صحة

فرط حركة الأطفال.. إضطراب سلوكي خطير يجهله الآباء

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كلما تحرك كثيراً وجرى في كافة أرجاء المنزل، وكسر وأوقع الأشياء، تزيد فرحة أبويه به، ويحسبانه طفلاً نشيطاً ومكتمل النمو، ويتوقعان له مستقبلاً باهراً، ولكن ما إن يصل إلى سن الخامسة فما فوقها تتحول حركته الكثيرة إلى كابوس يؤرق الاسرة، خاصة أنه يضع نفسه في مواضع الخطر، وما إن يلتحق بالمدرسة حتى تكتشف الأسرة أن طفلها النشيط لا يستطيع مذاكرة دروسه على الوجه الاكمل، ودائما يرسب في الامتحانات، عندها لا بد من التوقف، وعرض الطفل على الطبيب فوراً، فهو مصاب بـ "فرط الحركة ونقص الانتباه"، ويحتاج الى علاج.

نماذج للإضطراب

سامية شومان أم لثلاثة أطفال أصغرهم احمد يبلغ من العمر سبعة أعوام، وتقول إنه كثير الحركة ، ولا يستقر في مكان أكثر من 3 دقائق، ويكسر ألعابه باستمرار، وعندما التحق بالمدرسة يشكو منه زملاؤه، فهو عدواني معهم، ودائم الحركة في الفصل ، وتضيف لـ"إيلاف": طبعًا لم أكن أنا وأبوه نرى أن هناك مشكلة لدى أحمد ، فالأطفال الصغار أشقياء في هذه السن، ولكن عندما فوجئت به "بليداً" في الدراسة، ويحصل على درجات متدنية في الامتحانات، كان علينا البحث في أمره، ولم يتوصل الأطباء الى تشخيص حالته، إلى أن قالت لي إحدى صديقاتي إن ابنها كان يشكو من هذه الحالة، ولما عرضته على طبيب أمراض نفسية وعصبية، شخّص حالته، ونصحها ببعض الأدوية والتمارين، وتحسنت حالته حاليًا ، ولجأت أنا أيضا بأحمد الى الطبيب نفسه وسيبدأ العلاج عما قريب.

وائل جمال أب لطفل واحد يدعى زياد وعمره حاليًا ثلاثة أعوام ، ويعاني من الاعراض ذاتها لدرجة أن أعمامه وأخواله اطلقوا عليه اسم "الفراك" لأنه لا يهدأ ولا يجلس في مكان واحد لدقيقة، ويتحرك ويقفز من على الترابيزة أو الكرسي وهو مندفع جدًا، ويعتبر وائل ابنه طفلاً مثالياً ، وسوف يكون هادئ الطباع عندما يكبر ويلتحق بالمدرسة، ويرفض القول بأن ابنه لديه اضطراب ما أو مرض، ولا يرى أن هناك حاجة من عرضه على الطبيب.

على العكس من وائل جاء موقف حنان ابراهيم طبيبة نساء وتوليد، وتقول لـ "إيلاف": لدي أربعة أبناء، وكان إبني الأوسط محمود يعاني من فرط الحركة طيلة النهار، ولا يثبت في وضعية واحدة، وهو متهور، فدائماً ما يكسر كل ما يقع في يديه ويصعد إلى طاولة السفرة، "مائدة الطعام" ويقفز من عليها، وذات مرة صعد على السيارة وقفز من فوقها فكسرت ساقه، ومع ذلك لم يخشَ من الصعود عليها والقفز من جديد، ولما التحق بالمدرسة الابتدائية لاحظمعلموه أنه شارد الذهن دائمًا ، ويتعامل بعدوانية مع زملائه ، ولا يستطيع تحصيل دروسه ، وكانت لديَ خلفية بهذا السلوك المضطرب من خلال قراءتي ، فعرضته على أحد الأطباء النفسيين ، وشخص حالته، ووصف العلاج له، ودربني على التمارين اللازمة لاستعادة حالته الهدوء والتركيز، وهو الآن في الصف السادس الابتدائي ومتفوق جدًا ، والحمد لله.

إصابة 3% من الأطفال


وحول طبيعة هذا الاضطراب ، يقول الدكتور يوسف سعد الدين استاذ الطب النفسي جامعة الازهر لـ"إيلاف": ما نتحدث عنه حاليا ليس مرضًا بالمعنى المعروف ، ولكنه اضطراب أو عرض معروف باسم "ADHD " ويعني اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه، وينتشر بنسبة 3%لدى الأطفال الذكور منعمر سنة الى ما قبل البلوغ، ويصيب واحداً من كل 3 أطفال في المرحلة الابتدائية ، ونادر الحدوثلدى الإناث، فنسبة اصابتهنتعادل بنتاً مقابل 6 ذكور، وأعراضه تبدأ مبكرة جدًا في السنة الاولى من عمر الطفل، وتتمثل في كثرة الحركة وعدم القدرة على الاستقرار في مكان ما لفترة، والاندفاع فهو يقدم على الالعاب الخطرة والقفز من الأماكن المرتفعة، ولا يتعلم من تجاربه السابقة ، اضافة الى ضعف وتشتت الانتباه حيث يجد صعوبة في الانصات الى المعلمين في المدرسة ، ويلاقي صعوبات أكبر في استذكار دروسه في المنزل ومن ثم يفشل في الامتحانات.

18 عارضًا

ويضيف سعد الدين: هناك 18 عارضًا لهذا الاضطراب، في حالة توافرها في الطفل يكون مصابًا به، وهي كالتالي :حركة مستمرة وعدم الهدوء أو الاستقرار، وعدم الجلوس لتناول الطعام، اللعب فترة قصيرة بلعبة ما والانتقال الى أخرى، عدم الاستجابة لمطالب الأبوين البسيطة، مقاطعة الآخرين في الكلام، التسبب في ازعاج الاسرة والضيوف، عدواني مع اقرانه، يصفه المدرسون بأنه مشاكس وعنيد، يتورط في أعمال والعاب خطرة، يخرج من مقعده في الفصل ويتجول بين مقاعد زملائه اثناء الشرح، من السهل جذب انتباهه في اشياء أخرى بعيدًا عن الاساسيات، غير مرتب ، ويحب الفوضى، مشوش، ويفكر بصوت مرتفع، سمته الاساسية النسيان، عدم القدرة على متابعة معلومات سماعية أو بصرية حتى النهاية، التعامل مع الاغراب بغير احتراس، والانصات جيدًا الى فيلم سينمائي أو كارتون، تكرار هذه السلوكيات في المنزل ، المدرسة والشارع واثناء زيارة الاسرة والاصدقاء والاقارب.

التشخيص والعلاج

وتشير الدكتورة نادرة عبد العظيم استشارية فيطب الاطفال في مستشفى أبو الريش للأطفال لـ"إيلاف" إلى أن هناكأسباباً عدةلهذا الاضطراب السلوكي لدى الاطفال اكثرها شيوعًا هي النقص في مادة الدوبامين التي تعمل كناقل عصبي مما يؤدي الى اضطراب وفوضى وكثرة الحركة ونقص انتباه الطفل، وهناك نسبة من الاصابة بهذا المرض وراثية، وتصل الى 95 %من الحالات. أما الاسباب الأخرى فمنها قلة النوم لفترات طويلة، اصابة الطفل بتضخم والتهاب مزمن في اللوزتين، ولكن عند تشخيص الحالة لا بد من استبعاد احتمالية اصابة الطفل بعدد من الأمراض ذات الأعراض نفسها، وغالبًا ما يتم اجراء أشعة مقطعية على المخ؛ لمعرفة هل الطفل مصاب بأي من أنواع الصرع أو الأورام سواء خبيثية أو حميدة أو الأمراض النفسية أم لا؟

جدول كونيرز

وتتابع د.نادرة: من المهم لكي نثبت إصابة الطفل بهذا الاضطراب يجب توافر مجموعة من الأمور بالاضافة الى الاعراض السابقة وهي: أن تكون هذه الأعراض ملازمة للطفل منذ سن الثالثة، وأن تكون مستمرة مع الطفل قبل الذهاب الى الطبيب لأكثر من ستة أشهر على الأقل، وأن تكون مصحوبة بعدم القدرة على التحصيل الدراسي. وفي هذه الحالة يمنح الطبيب الأم اختباراً يسمى "جدول كونيرز" يعتمد على ملاحظة الأم لسلوكيات طفلها لمدة اسبوعين، وتدون كل الأعراض في صورة أرقام، وإذا مجموعها 15 نقطة، فهذا يعني أنه مصاب بالاضطراب.

ولكن كيف سيكون العلاج؟ وتجيب نادرة بالقول: ينقسم العلاج الى نوعين، الأول نفسي أو سلوكي، والثاني كيميائي، موضحة أن النوع الأول يعتمد على لفت نظر الطفل إلى أشياء يحبها، وإغرئه بها على القيام بنشاطات تحتاج إلى الصبر والتركيز والمثابرة، على أن يتم ذلك بالتدريج، وتضرب مثالاً بتدريبه على ألعاب الفك والتركيب، وفي حالة الصبر لمدة 10 دقائق يمنح جائزة، ولتكن الشكولاته التي يحبها، مع ضرورة عدم التعامل معه بعنف أو إجباره على القيام بهذه النشاطات بطريقة عنيفة، ويمكن الاستعانة بمدرس لذوي الاحتياجات الخاصة لمساعدة الأم في القيام بهذا التدريب. أما في حالة العلاج الكيميائي، فتنصح نادرة بضرورة إستشار الطبيب وعدم اللجوء إلى القراءات في الكتب أو المواقع الطبية، لأن كل حالة تختلف عن الأخرى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عليكم بألكبار
ألثائر -

في مجتمعاتنا ألكبار هم أحوج للعلاج ألكبار جمهم مرضى صرعى رجل ألدين ألسياسة ألبيت ألمجتمع ألمدرسة ألتعليم ألسقيم ألعقيم ألمشلول ,ألكبير ذات ألصوت ألعالي ألهائج ألمائج يتكلم ويتكلم ولا يسمع ،ألمتعصب ألعصبي ألمتذمر ألمريض بكل معنى ألكلمة بكل ألأمراض ألنفسية ألمكتشفة وغير ألمكتشفة فكيف هو حال ألأطفال في بلداننا نحن وكيف سيصبح غداً حتى لو بلغ أعلى ألقمم فهو مريض ليس لدائه دواء

اضطراب سلوكى-عام
مشارك جديد -

لماذا لا يدرس العلماء هؤلاء مجتمعنا ؟ هل مناظر القاء المخلفات فى الطرق والميادين -ومواقع تجمع المخلفات فى الاماكن المخصصه للزهور !اليس هذا "اضطراب فى السلوك"؟؟؟؟؟؟؟؟ اليس ان قائد المركبه اتوبيس عام او تاكسى يفرض عليك ما يريد سماعه هو :اليس هذا اضطراب فى السلوك؟؟؟؟؟؟؟ وميكروفونات توقظك فجرا لان الاخر يصلى !!!!! اليس هذا اضطرابا فى السلوك؟؟؟؟؟؟قال لى صديق ايه من الانجيل ونحن نناقش مثل هذا " من يبارك قريبه فى الصباح باكرا بصوت عال يحسب له لعنا " (كتاب سفر الامثال لسليمان الحكيم)!!

عارض
ahmadi -

قد يكون ابني ذو الثلاث سنوات ونصف مصاب بهاذ العارض وانا حاليا منهمك في لقاء الاطباء والخبراء في هذ المجال لقد تعبنا جدا نحن نعيش في السويد لوحدنا من غير اقارب الاجراءات بطيئة الام توقفت عن الدراسة بسبب هذ الموضوع الحضانة يشتكون دائما منه وكانو يعتقدون ان تصرفاته بسبب سوء معاملة في البيت ونحن كنا نعتقد العكس لم يطلعنا احد على وجود هذا العارض سوى نصيحة من صديق مؤخراالشيء الجيد انه نحن عملنا ومازلنا نعمل كل الاشياء التي تعالج هذه الحالة اقصد في التعامل الجيد والصحيح مع الطفل هناك تحسن لكن بطيء جدا لااعرف لماذا اكتب هذا لكن قد يخفف عنا بعض الشيء

نقطة نظام
almostashar@hotmail.com -

الى المشارك الذي يزعجةاذان الفجر اتعلم لماذا لانك مريض بل انك مريض باخطر الامراضوالذين يصيبهم هذا المرض لايشفون الا عندما يهتدون