صحة

متوسطو العمر ذروة ارتقاء النوع البشري

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


قال باحث في جامعة كامبردج ان الانسان متوسط العمر يتربع على قمة الهرم التطوري لأنه مكيَّف تكييفا كاملا لخدمة حاجات العائلة والمجتمع.

ذهب الدكتور ديفيد برينبريدج الى ان الأشخاص في الأربعينات والخمسينات من العمر قد يندبون تغير أجسامهم أو تجاوزهم سن الانجاب ولكن هذه التغيرات تحديدا هي المفتاح لنجاح النوع البشري.

وأضاف الدكتور برينبريدج ان الشخص متوسط العمر يكون في "ذروة الارتقاء" لأنه تطور للقيام بدور حيوي في المجتمع لا يمكن ان يتولاه البالغ الشاب.

وفي حين ان صفات بدنية مثل طراوة البشرة وقوة النظر تتردى بدرجة ملحوظة في العقد الخامس أو السادس من العمر فان جوانب أهم تبقى سليمة مثل القوة العقلية.
ويكاد الانسان يكون فريدا بين الحيوانات في حقيقة ان الانثى تفقد القدرة على الانجاب في منتصف حياتها تقريبا مع بقاء عقدين على الأقل من الحياة الصحية بعد سن الانجاب.
ولكن البشر نوع معقد بحيث يكون مطلوبا من البالغين ان يفعلوا أكثر بكثير من مجرد التناسل وتربية الأطفال ، بحسب الدكتور برينبريدج.

وأوضح برينبريدج في دراسته التي نشرها في مجلة نيو ساينتست ان منتصف العمر عملية تطور مبرمجة وليست عملية انحدار وانتكاس. وتابع ان الأدوار المتعددة التي يقوم بها متوسطو العمر في المجتمعات البشرية معقدة ومتشابكة بحيث يمكن القول ان الذين ينتمون الى هذه الفئة العمرية هم أرقى ما انتجه الاصطفاء الطبيعي.

وتتحسر كثير من النساء متوسطات العمر على فقدان الرشاقة والقوام النضر حين تترك مكامن الشحوم منطقة الصدر والورك والأرداف والأفخاذ لتتجمع بكميات كبيرة حول الخصر. ولكن هذا يحدث لأنه لم يعد مطلوبا من الجسم ان ينجب اطفالا ولأن خزن الشحوم في منطقة الوسط يجعل حملها أسهل.

وبمفردات النشوء والارتقاء فان تجمع الشحوم كان من شأنه ان يسمح لأسلافنا القدماء باستخدامها للاستهلاك في اوقات الضيق وبذلك إبقاء مزيد من الغذاء للأجيال الشابة. وعلى الضد من الاعتقاد السائد فان الكثير من اجدادنا قبل التاريخ عاشوا بعد سن الأربعين وتطوروا خلال آلاف السنين الى "سوبر معيلين" ماهرين ومتمرسين في توفير لقمة العيش لأفراد الأسرة ، بحسب الدكتور برينبريدج.

وعلى امتداد تطور النوع البشري كان متوسطو العمر ينقلون خبرتهم في حرف حيوية واساليب الصيد وجمع الغذاء الى الجيل الأصغر مع ثقافات جماعاتهم وتقاليدها. وما زال هذا ساريا في بعض المجتمعات في حين ان متوسطي العمر يتولون مناصب عليا في المكاتب ومواقع البناء والأندية الرياضية في العالم الحديث.

وتتردى بعض القدرات الذهنية في متوسط العمر مثل سرعة رد الفعل ولكننا نعوض عنها باستخدام ادمغتنا بطريقة مختلفة لتحسين مهارات مثل التخطيط طويل الأمد وادارة المشاريع.

وقال الدكتور برينبريدج ان كل واحد منا يعتمد على الثقافة من اجل البقاء وان الطريق الرئيسي لنقل الثقافة هو على ايدي متوسطي العمر الذين يعلِّمون الأطفال والبالغين الشباب ما ينبغي عمله. واكد "ان متوسطي العمر يستطيعون ان ينجزوا اكثر ويكسبوا اكثر ، وهم باختصار يديرون العالم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف