شادن التويجري فنانة مولودة وفي يديها فرشاة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شادن التويجري تعزف على البورسلان بأصابع الريشة:
لوحات فنانة سعودية تسكب الفتنة في الرياض
وعلى وقع موسيقى وإضاءة خافتتين كان المعرض يعجُّ بالزوار الذين أتوا رجالاً ونساءً لمشاهدة اللوحات في المعرض الذي كان يلفظ آخر أيامه . شادن التويجري ، التي ترتدي عباءة سوداء وحجاباً موثقاً حول وجهها ، تقف بثبات وهي تشرح بعض لوحاتها للذين يستفهمون حول هذه الفتنة الطاغية التي حوتها اللوحات ، وأثارت فتنة في ليل الرياض الطفيف.
أول لوحة داهمتني هي "طيور مهاجرة" التي يبلغُ ثمنها نحو ثلاثة آلاف دولار. وقفتُ أمامها ملياً مأسوراً بتقلبات الريشة وألوانها لذلك الطائر الذي تتراقص أجنحته السوداء بحرفية فنية مذهلة على مساحة جرداء من اللون الأصفر.لماذا لون الطائر أسود ؟ أهو رمز للمرأة السعودية وعباءتها ؟ أسأل فتجيبني شادن:" لا لم أرمز إطلاقا لا إلى المرأة ولا العباءة".
وتضيف حول اللوحة الغامضة:" طيور مهاجرة من أحب اللوحات إلى نفسي ففيها مزيج من الغموض والوضوح في آن واحد..فهي تشبهني إلى حد كبير.فالطير الأسود يرمز إلى الحرية المقيدة...والطير الأحمر يعبر عن الخيال المجروح الذي يصطدم باللون الزهري الذي يرمز إلى الخجل الكامن في شخصي.أما اللون الأصفر الصارخ هو وسيلة التعبير عن الرغبة في الجرأة والانطلاق".
وبدت شادن متوهجةً تتقاطرُ فرحاً في معرضها الشخصي الأول الذي افتتحه والدها الشيخ أحمد التويجري بعد أن كانت تشارك في معارض مشتركة مع تشكيليين آخرين:" شعوري في المعارض الجماعية السابقة كان يتصف بالسعادة والحماس والهدوء نسبيا..لكن شعوري في معرضي الشخصي الأول مختلف تماما...فهو مزيج من الأحاسيس المتضاربة..فسعادتي بالغه وحماسي لا يوصف ورهبتي مخيفه وأملي أن يظهر المعرض بأعلى مستوى فالمسؤولية كانت كبيره إلى حد ما".
وليس والدها الداعم الأول فحسب بل أن كل عائلتها تقف في صفها الفني: "عائلتي والحمد لله من أكبر المشجعين لي وهم جمهوري الأول ولولا الله ثم والدتي الحبيبة لما تقدمت خطوة إلى الأمام فهي التي اهتمت بموهبتي وساعدتني على تنميتها فقد كانت تحضر لي مدرسات أجنبيات لتعليمي أسس وقواعد الرسم الصحيحة منهم المعلمة لي شلمي والمعلمة نورا جاستون والمعلمة موبينا يعقوب ومعلمة البورسلان القديرة ناجيلا سلمي".
جدران صفراء هادئة
أتودون أن تعرفوا أين ترسم شادن ؟ كيف هو مرسمه ا؟ جدرانه، نوافذه، طقوسه؟.هي تقول عن ذلك: "مرسمي في منزلي..ملامحه صغيرة..جدرانه مصبوغة باللون الأصفر الهادئ...منظم إلى حد ما...وغالبا ما يعج بالأصدقاء...لا أحب أن أرسم بمفردي..فكثيرا ما يكون المرسم عبارة عن ورشة عمل تقودها فنانة المستقبل بسمة...ابنتي". وهو ما يجعل صورة بسمة تتقافز إلى الذهن وهي تجاور لوحات أمها حين تشرع في رسم اللحظات الأولى من اللوحة.
ونقادٌ كثر أجمعوا على أن شادن لا ترسم فحسب بل أنها تكتب اللوحة وكأنها قصيدة بعدما جاور جمال اللوحات جمال مسمياتها التي صيغت بذائقة هي أقرب إلى الشعر أكثر :"حين أبدأ في كتابة اللوحة أكون في حالة مزاجيه معينة ...إما أن أكون في قمة السعادة أو قمة الحزن والتعاسة.. فلا أستطيع أن أبدأ لوحه وأنا في حالة استقرار..أستطيع أن أكملها فقط".
والشعر يا شادن؟ ..تجيب قائلةً:" أنا متذوقة فقط للشعر ولي محاولات بسيطة هي فالواقع خواطر لا ترتقي لمستوى القصيدة أبدا ولا أطلع عليها أحدا فهو سر أفشيه لأول مرة. أنا من عشاق أشعار خالد الفيصل وقصائد حبه العذرية..ومن عشاق مدرسة البدر الرومانسية".وهما شاعران يمثلان مدرستين شعريتين في الساحة السعودية أولاهما كلاسيكية والثانية تنتمي إلى الحداثة الشعرية بشكل أكبر.
ولا تجري الفنانة التشكيلية السعودية شادن التويجري تخطيطاً مسبقاً للوحاتها ولا يوجد لبدء اللوحة وقت محدد تبدأ فيها فكرتها أو تنتهي:" "ليس لدي وقت معين...فأمر أحيانا بفترات جفاف...وأحيانا أمر بعواصف وزوابع مجنونة.لا أحب أن أخطط لشيء وخصوصا اللوحة ففي الغالب لا أفكر بفكرة معينة قبل البدء فيها..إلا في حالات استثنائية حين نشارك في معارض جماعية يكون محورها قضيه معينه كمعرض أحداث غزو الكويت".
وعن معارضها الفنية التي احتضنتها إيطاليا عبر مدينتين أولاهما مدينة تخنقها الحقول الخضراء وثانيهما مدينة تستحم بضفاف نهر جميل :"المعارض التي شاركت فيها في ايطاليا كانت معارض جماعية وليست فردية...شارك فيها فنانون من جميع أنحاء العالم مختصون بفن الرسم على البورسلان...استفدت كثيرا من التجربة حيث كانت تقام ورش عمل وندوات يوميه على مدار 4 أيام متواصلة...قدم فيها كبار الفنانين تجاربهم وخبراتهم الخاصة...وكنا حوالي 7 فنانات نمثل السعودية..والمدينتين اللتين أقيم فيهما المعرضين تفيض جمالا وفنا ورومانسية...إحداهما في وسط جبال خضراء والثانية تطل على نهر كومو الجميل".
وعن أول شخص يرى اللوحة فور اتمامها تقول: "زوجي أول من يرى لوحتي فور إتمامها ومن ثم صديقاتي وباقي عائلتي".وتقول عن بداياتها :"لم أقرر أن أصبح فنانة...فوالدتي تقول أني مولودة وفي يدي فرشاة.. فالموهبة نعمة من الله عز وجل لذا فأنا سعيدة بها وقد بدأت جديا في صقل موهبتي في الثانية عشر من العمر"...