صحة

فلسفة تدريب الطفل على التخلص من الحفاضات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حين يتعلق الأمر بتدريب الطفل على استخدام القعادة (أو النونية أو القصرية) فان طرق الآباء تتفاوت تفاوتا كبيرا. البعض يستخدم طريقة تعبوية تعتمد المكافأة والعقاب في حين يلجأ البعض الآخر الى تشجيع الطفل بلغة الإقناع والاستدراج. والسؤال هو أي الطريقتين أفضل.

تقول الدكتورة دارسي كيدو التي تدرِّس طب الأطفال في جامعة البرتا الكندية ان ما يثير الاستغراب هو قلة الأدلة التي تؤكد فاعلية الطرق المعتمدة في تدريب الطفل على استخدام القعادة.

وسلطت الدكتورة كيدو في مقال نشرته مجلة الجمعية الطبية الكندية الضوء على فلسفتين في التدريب على استخدام القعادة. الفلسفة الأولى ذات توجه الى الطفل نفسه ، وكان أول من نادى بها الدكتور بيري بلازلتون في عام 1962 وتبناها لاحقا الدكتور سبوك. وتذهب هذه الفلسفة الى انه عندما يكون الطفل مستعدا نفسيا وجسديا للسيطرة على مثانته وأمعائه ، ويبدي رغبة في ممارسة هذه السيطرة فان على الآباء ان يتركوا العملية تأخذ مجراها بطريقة بعيدة عن الأساليب الاوامرية وتركز على الطفل نفسه بممارسة الاستدراج والتكرار والتشجيع مع تفادي القواعد المطلقة التي يمكن ان تُسفر عن مشاكل سلوكية. وتقول الدكتورة كيدو ان نتائج اختبار أُجري على 1170 طفلا بدأوا التدرب على استخدام القعادة في عمر 18 شهرا تبين ان السيطرة على الأمعاء والمثانة أثناء النهار تحققت بعمر 28.5 شهر في المتوسط.

في عام 1973 طرح الدكتور نيثان ازرين والدكتور ريتشارد فوكس طريقة مناقضة تركز على دور الوالدين. كما أوصى الطبيبان بألا يبدأ التدريب إلا عندما يكون الطفل جاهزا نفسيا وجسديا لعملية أوامرية ذات أربع خطوات تتضمن زيادة استراتيجية في السوائل وجدولا لأوقات الاستحمام وإلزاما ايجابيا وتصحيحا قويا للحوادث. واشارت نتائج دراستين محدودتين على 34 و49 طفلا الى ان متوسط الوقت الذي مر حتى تحقيق السيطرة كان 4.5 ساعة فقط.

من الطرق الأخرى التي استعرضتها كيدو تدريب الطفل بمسكه فوق المرحاض بعد الوجبات وإطلاق أصوات ترتبط بعملية التفريغ واستخدام مكافآت مثل الحلوى والعواطف حين لا يبلل الطفل نفسه ، واستخدام العقاب أو حجب الاهتمام الايجابي حين يفعلها الطفل ، أو ربط جهاز انذار بحفاظة الطفل ينبه الآباء عند البلل ويرن عندما يحين وقت القعادة. ولكن لم يُخضع أي من هذه الطرق لدراسة علمية وافية.

في ضوء هذه المعطيات خلصت كيدو الى انه ليست هناك أدلة كافية تبرر التوصية بطريقة تدريب واحدة أفضل من سواها. ولكن هناك بيانات تشير الى ان ارتفاع معدلات عدم السيطرة على الأمعاء والمثانة والتهابات المجاري البولية في الطفل قد ترتبط بطرق المكافأة والعقاب أو بالتدريب المتأخر على استخدام القعادة.

ورغم غياب الأدلة القاطعة فان مؤسسات مختصة بطب الأطفال بينها الأكاديمية الاميركية لطب الأطفال والجمعية الكندية لأطباء الأطفال ، توصي الآباء باستخدام الطرق التي تركز على دور الطفل نفسه والتخطيط لبدء التدريب في حوالي الشهر الثامن عشر ولكن فقط إذا أبدى الطفل نفسه اهتماما ورغبة في التدرب.

وقدمت كيدو بعض النصائح للآباء القلقين بشأن سلوك طفلهم في المرحاض:
ـ من المستبعد ان تحدث أضرار على المدى البعيد نتيجة التدريب الايجابي والمثابر على استخدام القعادة.
ـ ليست هناك طريقة صحيحة واخرى خاطئة.
ـ توثق الآباء من استعدادهم هم ايضا الى جانب استعداد الطفل. إذ يجب ألا يبدأ التدريب إلا حين يكون الطفل والوالدان جاهزين نفسيا وراغبين وقادرين على الانخراط في التمرين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف