لقاء إيلاف

الصبان: نستخدم سبيل قيتباي لتعليم فن السينما

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حوار مع د. منى الصبان مديرة أول مدرسة عربية للسينما والتلفزيون على الانترنت:

سرد كامل لتاريخ السينما

سلوى اللوباني من القاهرة: د. منى الصبان سيدة صفتها الحماس والنشاط..تحب دراستها وعملها، فهي استاذ في المعهد العالي للسينما-أكاديمية الفنون- وعضو الشبكة العربية للتعليم المفتوح والتعليم عن بعد، ومديرة أول مدرسة عربية للسينما والتلفزيون على شبكة الانترنت، www.ArabFilmTvSchool.edu.eg، بدأ مشروعها على الانترنت بفكرة..تعلمت من أجله إستخدام الكمبيوتر والانترنت، وأسست أول مدرسة عربية للسينما والتلفزيون على شبكة الانترنت مجانية تعمل 24 ساعة ولمدة 7 أيام في الاسبوع، فأصبح لديها نحو 22 ألف مشترك، ونذكر أنها حاصلة على بكالوريوس المعهد العالي للسينما "تخصص مونتاج" وعلى الماجستير ودرجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف، كما حصلت على منحة من هيئة "فولبريت" الأمريكية للتدريب فى ستوديوهات هوليود في لوس أنجلوس ولحضور المحاضرات فى كلية الاعلام بجامعة بوسطن، وقامت بالتدريس في عدة جامعات ومعاهد منها جامعة حلوان، جامعة مصر الدولية، جامعة القاهرة، معهد التلفزيون باتحاد الاذاعة والتلفزيون، الجامعة اللبنانية ببيروت بالاضافة الى اشرافها على عدة رسائل ماجستير ومناقشة رسائل دكتوراه، ونذكر هنا أنها شغلت أيضاً منصب رئيسة قسم المونتاج السينمائي في التلفزيون اللبناني، كما شاركت في العديد من المهرجانات والمؤتمرات والمعارض، وقدمت أيضاً العديد من الاوراق البحثية في لندن، تونس، الرباط، القاهرة، وبولندا، ومن أعمالها الابداعية قيامها بمونتاج عدة أفلام ومسلسلات، ولها العديد من المؤلفات منها كتاب "فن المونتاج في الدراما التلفزيونية وعالم الفيلم الالكتروني"، و"المونتاج الخلاق - دراسة فى التطور التاريخى لأبعاد الخلق المونتاجى"، كما أن لديها كتاب تحت الطبع بعنوان "أنا والمونتاج". د. منى سعيدة بفضاء الانترنت..فهي ترى بأنه فضاء إيجابي تواصلت من خلاله مع أشخاص من بلاد مختلفة لم يكن بإمكانها أن تلتقي بهم لولا هذه الشبكة..كلها إصرار على تفعيل مشروعها وتطويره للافضل..

*هل هو بالفعل أول موقع؟
- نعم، أول موقع لتعليم فنون السينما والتليفزيون باللغة العربية في العالم، بينما هناك مواقع كندية وأمريكية وفرنسية وإنجليزية.

*كيف بدأت فكرة المدرسة على الانترنت؟
- من خلال الاشتراك بورقة عمل عن إنشاء مدرسة لتعليم فنون السينما والتليفزيون باللغة العربية على الإنترنت، في مؤتمر الرابطة العربية الأمريكية لأساتذة الإعلام المنعقد في الجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت عام 1999، فأنا عضوة في الرابطة، ويتم هذا المؤتمر سنوياً في شهر نوفمبر، لذلك كأعضاء نحن على علم بأجندة المؤتمر وموضوعاته، فكان علي أن اختار ورقة بحث لاقدمها، وتفاجئت عندما علمت أن موضوعات المؤتمر تدور حول التعليم من خلال الانترنت، وفى ذلك الوقت كان كل ما أعرفه عن الكمبيوتر هو إرسال رسائل ألكترونية، والبحث عن بعض الموضوعات على شبكة الأنترنت!!

*وكيف تعلمت استخدام الكمبيوتر والانترنت؟
- حصلت على منحة من هيئة "فولبريت" الأمريكية للتدريب فى ستوديوهات هوليوود في لوس أنجلوس عام 1997 وكانت كل إهتماماتى بالكمبيوتر في تلك الفترة تدور حول تعلم إرسال البريد الالكتروني لعائلتي في مصر أثناء تواجدى بأمريكا، وتم ذلك بمساعدة من إبني محمد عزمى مهندس الكمبيوتر، والذى قام بتعليمي تماماً كما قمت أنا بتعليمه عندما كان صغيراً، وبعد عودتي الى مصر كنت مصرة على تعلم كل ما يخص الكمبيوتر والانترنت.

*ما هي مبررات تقديم ورقة العمل للمؤتمر؟
- قابلت رئيس الرابطة بالجامعة الامريكية في مصر، وأخبرته عن عدم رغبتي بالمشاركة في المؤتمر، فقدم لي نصيحة بناء على إيمانه بقدراتي وكفاءتي بأن أتعرف على تعليم السينما من خلال الانترنت، وأخذت بنصيحته وبدأت أبحث من منطلق أهمية الفن السينمائي والتليفزيوني كوسيلتي إتصال سمعي وبصري ومعرفة وتعبير جمالي وإمتاع..فقد استقبل هذين الفنين في جميع البلدان العربية في نفس وقت ظهورهما في العالم بل وأصبحا مظهراً من مظاهر الحياة الاجتماعية فيها، وعندها بدأت التواصل مع جميع الدول العربية للاستفسار إذا كان هناك أي مكان يدرس فن السينما والتليفزيون، ونتيجة بحثي كانت أن المعاهد التي تدرس فن السينما والتلفزيون في مصر ولبنان فقط، ففي مصر كان "معهد السينما" الذي تخرجت منه وأعمل به والذي تأسس عام 1959 ومدة الدراسة به 4 سنوات باللغة العربية، ومعهد سينما في بيروت-جامعة القديس يوسف- الذى تأسس عام 1996 ومدة الدراسة به 3 سنوات باللغة الفرنسية، أما بقية الدول فتقدم كورسات متفرقة ولفترات محددة فى عنصر من عناصر هذا الفن ولا يوجد معاهد أو مدارس بها، إضافة الى أن هناك أعداد غفيرة في الأثنين وعشرون دولة عربية التي تعمل في هاتين الصناعتين بينما عدد قليل منهم تخرج من المعهدين في مصر ولبنان، ونظراً للانتشار السريع لشبكة الانترنت داخل هذه الدول كان من الأهمية استعمالها في النواحي التعليمية للمساهمة في تدريس العلوم السينمائية والتلفزيونية وحرفياتهما لهذه الاعداد التي لم تتلق أي دراسة ومن هنا كانت أهمية إنشاء أول مدرسة لفنون السينما والتلفزيون باللغة العربية.

*أي إنك صاحبة الفكرة الاساسية؟
- نعم، أنا صاحبة الفكرة ومتحمسة جداً لتطويرها أكثر لتخدم أكبر عدد ممكن من الناس، وقد قدمت الورقة في المؤتمر وأشاد بها الكثير من أساتذة الاعلام العرب وطالبوا بأن تنفذ الفكرة حالاً لأهميتها.

*ما هي الصعوبات التي واجهتك لتنفيذها؟
- أولاً أنا أردت أن تكون المدرسة مجانية، وعرضت الفكرة على المخرج الكبير الراحل "مصطفى العقاد" في حينها إلا أننا لم نستطع التوصل الى حل لانني كنت مصرة على مجانية التعليم في المدرسة على شبكة الانترنت لتعمل 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الاسبوع وتكون موجهة الى كل العاملين والمهتمين بهاتين الصناعتين في جميع أنحاء العالم العربي، لذلك اتجهت الى صندوق التنمية الثقافية التابع لوزراة الثقافة المصرية، وقدمت المشروع لوزير الثقافة المصري "فاروق حسني" ووافق عليه وصدر القرار الوزاري بإنشائها في يوليو 2001، وبأن مقرها يكون فى الدور الأرضى فى مبنى أثرى منذ عصر المماليك يسمى "سبيل وكتاب قايتباى" فى حي القلعة، فهل تصدقين يا عزيزتي أنه بعد 529 سنة يستخدم مبنى كتاب قيتباي -ككُتاب- لتعليم السينما والتلفزيون!!. وفي اكتوبر 2001 افتتحت السيدة "سوزان مبارك" المدرسة، وانطلق الموقع على شبكة الأنترنت بعد الافتتاح ب 6 شهور أي فى مايو 2002.

*من يقوم بتحضير المواد المنشورة على الموقع؟
- قد تتفاجئي يا عزيزتي إذا أخبرتك بأن فريق العمل مكون من 5 أشخاص فقط، نحن نعمل لفترات طويلة لتحضير المواد، فعلى سبيل المثال شخص مسئول عن توفير مادة السيناريو وآخر يوفر مشاهد متماثلة مع النص الموجود في السيناريو، حتى نسهل عملية التعلم عن بعد، فلا بد أن نوفر للطالب أو المشترك الكثير من الشرح بكل الوسائط المتعددة .

*هل هناك إقبال على الاشتراك بالمدرسة؟
- يومياً لدينا مشتركين من جميع أنحاء العالم... ما يقرب من 35 مشترك يومياً، وأحيانا 50 مشترك، ولا يوجد سن معين للدراسة، فالمشتركين تتراوح أعمارهم بين 15-80 سنة، على سبيل المثال أحد المشتركين سفيرسابق في وزارة الخارجية.. وهو مشترك مجتهد فهو يحب السينما كثيراً، كما لدينا مشتركين من كوريا، كرواتيا، كوردستان، البرازيل، بل من حوالي 108 دولة من جميع أنحاء العالم .

*كم عدد المشتركين بالمدرسة؟
- حتى اليوم 22 الف و800 مشترك.

*ومن هي الفئة المستهدفة؟
- الذين يعملون في السينما والتليفزيون و بدون دراسة أو تخصص في هذه الفنون، كما أن عدد كبير منهم لا يتقنون غير اللغة العربية، إضافة الى الاشخاص الذين يعملون ولا وقت لديهم لترك أشغالهم مثل المهندس أو الطبيب أو المحامي ويود دراسة فن السينما والتلفزيون، وأيضاً الاعداد الهائلة التي تتقدم الى معهد السينما "2000 مشترك سنوياً" ولا تستطيع الالتحاق بالدراسة لان اللائحة تنص على عدم قبول أكثر من 64 مشترك.

*ما هي الخدمات التي يوفرها الموقع الى جانب الدراسة؟
- بالأضافة الى خدمة تعليم فنون السينما والتلفزيون عن بعد مجاناً لجميع الناطقين باللغة العربية في كل أنحاء العالم، الذين لم يتمكنوا من الدراسة بالمعاهد الأكاديمية للحصول على ثقافـة متخصصة في مجالات كتابة السيناريو، والإخراج، والمونتاج، والتصوير، والديكور، والصوت، والإنتاج، والرسوم المتحركة، تقدم المدرسة العربية للسينما والتلفزيون سرد كامل لتاريخ السينما في جميع البلدان العربية الاثنين والعشرين، ومعلومات عن المهرجانات والاستديوهات والنقابات العربية، وأيضاً شروط الالتحاق بمعهدي السينما في مصر ولبنان ونوعية من الاختبارات السنوية لجميع التخصصات، وهناك خدمة مميزة جداً وهي رف للكتب يتضمن حصراً كاملاً للكتب العربية أو التي ترجمت الى اللغة العربية التي نشرت عن السينما والتلفزيون منذ سنة 1923 حتى الان، وقد قامت د. "فريدة مرعي" رئيسة مكتبة الكتب النادرة في مكتبة الجامعة الامريكية في القاهرة بتصميم الببليوغرافيا الخاصة بهذا الرف، كما أن هناك شرح لجميع برامج الكمبيوتر والتكنولوجيا المستخدمة في جميع مراحل الانتاج السينمائي والتلفزيوني من بداية كتابة السيناريو وحتى العرض النهائي، كما تتيح المدرسة نشر الابحاث العلمية السينمائية والتلفزيونية نشراً علمياً متخصصاً ومحكماً، وتتضمن المدرسة أيضاً صفحة للمواقع العربية والاجنبية على شبكة الانترنت والتي لها علاقة بالفن السينمائي والتلفزيوني، وصفحة لنشر آراء زائري المدرسة والرد على اسئلتهم، وهو ما سيسهم في نشر الثقافة السينمائية والتلفزيونية في جميع أنحاء العالم العربي وهو أيضاً السبب الرئيسي في حماس وزارة الثقافة المصرية متمثلة في صندوق التنمية الثقافية في إنشاء هذه المدرسة.

*كيف تتم الدراسة من خلال الموقع؟
- كل مشترك يدرس على مسئوليته من خلال استخدام المواد المتوفرة على الموقع، ولا يوجد مدة محددة للدراسة، نحن نوفر المواد مشروحة بالوسائط المتعددة Multimedia، أي نستخدم النص المكتوب، والصوت، والصورة الثابتة، والصور المتحركة، ورسومات الكمبيوتر، حتى نوفر للمشترك المادة بشكل مفهوم ووافي، فكل مشترك ينتهي من الدراسة بالوقت الذي تيلائم مع قدراته ووقته، ويتقدم للامتحان النظري ولكن ليس من خلال الانترنت، وهذا ما أسعى اليه الان، وهو أن يتوفر لنا مراكز في كل بلد ليتم من خلالها تقديم الامتحان.

*ولكن الجزء العملي مهم جداً في دراسة السينما والتلفزيون..كيف توفرون ذلك؟
- أسعى أيضاً لتنظيم ورشة عمل للناجحين في الامتحان النظري، وهذه الورشة تتضمن الجزء العملي من الامتحان، فعلى المشترك أن يخرج فيلماً ويقوم بعمل المونتاج له .

*هل هناك صعوبات أخرى تواجهونها؟
- في مصر بالاخص نعاني من مشكلة استيعاب مسألة التعليم عن بعد، لا يوجد ثقة كبيرة بهذا الاسلوب من التعليم، يحتاج الموضوع الى وقت، بينما في دول عربية أخرى يتقبلون الموضوع بسهولة ويتقبلون الدراسة عن بعد.

*هل الشهادة التي يحصل عليها المشترك معترف بها؟
- عندما ينجح المشترك في الامتحان النظري والعملي سيحصل على شهادة، ولكننا حتى الان لم نصدر شهادة أي لم نجرب بعد مدى الاعتراف بها، ولكني أود أن أوضح بأن جدية الأمتحانات هي التي ستعطي هذه الشهادات أهميتها ...

*ما هو سبب إهتمامك بالسينما والتلفزيون لهذه الدرجة؟
- نشأت في عائلة فنية، فخالي هو "سعد نديم" رائد السينما التسجيلية في مصر، وإبن خالة والدتي هو المخرج "صلاح أبو سيف"، إضافة الى أنني في طفولتي كنت أذهب للسينما كثيراً مع والدتي، وكانت مكافأتها لي عند نجاحي في أي إمتحان في المدرسة هو الذهاب لمشاهدة فيلم، وعندما نجحت في الثانوية العامة عام 1965، كانت النصيحة التي قدمها لي كل من "سعد نديم" و"صلاح أبو سيف" أن أدرس في معهد السينما، ولكن والدي عارض في البداية لأنه كان يعتقد أن دراسة السينما في ذلك الوقت ليست ذو شأن، لذلك أخفى عن أصدقائه طبيعة دراستي وكان يخبرهم جميعاً بأنني أدرس في كلية الخدمة الاجتماعية الى أن أصبحت معيدة في معهد السينما عندها أعلن ذلك وكان فخوراً بي وبعملي، وأود أن أقول لك بأنني أحب دراستي وعملي.. وهذه نعمة من الله.. فأنا أقضي في عملي وقتاً أكثر من بيتي.

*سؤالي الاخيرhellip;برأيك ما هي سلبيات شبكة الانترنت؟
- أولاً الكمبيوتر جهاز عظيمhellip; يجب استخدامه بأقصى درجة ممكنة، نحن الان في مقر المدرسة لا نستخدم الورق كل أعمالنا ومراسلاتنا تتم من خلال الكمبيوتر وحتى تصحيح المواد وتحرير الموضوعات، وثانياً هل كان من الممكن أن يتم إشتراك 22 ألف مشترك بالمدرسة بوسيلة أخرى عدا شبكة الانترنت، لقد استطعت الوصول الى أشخاص عرب من 108 دولة من جميع أنحاء العالم لم أكن أحلم بالوصول اليهم في حياتي وحصل ذلك من خلال الانترنت، فعلى سبيل المثال هناك شخص عربي من استراليا في جامعة سيدني متخصص في ترجمة الافلام من اللغة العربية الى الانجليزية، نظمت له ورشة عمل عندما أتى لمصر، وأيضاً لدينا مشترك أستاذ مساعد في جامعة لوزان في سويسرا متخصص باخراج أفلام عن الرقص الشرقي، ساعدته للتواصل مع باحثة لبنانية تعد كتب وأفلام عن الراقصات الشرقيات، كما أرسلت أبحاث عن المخرج شادي عبد السلام إلى باحثة تونسية، تقوم بكتابة رسالة ماجستير عن هذا المخرج، هل يمكن أن تقولي لي أين هي سلبيات شبكة الانترنت؟؟ إننى أراها كلها إيجابيات فأنت تتواصلين مع أشخاص من بلاد مختلفة لم يكن بامكانك أن تلتقي بهم لولا هذه الشبكة الرائعة، بل وتمديهم بمعلومات عن فنون السينما والتليفزيون لم تكن متوفرة من قبل باللغة العربية.

salwalubani@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف