فينوس: لو تحرر الرجل لتحسنت حال المرأة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حوار مع الشاعرة والصحفية فينوس فائق:
"الثقافة والأنطولوجيا الكوردية غنية جداً شأنها
شأن أغلب ثقافات الشعوب المتحضرة في العالم"
حاورها حسن الأشرف: فينوس فائق نوري من مواليد مدينة السليمانية / كوردستان الجنوبية (كوردستان العراق)..صحفية وشاعرة كوردية مقيمة في هولندا...عملت بإذاعة الأجانب في مدينة روتردام الهولندية فترة طويلة. - عضوة في هيئة تحرير مجلة (الأنفال) الخاصة بالبحوث والدراسات الخاصة بجرائم الأنفال التي إرتكبها النظام العراقي المقبور في الثمانينات، المجلة باللغات الكوردية والعربية والفارسية، وتصدر في مدينة السليمانية في كوردستان. ناشطة في مجال العمل التطوعي منذ بداية وصولها إلى هولندا في مجال اللاجئين وبالأخص ما يخص الجالية الكوردية.
الشاعرة الصحفية فينوس فائق فائقة فعلا في وصف حالتها الوجدانية وحاة الشعب الكوردي الذي تنتمي إليه، كما أنها لاتخفي شيئا عن القارئ.فهي تعتبر الابداع والانتماء أمرين غير مرتبطين..ولاتجد غضاضة في توجيه سهام النقد إلى العقلية العربية الصدئة في مايتعلق بموقفها من المرأة التي تكتب في السياسة كحالة ضيفتنا فينوس. لنتابع الحوار:
* الشاعرة الصحفية فينوس. هل انتماؤك العرقي يؤثر في إبداعاتك وكتاباتك.أم أن الابداع لاهوية له؟
- الإبداع شيء والإنتماء شيء آخر، لكن بما أننا جئنا من تلك المنطقة الموبوءة بالسياسة، فإن الإبداع يأخذ شكلاً آخر، حتى بالرغم من الإبداع لا هوية له لكن في بعض الحالات، كما أنه يكتسب الهوية في بعض الحالات الأخرى، وبما أنني كإنسانة أعتز جداً بإنتمائي، وبما أن الثقافة الكوردية كانت من الثقافات التي جرت محاولات لطمسها وتغيير معالمها وتشويهها، فإنني أسخر كل جهدي وأغلب كتاباتي في التعريف بهذه الثقافة التي لطالما كان نصيبها الإهمال والتجاهل على مدى عهود طويلة، ولأن الثقافة والأنطولوجيا الكوردية غنية جداً شأنها شأن أغلب ثقافات الشعوب المتحضرة في العالم، هذا ما يصبغ نتاجاتي الصبغة القومية، رغم أنني ضد التوجه القومي على حساب رفض الآخر، لأنني أعتز بقوميتي وأحترم القوميات الأخرى على شرط أن لا تتعدى على وجودي وثقافتي وقومتي وكياني وأظن هذا التوجه موجود عند كل مثقف في الدنيا لكن بدرجات متفاوتة وكل حسب فهمه الشخصي للمسألة.
*تتأرجحين في إبداعاتك بين الحلم والكابوس.بين الخيال الحالم والواقع الجامح.أين تجد فينوس ذاتها..
- الشعر هوفي حد ذاته عالم من الخيال، والكابوس ربما هو الواقع الذي نرفض، فمن الطبيعي أن يتأرجح الشاعر بين الواقع والخيال، الخيال دائماً جميل، وهي المنطقة المضيئة دائماً في أعماق الشاعر، فلو إستكشفت أعماقي ستجد منطقة مضيئة بشموع الكلمات والقصائد والنصوص تستمد نورها وضيائها من النجوم المتلألأة والمضاءة في تلك المنطقة، أنا أجد نفسي التي أحب عندما أنفرد بنفسي مع نفسي واسافر إلى تلك المنطقة المضيئة في أعماقي وأكتب قصيدتي، إنها قمة السعادة عندي..
*هل أنت ثورية يافينوس أم متمردة.سؤال يطرح عليك كثيرا.أليس كذلك..
- نعم هذا السؤال يطرح علي بإستمرار وهذا مرده لأن كتاباتي تمتاز ببعض الصراحة غير المعهودة، خصوصاً من إمرأة وكوردية تكتب باللغتين الكوردية والعربية وتخاطب العقل السياسي العربي، نعم إنها عقدة المجتمع الذكوري الشرق أوسطي الذي لا يعترف بمهارات وإبداع المرأة، فيصنفه في خانة الخارجين عن المألوف وكأن الكلام في السياسة لا يليق إلا بالرجال، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لقلة الأقلام النسوية الكوردية اللائي يكتبن باللغة العربية وإقتحمن المجال الكتابي والسياسي والثقافي العربي بهذه الجرئة، قد أكون جريئة، وأميل إلى التمرد على كل ماهو ظالم وغير حقيقي، لكنني لست ثورية بالمعنى المتعارف عليه، لأن الثورية تفقد المرأة صفة الأنوثة، وانا أعتز بكوني أنثى، لذا أرى نفسي متمردة بطابع آخر أكثر من كوني ثورية..
* هل تكرهين الرجل مادمت كثيرا ما تتحدثين عن الرجال ذوي العاهات في فكرهم وبصرهم..
- بالعكس لا أكره الرجل، ثم أن الحياة ماذا تساوي بدون رجل، المرأة في حد ذاتها ماذا تساوي بدون وجود الرجل بجانبها، أنظر إلى العشاق، هل بإمكان المرأة أوالرجل أن يعشقا بدون بعضهما البعض، قد يكون بإمكان المرء أن يكره لوحده، لكن من غير الممكن أن يحب بدون وجود الآخر، بالعكس، لن أستطيع أن أزرع بذور المحبة بدون وجود الرجل، وأنا أقصد هؤلاء الرجال الذين لا ينظرون إلى المرأة كما يجب أن ينظر إلى البشر، الرجال الذين غالباً ما يضعون المرأة في الهامش من حساباتهم وكثيراً ما يسقطونها من تلك الحسابات وكأن الدنيا تقوم على أيديهم فقط، كثيرون هم الرجال الذين أعطوا المرأة حقها، لكن وجود رجل واحد في الكون يقف ضد المرأة معناه أن هناك خلل في ميزان الحياة..
* أحيانا يشعر القارئ بروح الانكسار والانهزامية تدب في إبداعاتك. ما قولك في هذا؟
- لا أدري ربما القاريء يرى ما لا أراه، أو يحلل ما لم أقصد، عموماً يكفي أن إنسان الشرق مكبل بالكثير من القيود والإحباطات، وأنا لم أتخلص بعد من عقد الشرقيين مهما أظهرت العكس، مع أنني أدعي أنني تخلص أو أتخلص، من منا ليس منكسر؟ خصوصاً المثقف الكوردي، أنت لو وجهت هذا السؤال إلى أغلب المثقفين الكورد ستجد عندهم مختلف الأجوبة وكلها في محلها، فإنقسام الأرض وتشتتنا في المنافي يكفي ليكسرنا ويقضم ظهر كلماتنا، لا أعرف ما هذا الإنكسار الذي تقصده؟ لكنني أواجه الإنكسار في الكثير من الحالات لكنه إنكسار من نوع آخر، إنكسار أنهض منه قوية، إضافة إلى أن هناك نوع من الإنكسار نخلقه لأنفسنا لنبدع أكثر، والمهم أننا نحن الشعراء عندما ننكسر نبدع ولا نخلف الإنكسار، وإنما نخلف وراءنا الإبداع، ولا تنسى أن الهموم والأحزان أحياناً تساعد على الإبداع، خصوصاً الأديب والفنان الكوردي، يتعرض للإنكسار على مر عصور طويلة، الأديب والفنان الكوردي الذي تعرض إلى التهميش من قبل الحكومات التي تحكم كوردستان، وتقسم أرض كوردستان، وهم بذلك يقسمون الثقافة الكوردية والميثولوجيا الكوردية ويزرعون السكين في خاصرة الثقافة الكوردية، الا يدعو هذا إلى الحزن والإنكسار؟؟
* هل أنت مع ماتلوكه وسائل الاعلام من مصطلحات كبرى كتحرير المرأة. وهل الرجل محرر أصلا..
- وهل (تحرير المرأة) مصطلح كبير؟ وهل أن تحرير المرأة مشكلة كبيرة أصلاً، بإعتقادي أن المرأة متحررة وهذا الكلام أقوله مراراً ن إنما الرجل الشرقي يحتاج لأن يتحرر من التخلف الذي يسيطر على عقله، لا أقصد بطبيعة الحال كل الرجال حتى لا يفهمني الناس بالخطأ، إنما أقصد أؤلئك الرجال الذين ينرظون غلى تحرير المرأة بالمقلوب، وهناك نوع أخطر من الرجال وهو النوع الذي يدعوا شفهياً إلى تحرير المرأة ولا يطبق ما يقول في المحيط الخاص به، تجد النساء من حوله مكبلات بسلاسل التقاليد، لكنه عندما يخرج من البيت يحمل شعارات أخرى، وعندما يعود إلى البيت يرمي بالشعارات خلف باب البيت، لأنه لا يؤمن بتحرير شريكة حياته، ويطالب بها إنما لكي يجمل نفسه أمام الناس خارج بيته، إنه مرض الإزدواجية التي يعاني منها غالبية رجال الشرق، ثم أن الرجل وكما تقول هل هو محرر أصلاً؟ أنا أيضاً أسأل هل هناك رجل محرر في الشرق؟ لو تحرر الرجل لكانت المرأة أفضل حالاً مما هي عليه حالها..
* ماذا أضافت لك الحداثة إبداعيا؟
- لو أخذنا مصطلح الحداثة على أنه رفض لكل ما هو قديم، فإنه لابد وأن يأتي بالجديد، والتخلص من القيم القديمة التي لم يعد لها جدوى.. في إعتقادي أن الإنسان أديباً كان أوفناناً لو أراد أن يستفيد من الحداثة، يجب أن تشمل كل مجالات حياته، فلا يكفي أن أكون حداثوية فقط في الأدب وأنسى الجوانب الأخرى، يجب أن أكون حداثوية حتى في تعاملي البسيط مع الناس، لأن حركة الحداثة تخص حياة الإنسان ككل من ألفه إلى يائه، وفي كل المجالات والميادين، مع ذلك أعود واقول أن لكل شيء حدوده التي يجب أن نحترمها، فحتى الحداثة لها حدودها، وأنا أضافت الحداثة الكثيرة إلى مسيرتي الإبداعية لكن في حدود أحترمها ولا أتجاوزها، وهذا يؤكد كلامي أنني لست ثورية وإنما أحب التجديد والتغيير والتحديث، لكن في حدود الإحترام، قد أتحدث عن الجنس والدين والدولة في آن واحد، لكن في حدود الإحترام والأخلاق التي أعتز بها، قد اتمرد لكن بإحترام..وقد أطالب بكل حقوقي وأحصل عليها وأمارسها، لكن شرط أن أحفظ للآخر كرامته..يجب أن أحترم الدولة حتى تحترمني، يجب أن أحترم الدين حتى يحترمني، ويجب أن أحترم الجنس حتى أحافظ على خصوصياتي..
ليس كل خروج عن المألوف حداثة لأنه ليس كل خروج عن المألوف مرغوب..والحداثة لو كانت تحارب القيم والمباديء الأخلاقية والإنسانية لا تكون حداثة وإنما تكون شيء آخر يستوجب تسميتها بتسمية أخرى.. قد يكون بإمكاننا أ، نخلق لأنفسنا حداثة مميزة ونضيف بها شيئاً إلى تأريخنا..
* تكتبين بالكوردية وبالعربية.أين تجد فينوس ذاتها. وهل الإبداع نفسه بذات الزخم في اللغتين.
- أجد نفسي في القصيدة التي أكتبها بغض النظر عن اللغة التي أكتب بها، لا فرق عندي بين اللغتين، مع الإختلاف الكبير والهائل بين اللغتين، غير أنني أتللذ بالصور الشعرية في اللغتين بنفس المستوى، بعكس ما تمنيت بدأت بالعربية، وبعدها تمكنت من الكوردية.. والإبداع في حد ذاته له علاقة بالمضمون أكثر ما له علاقة باللغة، اللغة هي وسيلة لإيصال النص إلى المتلقي، بالرغم من أن الناحية اللغوية والبناء الأدبي والنحوي واللغوي لها تأثير مباشر على هيكل القصيدة، لكن الإبداع نفسه له علاقة بالصور وما تحمله القصيدة من وظيفة..
* تكتبين مواضيع سياسية تتعلق بالأكراد وغيرهم..هل لاتؤثر السياسة في الشعر..
- بطبيعة الحال تؤثر السياسة بشكل مباشر في الشعر، وإلا لما كان هناك شعر سياسي، شعر مقاومة، أكثر الشرائح التي تتأثر بالأحداث السياسية في المجتمع هم الشعراء، فكيف لا تؤثر السياسة في الشعر؟ الوسط الأدبي الكوردي غني بأسماء لامعة في مجال الشعر السياسي..
عن نفسي أكتب الشعر الرومانسي أكثر، لكنني أحب القصائد التي كتبتها لكوردستان والقصائد التي كتبتها عن مأساة حلبجة وجرائم الأنفال، والقصائد التي ابكي فيها الوطن، الموضوع والطقس يفرض نفسه عند كتابة القصيدة، القصيدة واحدة لكن كما أكتب باللغتين اكتب أيضاً في مواضيع منها سياسية ومنها رومانسية..
* قلت مرة أنك تبدعين وأنت في المطبخ.هل هناك علاقة في رأيك بين الطبخ والشعر..
- ليست هناك أيه علاقة بتاتاً، لكن المهم أن تخلق المعجزة وتوجد هذه العلاقة، فكأنثى وشرقية وداخل البيت يجب علي أن أطبخ وأعد الطعام وكي لا أفسد على نفسي الأجواء الخيالية التي أعيش عليها وأستمد منها صوري الشعرية، أضطر أن أمد جسراً بين عالم المطبخ ودفتر الشعر، فعندي عدد من دفاتر الشعر المبعثرة في زوايا المطبخ، بحيث لا أنقطع عن عالم الشعر وأنا أقشر البصل مثلاً، المهم أن تبحث أنت عن الوسيلة التي تريحك وتبقيك في العالم الذي تريد أن تكون فيه..وهذا ما أفعله حتى أتحمل رائحة البصل أحياناً..
*مارأيك في المشهد الصحافي العربي الراهن؟
- المشهد الثقافي العربي يرثى لحاله، فهو منقسم بين مشهد نائم ورجليه في الشمس، ومشهد يتجاهل قضايا الشعوب المضطهدة والمآسي التي تتعرض لها الشعوب التي تعيش بجوارها، وهم يمارسون كثيراً التعتيم الإعلامي على القضايا المهمة التي تحدث لنا مثلاً الكورد، هل قرأت يوماً وقبل سنة أو سنتين على أبعد تقدير لصحفي عربي في الوطن العربي كتب شيئاً عن الكورد والجرائم التي إرتكبت في حقه؟ الإعلام العربي مكرس إما للتطبيل للسلطات الحاكمة كما كان الحال في العراق أثناء حكم الطاغية صدام، أو أنه ينفخ في نار الإرهاب ويؤججها ويسترزق من وراءها، وكأن مهنة الصحافة صارت جزارة، فأينما تجد القتل والإرهاب والطغيان يجد الصحفيون لقمة سائغة وخبراً يسوى الكثير، ونسي الكثير من الصحفيين الكتابة في الأمور الحياتية الأخرى غير الحروب والإرهاب، أنظر بنفسك نشرات الأخبار، هل هناك أخبار سوى أخبار الإنفجارات والشبكات الإرهابية والعصابات التي كل مهمتها في الحياة قتل الأبرياء، حتى أن البعض من الصحفيين وصل بهم الطمع إلى التعاون مع الشبكات الإرهابية من أجل الحصول إلى المال، للأسف لا أرى بريق أمل من المشهد الصحافي العربي من المحيط إلى الخليج، كلهم صاروا تجار، وياليتهم يتاجرون بالخبر والتحقيق الصحفي، بل يتاجرون بأرواح الأبرياء في نشرات الأخبار والتحقيقات الصحفية..
*والمشهد الادبي؟
- المشهد الأدبي حديث آخر ولوأنه لا ينفصل عن المشهد الثقافي، لكنه أهون، أجده ينمو رغم كل ما يحدث حولنا من إضطرابات وصراعات سياسية ودينية وسلطوية، المهم أن يبقى الأديب بعيداً عن السلطة، فعندما تحتكر السلطة الأدب وأقلام الشعراء تكون الكارثة الثقافية الحقيقية، وأتمنى أن لا يحدث هذا الشيء مع الأدباء العرب، بالرغم من أنني ألمس بعض التقصير من قبل الأدباء في إطلاعهم أو محاولة البحث وراء ثقافات الشعوب التي تعيش بجوارهم، فعلى سبيل المثال ناقشت كثيراً أدباء عرب كبار ووجدت لديهم نقصاً كبيراً في المعلومات حول تأريخ القومية الكوردية، تلك القومية التي تعيش قبلهم في المنطقة، والتي تعرضت إلى الكثير من المآسي والمحن على مر التأريخ على أيدي الحكومات التي تقسم أراضيها، إلى درجة أن أحد الأدباء العرب وهو مصري أصلاً قال أنه ليست هناك لغة إسمها اللغة الكوردية، وإنما اللغة الكوردية هي لهجة من اللهجات العربية، في حين عندما تلكمت أمامه باللغة الكوردية لم يفهم مني ولا كلمة، عندها آمن بأنها لغة مستقلة وإعترف أنه تنقصه المعرفة وإعترف أيضاً أنني أول إنسان كوردي يقابلها في حياته، وهذا دليل على أن المثقف العربي لا يجده نفسه عناء البحث وراء ثقافات الشعوب المجاروة له على الخارطة..
* كلمة أخيرة للقارئ الكريم
- ليست هناك كلمة أخيرة، أو أنا على الأقل ليست عندي كلمة أخيرة، وإنما هناك كلمة لابد أن نقولها، وكلمتي التي لابد أن اقولها هي أنني أعول على أخي العربي كثيراً لأننا نحن الكورد نعيش في المنطقة ولنا حقوقنا في أرضنا كما للعربي حقه في أرضه، وبإمكاننا أن نأخذ حقنا، لكن المهم أن نأخذ حقنا بشكل طبيعي وهذا ممكن تحقيقه إذا حاول العربي أن يقهم الكوردي، وإذا ظل قابعاً في برجه العالي ورفض النزول ليتحاور فلن نجني سوى الكره والضغينة ونحن ككورد لا نريد الكره والضغينة لأننا شبعنا منها على أيدي الطاغية صدام الحكومات التي تحتل باقي أجزاء كوردستان الكبرى..
سطور بلا حدود (1)
إمرأة أخرى
في كل مرة تتركني
أتحسس جدران الغرفة
أغلق باب النور
أشد صرة الصوت
ألملم شعري الغجري المبعثر على السرير
وألملم أجزائي
امسح العرق من على جلدي
أبحث عن أشلائي
أعيد يدي إلى كتفي
ورجلي إلى فخذي
وفمي أضعه تحت أنفي
أتحسس أذني
وأتفقد أصابعي
وأعيد أنفاسي
وأسترجع صوتي
وصراخي
استرجع النظر
وأنفض عني تراب المعركة
ورائحة العناق
وأكوي القميص الذي
تحول إلى ساحة قتال
حين أنتهي وأراجع ما لملمت
أكون إمرأة أخرى
الكون من حولي
الكون من حولي
قصة ركيكة
من تأليف الله
قصيدة مقرفة من تأليفي
آيات مملة تحفظها الأسماك
من تحت الماء
الكون من حولي
رجل بلا عنوان
رجل معتوه
رجل بلا ملامح
الكون من حولي رجل لا يقرأ ولا يكتب
رجل سكير بشعر كثيف
باصابع خشنة
وصوت غليظ
يقشر الصبح بتثائب وزئير
أصحوا وأمضي
وأنا أعطي الكون ظهري
لا لشيء إنما لأنه مذكر
ويرفض تاء التأنيث
تعويذة
يكتب لي قصيدة
واعلقها على كتفي الأيسر
يقشر لي تفاحة
واضع القشر تحت المخدة
يكتب لي تعزيذة
أغمسها في كأس شراب
وأشربه حتى الثمالة
فأدخل الجنة بقدمي اليمنى
قد...
قد لا يكون بإمكاني
أن أزرع الكون من حولي بالزهور
قد لايكون بإمكاني أن
أغير رجال الدنيا كلهم
لكن قد أفلح
في أن أمد طريقاً بيني وبينك
وأزرعه بالورود
وأدعوك نتمشى عليه
قد يكون بإمكاني
أن أشتري سريراً أسطورياً
وأدعوك لجولة قتال
قد لا أتمكن من أن أربح المعركة
لكن قد أفلح
في أن أنزل في أعماقك كما النور
وأترك على جسدك
عاهات عشق
وأصبك بشلل الغرام
وقد أنجح في أن اجعلك ترتد عن دينك
وتدور في محرابي
وتسكر بشعري
وتتيمم بقصائدي
وتفطر بالمسك الذي يسيل من شفتي