صحة

حل لغز ظاهرة الذكريات المزيفة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إلياس توما من براغ: أعلن باحثون تشيك من معهد وسط أوروبا التكنولوجي التابع لجامعة ماساريك التشيكية عن نجاحهم في الكشف عن لغز ما يسمّى بظاهرة ديجا فو deacute;jagrave; vu، وهي كلمة فرنسية تعني (شوهد من قبل)، ويقصد بها ظاهرة شعور الإنسان بأنه رأى الموقف الحاضر من قبل بتفاصيله كافة، رغم أن ذلك لم يحصل فعليًا، ولذلك تطلق عليها أيضًا تسمية الذكريات المزيفة.

وذكر الباحث الرئيس، الذي توصل إلى ذلك، ميلان برازديل أنه يوجد الكثير من الافتراضات والتفسيرات لظاهرة الذكريات المزيفة، غير أن أيًا منها لم يكن يستند إلى دعم علمي. أما هو وفريقه وبالتعاون مع كلية الطب في الجامعة نفسها فقد تمكنوا من الإثبات بأن هذه الظاهرة ترتبط حقيقة بالتطورات الجارية في الدماغ، وبالتالي دعموا الافتراض الذي كان يقول بالأصل العصبي لهذه الظاهرة التي تصيب نحو 80% من البشر.

وأوضح أنه تم إخضاع 113 متطوعًا لفحوص دماغية عن طريق الرنين المغناطيسي، وأنه بفضل طريقة جديدة وحساسة جدًا جرت مقارنة كبر وحجم مناطق الدماغ بين الأفراد الذين سبق لهم أن تعرّضوا لما يسمّى بديجا فو وبين، الذين لم يشهدوا هذه الظاهرة في حياتهم.

وأضاف إن التحليلات الدقيقة التي أجريت بعد ذلك أثبتت وجود اختلافات في كمية المادة الرمادية في بعض أجزاء الدماغ. أما التغييرات الأكبر فقد لوحظت في منطقة "الهيبوكامب"، أي في الهياكل والأجزاء التي تنشأ فيها الذاكرة، حيث كانت هذه الهياكل أصغر لدى الناس الذين سبق لهم أن شهدوا هذه الظاهرة بكثير مقارنة بالذين لم يشهدوها في حياتهم.

كما توصل الباحثون إلى نتيجة مفادها أن التوتر أو مستوى التعليم الذي تم الحصول عليه يلعبان دورًا مهمًا في تكرار التعرّض لهذه الظاهرة، ولذلك فإن غالبية الذين يتعرّضون لها هم من حملة الشهادات الجامعية الذين يتعرّضون للتوتر.

وينبه الباحث برازديل إلى أن هذه الظاهرة تمثل مشكلة معقدة جدًا، ولذلك ليس بالإمكان تعميم هذه النتائج التي تم الحصول عليها بهذا الشكل.
وأوضح أن نتائج عمل الباحثين قد تم عرضها في مجلة كورتيكس الدولية، وانه تمت دعوة الباحثين إلى حضور مؤتمرات دولية بارزة في الخارج وأن أحد إنجازات هذا البحث يكمن في استخدامه طريقة source-based morfometrie مشيرًا إلى أن هذه الطريقة قادرة على التمييز حتى بين الاختلافات الصغيرة جدًا داخل كل جزء من الدماغ، الأمر الذي يمكن أن يسمح باستخدام هذه الطريقة لاحقًا في الأبحاث الخاصة بمرض انفصام الشخصية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف