ملص: النظام السوري ارتكب أخطاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حوار مع المخرج السوري محمد ملص
أجرى الحوار أحمد نجيم: يتحدث المخرج السوري محمد ملص، الفائز بجائزة لجنة تحكيم مهرجان مراكش الدولي للفيلم السبت الأخير عن علاقته بالنظام السوري وحظوظ عرض فيلمه في القاعات السورية والأخبار المزيفة التي نشرتها قناة "الجزيرة" القطرية حول منع الفيلم في سوريا، والتوظيف السياسي في الفيلم ومستقبل نظام بشار الأسد.
* يبدو من كلام ابنك عمر أنك دائم الترحال؟
- أولا اسمي محمد ملص مخرج سوري أعمل في إطار السينما السورية، وأنا مقيم بالعاصمة دمشق إلا في اللحظات التي أضطر فيها لأسباب مهنية إلى التنقل، فكثيرا ما أتجه إلى باريس للاشتغال على مرحلة ما بعد الإنتاج، وأسافر أحيانا لأسباب لها علاقة بالإنتاج أو المشاركة في ندوات ومؤتمرات سينمائية، لذا الترحال مؤقت.
* عمر يشبهك في الترحال؟
- إنه يرحل كي يضع الأسس الأولية لمستقبله السينمائي
* أفلامك تعرف مشاركة أفراد، هل السينما قدر عائلة ملص؟
- إنه تأثر وقدر، والأمر لا يتعلق بعمر بابنتي ممثلة تلفزيونية وسينمائية درست التمثيل في مؤسسة أكاديمية بسوريا، تعمل بشكل كبير في أعمال تلفزيونية وأحيانا في أفلام أخرجها، وقد شاركت في الفيلم، وأدت دور شقيقة البطلة "إيمان". أما ابني عمر فيعمل معي وفي الوقت نفسه يريد أن يستفيد من مشاريع عمل ويشاهد الأفلام السينمائية خلال المهرجانات، وفي الوقت نفسه يبحث عن مكان يختاره لدراسة السينما.
* إذن لست مخر جا دكتاتوريا كي تمنح ابنته دور البطولة كما يفعل مخرجون آخرون؟
- بالتأكيد فالمرجع في إسناد دور البطولة هو أن يستطيع من أختاره أن يجسد شخصية الفيلم وقدرته الإبداعية. رغم أن لابنتي إمكانيات جيدة للتعبير في أدوار معينة، لكنها ليست، حتى الآن، متنوعة القدرات.
* أ تريد أن تنهي علاقتك بسوريا بإخراج فيلم "باب المقام" ينتقد النظام السوري؟
- لا أريد أن أنهيها، فلا يستطيع الإنسان أن ينهي علاقته مع بلده، إنها كالرحم للإنسان، فهل تستطيع أن تغير رحمك. أنا معروف في سوريا كإنسان ذي رأي حر ونقدي، أدافع عن القضايا الوطنية وقضايا حرية الإنسان وعن حرية التعبير بشكل واضح.
* ألا تخشى أن يلقى عليك القبض في المطار لما تعود إلى دمشق، كما حدث مع اللبواني؟
- لا أعتقد أن النظام في سوريا قمعي إلى هذه الدرجة، إنني ضد اعتقال كمال اللبواني، فالاعتقال، في الغالب، لا يجري فقط لتعبيرك على رأيك إنما يجري بناء على علاقة مع الخارج أو ما شابه ذلك.
* لماذا تلك النبرة الانتقادية الحادة للنظام السياسي الاجتماعي في سوريا؟
لا بد أن نقدم شهادة حول ما يجري في سوريا.
* اخيتار عرضه في هذه الفترة ألا يثير مشاكل وتساؤلات؟
- إن الفيلم الذي لا يثير مشاكل لا معنى ولا أهمية له، لا بد أن يفتح أي عمل فني وأدبي الحوار ويثير أسئلة ونقد.
* بخصوص التطرف كان الفيلم إلى حد ما مهادن؟
- أبدا لم يكن مهادنا. هل تريد موقف أكثر علانية، كما سماه الناقد سمير فريد، الفيلم يعلن الحرب على التطرف والأصولية الدينية، إنه يسعى إلى الحديث عن الإسلام بمفهومه المنفتح والمسامح، ويدين المتزمنين المنغلقين.
* لكن شخصية المتطرف في الفيلم تبدو أكثر تأثرا بالقبيلة منه بالدين، طاعته لعمله وانصياعه لقراراته؟
- هذا يبين مدى هيمنة شخصية العم على الأسرة وقوة تأثيرها، كما يظهر حضوع الشقيق إلى الإغراءات التي يقدمها العمل من خلال عرض للعمل. هذا يعود إلى تأثير العم مضافا إليها ذلك التدين داخل الإنسان.
* تدين أخ شقيقة البطلة لم يكن واضحا؟
- أريد أن أتحدث بشكل جوهري الحديث عن أصول هذا التدين أكثر من الحديث عن الظاهرة، كنت أريد أن أقول بأن النظام السياسي حين يقمع الحريات ويقبع الديموقراطيون في السجون فلا بد أن ينمو التيار الرجعي ويصبح أكثر فعالية.
* هل تعتقد أن هذا الفيلم سيعرض في سوريا؟
- أعتقد أن هذا الفيلم يمكن أن يعرض في سوريا.
* قلت يمكن هذا يعني أنك لست متأكدا؟
- لست متأكدا لأنني لم أقدم الفيلم بعد. وغير صحيح ما نشرته القناة التلفزيونية بخصوص منع فيلمي، والقرار لا يتخذ إلا بعد عرض الفيلم على لجنة الرقابة وهذا لم يحدث بعد.
* إذا طلب منك أن تحدف مشاهد معينة لعرضه هل توافق؟
- سبق أن طلب مني في فيلم "الليل" أن أحدف منه بعض المشاهد ورفضت، فلن أقبل ذلك في "باب المقام". هذه رؤية متكاملة أردت أن أحققها.
* لمن أنجز الفيلم للسوريين للعرب أم الأوربيين؟
- لم أحقق فيلما ما لجمهور محدد، أنني أنجزه لجمهور لديه الفضول لمعرفة ما قدمته سواء كان الجمهور عربيا أو أوربيا أو سوريا، لا أخصص الفيلم لجمهور محدد.
* يبدو أنك أكثر تواضعا مقارنة بمخرجين آخرين تجلس في مقهى عادية قرب قصر المؤتمرات بعيدا عن فندق المامونية والفضاءات المشابهة؟
- هذا العالم هو الذي أحبه، لقد اخترته في الحياة، خلال المهرجانات أحب أن أشاهد الأفلام وألتقي النقاد وكثيرا ما أرغب في شرب شرب كأس شاي أخضر، لأنني في سوريا أشرب شايا أحمر وأنا أحضر لمشاهدة الفيلم المقبل.
* أتعتقد أن المنافسة قوية للفوز بالمسابقة الرسمية؟
- هناك منافسة قوية وكثيرا ما تقع في حيرة لوجود كثير من الأفلام التي تفرض نفسها عليك سواء كنت مشاركا بفيلم أو كنت متفرجا عاديا.
* إذا كنت في لجنة التحكيم وطلب منك اختيار فيلم بما فيها "باب المقام" ماذا تختار؟
- في الأيام الخمسة الأولى للمهرجان أحببت الفيلم الدنماركي كثيرا وأحببت الفيلم القرغيزي، ويجب أن ندافع عن هذه السينما لأنها تتضمن رؤية خاصة، ربما الفيلم الدنماركي الأوفر حظا.
* ما الذي يمنع مخرجا عربيا من إخراج فيلم شبيه بالدنماركي؟
- لو أعطيت لنا إمكانيات كبيرة لتحقيق ما نريد لقمنا بأفلام كبيرة، وغالبا الأفلام في المنطقة العربية قامت على عظام مخرجين. فيما لو قارنت ميزانية "باب المقام" بميزاينة الأفلام المعروضة في المسابقة، ستجد أن فيلمي أقل ميزانية.
* تعيش سوريا وضعا صعبا أتعتقد أن هذا سيفضي بالقضاء على نظام بشار الأسد؟
- أعرف أن هناك ضغط شديد على سوريا، وأعرف أن القوة الضاغطة كبيرة وعشوائية وعمياء، أعتقد أن الشعب السوري يتمتع بصفة خاصة، وهي لا يقبل أن يهان كرامته، فالكرامة مرجعية هامة عندنا.
* ألا تعتقد أن الوضع نتيجة أخطائه؟
أعتقد أن النظام يرتبك أخطاء.
- اغتيال الحريري مثلا؟
لا أملك من المعلومات أكثر من المعلومات التي يملكها الآخرون.
* بثت قناة "الجزيرة" القطرية خبرا نهاية الأسبوع المنصرم عن منع فيلمك في سوريا؟
- لا علم لي بالخبر، فالفيلم لم يمنع بعد، وهذا خبر غير صحيح.
* كيف تفسر بث القناة القطرية للخبر؟
- ولم أشاهد الخبر حتى أفسر الأمر، لقد سمعته. ربما فهم خطأ من خلال المؤتمر الصحفي بعد عرض الفيلم، إنها قراءة أو فهم خاطئ لما أردت قوله، فأنا قلت أن الفيلم لم يعرض بعد على لجنة الرقابة، وهذه الأخيرة تتخذ قرارها النهائي.
* ألا يحرجكم هذه الأخبار المزيفة مع النظام رغم أن لا يد لكم فيها؟
- لا تحرجني مع أحد، على الصعيد الإعلامي هناك من الأشياء الدقيقة والأشياء الأخرى غير الدقيقة.