صحة

نمط الحياة الصحي ليس شرطاً ضامناً لطول العمر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

استبعدت دراسة بحثية حديثة أن يكون نمط الحياة الذي ينتهجه الأشخاص سبباً مباشراً وراء تمكنهم من بلوغ عامهم المائة. _______________________________________________________________________

اتضح، وفقاً لدراسة حديثة، أن الانتظام في ممارسة التمرينات الرياضية والاعتدال في شُرب المواد الكحولية والتيقظ لما يتم تناوله من أطعمة، كلها عوامل لا تحدث فارقاً في فرص بلوغ المرء عامه المائة.

ودرس أكاديميون الحالات الخاصة بحوالي500 شخص تتراوح أعمارهم ما بين 95 و 109 عاماً، وقارنوهم بـ 3000 آخرين، وُلِدوا خلال نفس المدة. ووجدوا أن هؤلاء الأشخاص الذين عاشوا لفترات طويلة أكلوا بنفس القدر من السوء، وشربوا ودخنوا بنفس هذا القدر الكبير، ومارسوا قدر ضئيل من التمرينات الرياضية، وتساوت لديهم فرصة الإصابة بالبدانة كما هو الحال مع رفقائهم الذين رحلوا منذ مدة طويلة.

وأجرى الدراسة باحثون من كلية ألبيرت اينشتاين للطب في نيويورك، وشملت 477 شخصاً من اليهود الأشكناز الذين عاشوا لسنوات طويلة للغاية. وفي هذا السياق، أوردت صحيفة التلغراف البريطانية عن البروفيسور نير بارزيليا، من معهد بحوث الشيخوخة التابع للكلية، قوله " حددت الدراسات السابقة التي أجريت على تلك المجموعة بعض الجينات التي وفرت لهم الحماية من تأثيرات نمط الحياة الغربي التقليدي".

لكن منتقدين قالوا إن الأفراد أنفسهم عاشوا حياة أكثر صحية من غيرهم، وهي الجزئية الأكثر أهمية بالنسبة لطول العمر. وأشارت تلك الدراسة الحديثة إلى أن الأهمية تكمن في الجينات في حقيقة الأمر. وهنا، عاود بارزيليا ليقول " في الدراسات السابقة التي أجريت على أناس معمرين، حددنا متغيرات جينية تحظى بتأثيرات فسيولوجية خاصة، كتسببها في رفع مستويات الكولسترول الجيد بصورة كبيرة".

ولفت بارزيليا في الإطار ذاته إلى أن تلك الدراسة تتيح أدلة تُبَيِّن أن تلك الجينات وغيرها من "جينات طول العمر" تساعد على عزلهم ضد الآثار الضارة لنمط حياة غير صحي. وقال إن أول امرأة قابلها في تلك الدراسة، وعمرها 109 عاماً، قد أخبرته بأنها كانت تدخن 40 سيجارة يومياً على مدار 90 عاماً، على عكس حالات الوفاة التي عادةً ما تنجم عن الإصابة بسرطان الرئة أو الأزمات القلبية نتيجة تلك الشراهة في التدخين.

وأكد بارزيليا أن الدراسة لا تعني أن معظم الأشخاص بمقدورهم أن يعيشوا حياة غير صحية ولا يتوقعوا في نفس الوقت أن يدفعوا الثمن في النهاية. وتابع بقوله "رغم أن الدراسة توضح أن المعمرين قد يكونوا بدناء ومدخنين وغير رياضيين، إلا أن تلك الأنماط الحياتية لا تعتبر خيارات جيدة بالنسبة لمعظمنا ممن لا يحظون بتاريخ أسري خاص بطول العمر. وعلى العموم، علينا أن نراقب أوزاننا، وأن نتجنب التدخين، وأن نتأكد من ممارسة التمرينات الرياضية، نظراً للفوائد الصحية الكبرى التي ثبت أن تلك الأنشطة تعود بها على الأشخاص، بما في ذلك دورها في إطالة العمر".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف