غاليليو يرسل أول إشارة حية الى الأرض

طلال سلامة من روما: أرسل "جوفي أ" (Giove A)، القمر الصناعي الأول الممهد لتشغيل كامل نظام الإبحار الفضائي الأوروبي، المسمى غاليليو (Galileo)، أول إشارة الى الأرض. في هذا الإطار، يفيد الإيطالي "جوزيبي فرجيليو"، مدير البرامج الأوروبية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، في تقرير حصلت صحيفة "ايلاف" على نسخة منه، أن هذه الإشارة وصلت بقوة غير متوقعة الى الأرض، وهي تعمل على نحو جيد جداً.

وفي حال واصل القمر الصناعي "جوفي أ" عمله بالطريقة الصحيحة، عندئذ سيتم توزيع حصص ترددات النظام غاليليو (Frequency)، خلال الأيام العشرة المقبلة. وأُطلق "جوفي أ"، المعروف أيضاً باللغة التقنية الإنكليزية باسم (Galileo Array Validation Element)، في 28 ديسمبر(كانون الأول) المنصرم من منصة إطلاق الصواريخ الروسية "بايكنور". وفي الوقت الحاضر، يدور حول الكرة الأرضية على ارتفاع 23.260 كيلومتر. كما التُقطت إشارته من مرصد ( Chilbolton Observatory Facilities for Atmospheric and Radio Research)، في بريطانيا، وفي محطة وكالة الفضاء الأوروبية "ايزا" ( ESA) الواقعة بمدينة "ريدو" البلجيكية.

هكذا، سيحلل العلماء بالتفصيل تلك الإشارات المُلتقطة بغية التأكد من توافقها مع المقاييس المُتٌفق عليها مع منظمة الاتحاد الدولي للاتصالات (UIT). ويُرتقب إطلاق القمر الثاني، التابع لنظام غاليليو الأوروبي والمسمى "جوفي بي" (Giove B)، في 30 أبريل(نيسان) القادم. وفي حال لم يعمل القمر الصناعي "جوفي أ" بشكل مثالي، سيسمح القمر "جوفي بي"، كيفما كانت الأوضاع، بالحصول على حصص ترددات النظام غاليليو وتوزيعها، في شهر يونيو(حزيران) المقبل.

وساهم الاتحاد الأوروبي ووكالة الفضاء الأوروبية في تطوير ذلك النظام، الذي يعتبر أول نظام إبحار (Navigation) فضائي في العالم. ولقد أُنجز لأغراض مدنية بهدف ضمان مراقبة دقيقة وثابتة لأمن حركة النقل الجوي والبري(خاصة المتعلقة برصد مسار القطارات). وحتى عام 2020، يُقدٌر أن يولٌد النظام غاليليو سوقاً تجارية تحوي 850 مليون مستعمل وتخمٌن تداولاتها بمئات البلايين من اليورو. كما يطرح النظام، الذي ساوت تكلفته 3.4 بليون يورو، إمكانية تحديد الموقع الجغرافي بنسبة عشر مرات أدق من نظام "جي بي اس" (GPS) الحالي المشهور، المُستعمل بشكل مكثٌف من أنظمة الإبحار الفضائي الإلكترونية المركٌبة في السيارات والسفن.

مع ذلك، سيتواصل نظام "غاليليو" مع نظام "جي بي اس" ونظام إبحار آخر مسمى "غلوناس" (Glonass)، لمشاطرة المعلومات. هكذا، سيتمكن المستعمل بواسطة جهاز الاستقبال (Receiver) من اختيار أي من تلك الأنظمة الثلاثة تتوافق أكثر مع طلباته، واستخدامها بالتالي عند الضرورة. ويتكوٌن نظام غاليليو من 30 قمراً صناعياً(27 قمر صناعي عاملة وثلاثة احتياطية)، وسيخوٌل لدى تشغيله بالكامل الحصول على تغطية فضائية واسعة النطاق، تتجاوز 75 درجة في خط العرض، شمال الكرة الأرضية.

علاوة على ذلك، سيضمن العدد الكبير من الأقمار الصناعية للنظام غاليليو سوية مع فعالية تقنية المعلومات، المسخرة لوضعها في أماكن معيٌنة في الفضاء، هامشاً من الخطأ شبه معدوم الى المستعملين.