العبد العزيز: أكره تسمية الليبراليين بالعلمانيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حوار مع الشيخ موسى العبد العزيز
حاوره سليمان الطريري: يتحرك المجتمع السعودي هذه الأيام نحو كشف المزيد من التمايز بين فئاته وطوائفه ومذاهبه بعد أن ظل عشرات السنين يعبر عن نفسه في صورة مذهبية واحدة عرف بها حتى ظن المراقب الخارجي وحتى رجل الشارع أن هذه الصورة هو الوجه الوحيد الذي يعكس التوجهات الدينية في السعودية.
وإلى جانب الأنقسامات المذهبية التقليدية ،كالمذهب الشيعي والمذهب الصوفي، يظهر هذه الأيام انقسام جديد بين أصحاب المذهب الواحد الذي عرف في تاريخه بالتماسك والتعاضد. ففي السنوات القليلة الماضية ظهر على السطح صراع بين طائفتين دينيتين الأولى عرفت بالجامية والأخرى
عرفت بالسرورية.
وهناتلتقي إيلاف بالشيخ موسى العبدالعزيز
* الإتهامات تتجه دائماً إلى جماعة الإخوان المسلمين وتحملهم مسؤولية الفكر المتطرف الموجود حالياً على الساحة الآن في الدول العربية عموماً والسعودية خصوصاً ما رأيك؟
- جماعات الإخوان المسلمين يقفون وراء الأحداث في المملكة وهم أفسدوا التعليم وشباب المملكة المتدين. في حياة الملك فيصل رحمه الله وعندما اشتد المد الناصري وفد إلى المملكة رؤوس من الإخوان المسلمين واستقبلتهم السعودية على أنهم دعاة إلى إصلاح التدين أمثال مناع القطان ومحمد قطب إلى أن وصلوا إلى تأسيس المناهج وانتحلوا الدعوة السلفية عباءة للتكفير كما كان طرحهم سياسي بالمطالبة بالخلافة والحاكمية ولم يكونوا أوفياء للدين ولا للسعودية حيث صرفوا وجوه الخلق عن التوحيد المجدد عن المملكة إلى منازعة الحكام وهذاأساسالصراع.
*هل تعتقد بأن الحكومة السعودية أخطأت بشكل أو آخر في التعامل مع الإخوان؟
- الحكومة أخطأت في تسليمهم التوجيه والتربية وعدم الرد على خطاباتهم التكفيرية وهذا ناتج عن الفطره السليمة للمجتمع وولاة الأمر.
* بدأ يتشكل في الفترة الأخيرة خطاب ليبرالي بنبرة أعلى من قبل وهناك من يتصارع مع هذا الخطاب ويكيل له تهم التكفير والعمالة، ما موقفك من هذا الخطاب؟
- أنا أكره أن أسمي الليبراليين بالعلمانيين فهم دعاة مدنية لتحقيق المطالب الإنسانية التي لا تعارض الشرع في حقوق الإنسان لذلك هم دعاة إلى تنظيم السلوك المدني في إدارة المجتمع، وقد كان التكفير من قبل القطبية أداةً لتشذير المجتمع بين إسلامي وعلماني وهاهم اليوم يتقاربون ويثنون على من كفروهم بالأمس بل يجيزون ما منعوه بالأمس كالتعدديه والديموقراطية وقيادة المرأة للسيارة فكيف لعاقل أن يثق بدين هؤلاء.
* بمناسبة قيادة المرأة هناك توصية حالية بمجلس الشورى عنها، هل أنت مؤيد لقيادة المرأة للسيارة؟
- الفقه السلفي لم يذم ولم يمانع هذا الحق المدني للإنسان فالمرأة قدتقعتحت ظروف ووطاة العادات والتقاليد الاجتماعية المخالفة للإسلام فتظنة من الدين وهو خلطٌ بين الجمود المذهبي وبين العادات والتقاليد تحت عباءة الدين، وأئمة السلف في هذا العصرأمثالالشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله زوجه تقود السيارة في شوارع عمان والنبي صلى الله عليه وسلم في نتائج حادثة الإفك التي كان سببها دعاة الفتنة لم يحرم ركوب المراة وحدها على الإبل ولم يمنع النساء من ذلك، كذلك يجب أن نعلم أن فتنة السائق مع المرأة أشد وأعتى من قيادتها وحدها.
* دائماً ما يتردد بأن الشيخ موسى العبدالعزيز " جامي "، هل تقر بهذا الرأي؟
- أولاً أنا لا أنتصر للذات ولا أخاصم أحداً لذاته ها أنا داعية أنتسب إلى أهل الدليل والحجة بإسناد النص وإسناد الفقة وما يقال فيما هو مثلي ونحن لسنا شئ أمام الرسل والأنبياء اللذين طعنوا في عقولهم وأعراضهم فكيف بحال هذه النفس المتواضعة التي أرجو أن يكون لها حظاً كبيراً في إطفاء نار الفتنة التي حدثت في بلادنا .فالهجوم علي عصبي جاء من عصر الجاهلية لأنني أذم التكفير عقيدة وفعلاً وفاعلاً وهذا ما يشبة لقائي في تلفزيون إل بي سي حول ستار أكاديمي حيث أن السكوت عن الأهواء الدينية يفتح الباب واسعاً أمام الأهواء الشهوانية وطرحت سؤالاً فهمه أكثر المشاهدين وهوهل المنكرون على هشام الهويش وهو حقٌ لمن اعتدل في الإنكار قد أنكروا على بن لادن وسموه باسم العين وحذروا منه؟ من هنا قام التكفيريون وثاروا وأزبدوا وارتعدوا حيث أني بينت الحقيقة، كيف لا ينكر ويحذر من رجل سفك الدماء المعصومة وجاء بالبدع والأهواء الدينية ويغلظ على شخص وقع في الأهواء الشهوانية ولم يخرج من الملة فكيف يخرجونه أو يحكمون عليه بأحكام مغلظة تقشعر منها الأبدان هذا هو السؤال، أما الجامية فليس هناك دعوة جامية وإنما هذا من بنات أفكار رؤوس الإخوان المسلمين لطمس اسم السلفية فهم لايستكيعون أن ينتسبوا إليها لأن لها حراس للذب عن ثوابتها، فهم يخشون من انتشارها فقد طرحوا قديماً عنواناً واسعاً يهمش هذا الاسم تحت مظلة أهل السنة والجماعة بعد وفاة الشيخ محمد بن ابراهيم حتى يدخلوا فيه جميع الفرق القديمة والحديثة منها وهذا يوافق عقيدة الإخوان التي تقول : لنتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه. حتى لو كان ذلك في التوحيد الذي هوأساسالرسالات فالشيخ محمد الجامي من تلامذة المدرسة السلفية التي جددها الشيخ محمد بن عبد الوهاب فهل محمد بن عبدالوهاب جامي؟. أوبن باز أو غيرهم؟ فهذه التسمية ليست إلا للغو في الدعوة السلفية لأنها السد المنيع أمام خرافات الصوفية والطرح السياسي لجماعات الإخوان المسلمين ومنهم السرورية والقطبية فأنا لست جامياً ولا بازياً ولا ألبانياً، أنا داعية سلفي على بصير ويقين بهذه الدعوة بإسناد النص والفقة.
* في أحد اللقاءات التلفزيونية قمت بتهديد سلمان العودة وسفر الحوالي هل تمتلك ما يدينهم؟
- أنا لم أهدد وإنما حذرت بكشف الأمور من مقالات المخالفين خصوصاً التكفيريين ورجوت أن يراجعوا ويتراجعوا عن فكرهم القديم الذي أنبت هذا التفجير وسوف نصل إلى مرحلة إذا لم يتم فيها الجهر بالمراجعة عن هذه المقالات التكفيرية سنصل إلى المحاسبة شئنا أم أبينا إن لم تكن محلية لا لقصد إرجاعهم إلى السجون وإنما لكشف الحقائق ستكون عربية ودولية لا محالة. وهناك دول ستطالب بهؤلاء الرؤوس لأنهم تضرروا من مقالات دعاة التكفير التي ضللت شباب تلك الدول بل هددت السلم العالمي. هذه نصيحة بالمسارعة إلى المراجعة قبل فوات الأوان ونقدي لسفر الحوالي لأنه خطأ الشيخين وهما اللذان ذموا التكفير بالدليل والحجة والاسناد الصحيح بالنص والفقة وأئمة القرون من سادة العلم، وكان عليه أن يغتنم الفرصة بالبراءة من هذا المنهج المذموم من العقل والشرع والفطره ولكنه أبى واستكبر وأعلن المواجهه ولا يستغرب عليه ذلك لأنه قال في طالب في قناة الجزيرة بإنهاء المواثيق والعقود الدولية وغير ذلك مما طرحة التكفيريون ذرائع للخروج فهو يقرهم على هذه العقيدة كما أنه في اتجاه آخر يقر رأسهم بن لادن بأنه طالب علم وشيخ ويعذر لهم، المنتحرون المفجرون نهايتهم الموت الذي جعلوه خطاً لهم ولكن كيف للعقلاء أن يحاسبوا الضحايا والنتائج ولا يحاسبون الأسباب والذرائع وهم دعاة التكفير.
* برأيك لماذا هناك ارتباط بين المطلوبين وسفر الحوالي من خلال الواسطات أوالتسليم؟
- الاقتداء بفكره وقد يكونون تلامذته وهولا يعرفهم فهو أول من روج لدعوة الحاكمية والمطلوبين أمنياً صرح كثير منهم بأنهم يعتبون عليه في تحوله الفكري !، أحداث 9 /11 وقيعة أرادها الأخوان المسلمون بالتحريش بين العلاقات الأمريكية والسعودية وقراءة هذه النتيجة تأخر الكثيرون في لحظها إلى أن أتت فتوى الستة والعشرين واتضحت أفعال بن لادن في العملية الفاشلة بالقنصلية الأمريكية بجدة حيث أنه يستهدف الأمريكيين وحدهم، جميع الذرائع التي تعلق بها أسقطت بالدليل والفقة المستقيم والواقع فكيف يستهدف طرفاً ويتجاهل الآخرين من نفس الديموغرافيا والجغرافيا والدين، هذه هي لعبة الفتنة لتفتح للآخرين باباً واسعاً للتدخل في الشؤون الداخلية وفرض أعراف وثقافات تخالف هذا الدين العظيم من هنا جاءت الدعوات لفرز المجتمع إلى أحزاب علمانية وإسلامية ويلتقون على حد السواء في الحاكمية أحدهم بالسيف كـ بن لادن وأيضاً باستعداء أمريكا على الدول العربية والآخر يريد الحاكمية الديموقراطية وهذا يريد الحاكمية باسم الدين والدين وسط بين أولئك.
*برأيك كيف ترى تعامل الإعلام الرسمي مع قضايا الإرهاب؟
- القناة الأولى لم تأت بدعاة يذمون ابن لادن باسمه المعين بل أتت بدعاة يضللون الناس عن الحقيقة بحيث ينكرون الفعل ويعذرون الفاعل وكذلك قناة الإخبارية نشاطها سطحي لا يخدم الحقيقة.
* هناك اتهامات موجهه لكليات الشريعة والجامعات الإسلامية بأنها فوق الحاجة ولذلك أصبحت مكاناً ملائماً لتكون أفكار التطرف؟
- كثرة وتعدد الكليات تدل على تعدد الجماعات والمفاهيم وتشذير المجتمع إلى فرق سواءً في التدريس أو ممن تخرجوا فكلية شريعة واحدة تكفي للمملكة بحيث يتم ضبطها والسيطرة على عقائد خريجي هذه الكلية ونظام التربية والتعليم عليه أن يتجه للمهنية في تدريس الشباب كي لا يفرخ البطالة فتكرار التخصص في الكليات التي تسمى بالإسلامية والجامعات المدنية هو لفرز المجتمع بين إسلامي وغير إسلامي لذلك ينبغي على الجامعات التي تدرس الدين ألا تكرره في أي كلية في العلوم المدنية في الجامعات فهذه الكليات المتقابلة كارثة قسمت المجتمع إلى إسلامي وعلماني