المجالات التي يستخدم بها المنظار وتمكن من إجراء أكثر من 230 عملية منظار في العام الماضي.
وبين أن هذا الأمر انعكس ايجابا على صحة المواطنين وساهم في زيادة وعي وتفهم المواطنين في إيجابيات هذا النوع من العمليات الأمر الذي عزز هذا التوجه لديهم. وحول أشكال وأوجه التعاون مع أقسام ومستشفيات أخرى في فلسطين، قال الحواري: "هناك تعاون وثيق بين المستشفى العربي والعديد من المراكز الطبية المتخصصة في الوطن، مؤكدا أن هذا التعاون يدلل على الثقة المتبادلة بين هذه الأطراف".
وأضاف: "هناك عمليات تبادل خبرات ولقاءات متقدمة مع أشهر المختصين والجراحين في هذا المجال وأنه كان قد شارك في العديد من المؤتمرات والدورات المتخصصة على مستوى العالم الأمر الذي ساهم في تطوير هذه الوحدة وتحقيقها نجاحات ملموسة".